من يوقف نزيف الدم في مجتمعنا؟!
تاريخ النشر: 23/11/21 | 10:00بقلم: شاكر فريد حسن
مجتمعنا العربي ينزف، وجرائم القتل والعنف لا تتوقف، ولا يكاد يوم يمرّ دون وقوع جريمة قتل وسقوط ضحية جديدة. وبالأمس قتلت امرأة من الجليل، وتعرضت مديرة مدرسة في عرابة البطوف لإطلاق نار.
لقد تجاوز مجتمعنا كل الخطوط الحمراء.. فقدنا البوصلة وفقدنا إنسانيتنا ومنظومة القيم والأخلاق.. طفح الكيل ووصل السيل الزبى، ولم يعد حرمات لا للمساجد والمدارس والجنائز والأعراس.
المظاهرات والإضرابات والاعتصامات ومسيرات السيارات واغلاق الشوارع، لم يجدِ نفعًا، والشرطة لا تقوم بدورها كما يجب في محاربة العنف والجريمة المنظمة، وتتحمل جزءًا من المسؤولية، والقيادات الاجتماعية والسياسية عاجزة عن قيادة المجتمع نحو برّ الأمان.
أسباب العنف متعددة وفي مقدمتها التنشئة الخاطئة، وغياب الوعي والثقافة والتثقيف، ومشاهد العنف في المسلسلات والفضائيات التي تسبب تعلق الإنسان بتلك المشاهد، علاوة على الجهل والتخلف المجتمعي والفقر البطالة والضائقة الاقتصادية وتعمق الطبقية، والبحث عن الثراء السريع. فالمجتمعات التي ينتشر فيها العنف الذي تسوغه النفوس الضعيفة والمريضة من أجل سد حاجاتها.
وللحد من ظاهرة العنف يجب إعادة بناء وتنظيم مجتمعنا وتحصينه، وتبني منظومة أخلاقية وقيمية وتشريعية تحكم المجتمع وتضبط علاقات الناس مع بعضهم البعض، بحيث يحرم العنف ويحاسب مرتكبيه، والعمل على نشر ثقافة الحوار والتسامح والعفو وحل المشاكل بالعقلانية بعيدًا عن لغة العنف. والمطلوب هو التكاتف والتعاون بين جميع أفراد المجتمع والمؤسسات والقيادات للقضاء على كلّ أشكال العنف، وواجب الشرطة القيام بدورها كما يجب بمصادرة الأسلحة المرخصة وغير المرخصة وتفكيك كل عصابات الاجرام كما فعلت في الوسط اليهودي دون تدخل الشاباك.