قرار وزير العمل اللبناني بشأن تشغيل الفلسطينيين
تاريخ النشر: 13/12/21 | 13:32بقلم: شاكر فريد حسن
أصدر وزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، المحسوب على حزب اللـه، قرارًا يسمح للاجئين الفلسطينيين بمزاولة مهن كانت محصورة باللبنانيين فقط بعد أن كان القانون يمنعهم من العمل بأكثر من 70 مهنة، ويجيء هذا القرار لتحسين الواقع المعيشي للفلسطينيين.
وأتخذ هذا القرار على ضوء مقتضيات المصلحة العامة ومراعاة للظروف الاقتصادية التي استدعت إعادة النظر بلائحة المهن الواجب حصر ممارستها باللبنانيين، ويستثني قرار الوزير من حصر المهن الحرة بالمواطنين اللبنانيين، الفلسطينيون الذين ولدوا على الأرض اللبنانية والمسجلون بشكل رسمي في سجلات وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية.
وقد تلقف اللاجئون الفلسطينيون والفصائل الفلسطينية وبعض الجهات اللبنانية قرار وزير العمل بيرم، بترحيب واسع فيما عارض مسؤولون لبنانيون هذه الخطوة، مشيرين إلى ان ذلك يعني مزاحمة المواطنين اللبنانيين في سوق العمل.
ومن جهته ثمن عضو الدائرة السياسية لحركة حماس في إقليم الخارج جهاد طه المواقف اللبنانية الداعمة لقرار وزير العمل اللبناني، وقال إن القرار هو موقف إنساني جريء وشجاع، ويبرهن عن مدى التضامن الإنساني والسعي من الوزير ووزارته للتخفيف من معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان الذين يعيشون ظروفًا إنسانية واقتصادية صعبة للغاية.
وأعتبر طه أن المواقف المعترضة على هذه الخطوة الإنسانية من وزير العمل، والتي صدرت من بعض القوى اللبنانية هي مواقف عنصرية وغير مقبولة ومرفوضة بكل المعايير.
في حين عبر الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني عن رفضه للهجمة على قرار وزير العمل، وقال في تصريح له: “أن قرار الوزير يأتي في إطار الصلاحيات المعطاة له بما لا يتعارض مع قانون العمل وجملة من القوانين اللبنانية التي كان للحزب شرف اقتراح بعضها”.
إن قرار وزير العمل يشكل خطوة إيجابية، ولكن يجب أن يستكمل بإلغاء إجازات العمل، وتطبيق جدي لحصول الفلسطينيين على كامل الضمانات الصحية والاجتماعية كونهم يدفعون اشتراكات في صناديق الضمان الاجتماعي اللبناني.
وفي لبنان الكثير من السياسيين والمثقفين الذي ناصروا الفلسطينيين وانحازوا لهم في المعركة لرفع الغبن والظلم عن اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية الذي يتعرضون منذ سنوات طويلة لأبشع وأشرس ألوان التمييز من قبل المؤسسات اللبنانية، ونذكر من هؤلاء المثقفين الكاتب الصحفي اللامع طلال سليمان، الذي أشاد بمآثر الفلسطينيين وفضلهم على لبنان في العصر الحديث، والأديب المثقف المشتبك الراحل سماح إدريس صاحب المقولة “إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا”.