ولي عهد أبو ظبي الجاهل في تاريخ بلاده – أحمد حازم
تاريخ النشر: 21/11/21 | 11:52معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قام بتكريم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بجائزة “رجل الدولة الباحث”، لدوره في نشر السلام والتسامح بالعالم كما جاء في حفل التكريم. والمعروف أن المؤسسات ومراكز الأبحاث والسياسات الغربية ولا سيما الأمريكية لا يمكن أن تقوم بتكريم أشخاص لهم بصمة وطنية في خدمة شعوبهم، بل يتم التكريم عادة لمن لهم خدمات للسياسة الغربية بشكل عام والأمريكية بصورة خاصة.
خلال استلامه الجائزة، لم يبق بن زايد ساكتاً بل أراد التوضيح للعالم بهذه المناسبة عن الأسباب التي دعت الإمارات إلى توقيع الإمارات اتفاق سلام مع إسرائيل والمعروف باتفاق أبراهام والذي وقعته أيضاً مملكة البحرين. محمد بن زايد قال : “وجدنا فرصة وقررنا أن نكون هناك.”
وتحدث محمد بن زايد عن ثلاثة أسباب كانت الدافع الرئيس للإتفاق حسب ادعائه. السبب الأول: ” الفلسطينيون أنفسهم والسبب الثاني رسالة واضحة للعالم وللمنطقة أننا نسعى للسلام، والسبب الثالث هو رسالة ورثناها من المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان صاحب رسالة سلام من بداية حياته ونحن نسير على رؤيته في هذا الطريق “.
المدير التنفيذي للمعهد روبرت ساتلوف، قال في كلمة بهذه المناسبة مخاطباً ولي عهد أبو ظبي، إن “جائزة رجل الدولة الباحث تمنح للقادة والشخصيات العامة الذين تستند إنجازاتهم إلى المثل العليا، ويتمتعون بالحنكة السياسية، ويقدرون على نقل شعوبهم وبلدانهم إلى المكانة التي يستحقونها، وأنت بالتأكيد تستحق هذه الجائزة يا سيدي”. مديح ونفاق لا مثيل له.
المحتفى به بن زايد، ومن ناحية عملية ومنطقية تم منحه الجائزة لأنه أقدم على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وهذا ما أكده المدير التنفيذي للمعهد بقوله في كلمته ان محمد بن زايد :” قاد طريق السلام بين الإمارات وإسرائيل ومهد الطريق لدول عربية أخرى لعقد اتفاقياتها الخاصة بشكل كامل”. وقال مادحاً بن زايد:” أن قيادة ولي عهد أبو ظبي الرائدة جعلت اتفاقات السلام بين إسرائيل والدول العربية ممكنة ورفعت مستوى السلام من الدبلوماسي إلى السلام الكامل ليشمل السياسة والاقتصاد والثقافة وعلاقات الشعبين وحتى أبعد من هذا” وأن قرار الإمارات بتوقيع اتفاق سلام مع اسرائيل وصفه بالشجاع وأنه مهد الطريق لاتفاقيات سلام من المحيط إلى الخليج”.
تعالوا نكتشف خداع وكذب بن زايد في الأسباب التي ذكرها: بن زايد يدعي بأن الاتفاق جاء من أجل الفلسطينيين أنفسهم وهو كاذب طبعاً. الخبير الفلسطيني بالقانون الدولي محمد شلالدة، يرى أن ” الصفقات المنفردة لا تمثل أصحاب القضية، وتتحمل الدول المتورطة بها المسؤولية القانونية والأخلاقية عن تبعاتها على الحقوق الفلسطينية”. والشعب الفلسطيني قيادة وشعباً رفض يشدة اتفاقات أبراهام.
وعن السبب الثاني يدعي بن زايد بأن الإمارات تسعى للسلام وهذا أيضاً سبب عار عن الصحة. الدكتورة المصرية هبة جمال الدين تقول في مقابلة لها نشرها موقع “معرفة”المصري قي شهر أكتوبر/تشرين أول العام الماضي، ان جامعة هارفرد أصدرت وثيقة بهذا الخصوص سميت “مسار إبراهيم” في العام 2013، وتبعتها جامعة فلوريدا، وتناولت وثيقتها مشروع “الاتحاد الفدرالي الإبراهيمي” في العام 2015. من هنا، يتضح لنا أننا أمام مشروع أكبر بكثير من سلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين؛ البلدين اللذين لم يحاربا إسرائيل يوماً. إذاً الموضوع ليس موضوع سلام بل هو أخطر بكثير من ذلك.
أما السبب الثالث الذي أورده محمد بن زايد بأن الإمارات تسير على طريق مؤسس الدولة الشيح زايد فهذا أيضا كذب، وعلى ولي عهد أبو ظبي أن يراجع تاريخ بلاده. الإمارات العربية المتحدة يا محمد بن زايد حافظت على نهجها الرافض للعلاقات مع إسرائيل في عهد الشيخ زايد، حيث ربطت مشاركتها في المؤتمرات التي تحضرها إسرائيل بحدوث تقدُّم على كل مسارات العلاقات العربية-الإسرائيلية بما فيها المساران، السوري واللبناني.
والقانون الإماراتي يا ولي العهد في فترة حكم الراحل الشيخ زايد، كان يجرِّم الاعتراف بالإسرائيلي على حساب الفلسطيني، واعتبر مجاملة الإسرائيلي جريمةً يعاقَب مرتكبها بالسجن. لكن بعد رحيل الشيخ زايد تكثفت زيارات الوفود الإسرائيلية إلى أبو ظبي وقويت العلاقات بين إسرائيل والإمارات ووصلت الى ما وصلت إليه.