التفريق بين الجزائريين صناعة المستدمر الفرنسي – معمر حبار

تاريخ النشر: 09/12/21 | 8:05

مازل صاحب الأسطر يتابع قراءة كتاب:

Daho Djerbal “LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l’intérieur”, CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401

ودوّن معلومات قيّمة، وملاحظات شخصية كثيرة وعديدة في انتظار أن يفرد لها مقال مفصّل، ومنها:

سعي الاستدمار الفرنسي للتدخل مابين الجزائريين لزرع الفتنة، والتقاتل فيما بين الجزائريين.

فيأتي لهؤلاء فينقل عن الآخرين كلاما كلّه كذب، مايزيد في التقاتل بين الدُوَارَيْن.

ماجعل أصحاب “الدْوَاوِيرْ” يشترون السّلاح من ليبيا، ويقتل الجزائري أخاه الجزائري.

طلّق كلّ الرجال من هذا “الدوار”، أو ذاك زوجته، واستلم الرجال نساءهم المطلقات بسبب النزاع والتقاتل فيما بينمها..

للأمانة، الذين زرعوا الفتنة والتقاتل والنزاع والطلاق بين “الدُوَارَيْن”، هم: الاستدمار الفرنسي، والمشرف fabé على إدارة المحتلّ الفرنسي، والخونة الجزائريين الذين نصّبتهم فرنسا المحتلّة لتثبيت الاحتلال، وهم: القاضي، والباشاغا، والقايد، والصعاليك.

كلّ هؤلاء يأتمرون بأمرالاستدمار الفرنسي، وينفذون مخططاته في التّفريق بين الجزائريين، وتثبيت الاحتلال.

يقول المجاهد لخضر بن طوبال رحمة الله عليه: أخطر حادثة عشتها قبل الثورة الجزائرية 1954، هي تنازع قبيلتين لحدّ الاقتتال بسبب الأرض، وتطليق الزوجات من هذه القبيلة وتلك، وشراء الأسلحة من ليبيا لقتل بعضهم بعضا. 122

وقال: الفرنسي المحتلّ fabé، كان يحسن اللّهجة الشاوية، واللّغة العربية، ويتدخلّ دوما بين القريتين لإشعال الفتنة، بالإضافة إلى القاضي الجزائري، والباشاغا، وغيرهم ممّن يساعدهم التقاتل بين الجزائريين، ويثبّت الاحتلال. 122

وقال: قبل التّحدّث عن الوطن، أصبح لزاما علينا وضع حدّ للتقاتل، والنزاعات بين القريتين الجزائريتن، والمدعم من طرف الخونة القايد والباشاغا والاحتلال الفرنسي والقاضي. وقلنا لهم: إذا بقيتم على هذا التقاتل، والفكر الضيق، فلن تروا طعم النصر والحرية أبدا. 123

هذا التقاتل والتنازع بين الجزائريين يومها بسبب المحتلّ والخونة، يدفع القارئ المتتبّع لاستحضار ماذكره الأستاذ مالك بن نبي رحمة الله عليه في كتاب له -لايحضرني الآن-، قوله: حدث نزاع بين جزائريين، وتدخل الحاكم لتلك المنطقة وأصلح بينهما، وإذ بإنذار يصله من الحاكم العام للجزائر يحذّره من تكرار “سوء فعله؟!”، والمتمثّل في الصلح بين الجزائريين، ويخاطبه قائلا: لم نرسلك للجزائر لتصلح بين الجزائريين، وليس من مهامك الصلح فيما بينهم.

خلاصة، حيثما تجد التقاتل بين الإخوة تجد رعاية المستدمر له، وبأيادي الخونة من أبناء البلد، يطيلون في عمر الاحتلال وتثبيته، ولو كان ضدّ إخوانهم ووطنهم.

الشلف – الجزائر

معمر حبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة