حجازي وكذبة خدمة المواطن العربي-بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 22/12/21 | 14:00أعترف بأني من “المغرمين” جداً بكل المقابلات التي يجريها قادة “الموحدة” مع وسائل الإعلام، ولا سيما تلك المقابلات التي يتحفنا بها (منصورهم العباسي) المؤيد لقانون القومية العنصري، وتلك ” الخرّافيات” التي يتكرم علينا بها بين فترة وأخرى إبراهيم حجازي رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية الجنوبية أو تلك التصريحات التي يدلي بها (عندما يسمح له) الوليد بن طه عضو الموحدة الموقرة. وسبب هذه “المحبة” المميزة لأني أجد في تلك المقابلات والتصريحات مادة دسمة للتحليل.
ابراهيم حجازي، كان ضيف برنامج “مواجهة مع كل العرب” مع الزميل فايز اشتيوي، الذي أحسده على صبره واتساع صدره لما يسمعه في البرنامج بشكل عام من أمور كثيرة تخالف الحقيقة. كان الله بعون أبا الرهيب. حجازي يدعي، تماما كما يفعل رئيسه في “الموحدة” منصور عباس، بأن “دخول القائمة العربية الموحدة للائتلاف كان بعد دراسة شاملة لوضع العرب في الداخل، ومن أجل خدمة المجتمع العربي فقط لا غير”. والمضحك، بل والذي يدعو إلى السخرية قوله “فقط لا غير”. ولو بقي الأمر على الإدعاء بخدمة العرب، لكان الأمر عادياً. لكن أن يشدد حجازي على “فقط لا غير” فهذا أمر مبالغ فيه، فلا هم قادرون لغاية الآن على خدمة العرب، ولا هم صادقون بــ (فقط لا غير). يعني حجازي يقصد أنهم في الكنيست ليس من أجل مصلحة حركتهم بل من أل خدمة المواطن العربي. وكأنهم غير معنيين بالمناصب.
“روح العب غيرها يا شيخ ابراهيم”. وهنا أسأل ابراهيم حجازي : هل موافقة القائمة العربية الموحدة على القوانين الثلاثة الجديدة التي تسمح للشرطة بفعل ما تشاء بدون إذن سابق من المحكمة هي لخدمة المواطن العربي؟ هل دخول شرطة مع كلاب إلى البيت العربي وإجراء تفتيش فيه دون حسيب أو رقيب هي لخدمة المواطن العربي؟ وهل دفع 200 ألف شيكل لربط البيت العربي بالكهرباء هي خدمة لأبناء جلدتك يا شيخ ابراهيم؟ قل لنا بربك ماذا تفعلون غير إيقاف الحكومة على رجليها؟ الغريب في الأمر أنكم تقولون أيضاً، “ان الهدف كان تغيير السياسات ورفع الظلم عن العرب وتحقيق المطالب” فهل بموافقتكم على هذه القوانين ساهمتم برفع الظلم عن المواطن العربي؟ وماذا غيرتم في السياسة؟ الإستيطان تضاعف وانتهاكات المستوطنين للأقصى ازدادت، وذهب يميني اسمه نتنياهو وجاء يميني جديد متطرف أكثر كرهاً للعرب من سابقه يدعى نفتالي بينيت. فأين التغيير؟ تم يسرح حجازي في خياله في المقابلة ويقول:” ان عقيدة الحركة الاسلامية (الجنوبية) والقائمة الموحدة لن تتغير”.
وما هي عقيدتكم يا شيخ اراهيم؟ “موقف الحركة حول قضية الاقصى وقطاع غزة واضح، وان الموحدة تتماشى مع الوضع القائم”. نعم، لقد صدق حجازي في ذلك لأن الإسلامية الجنوبية كانت واضحة جداً عندما التزمت الصمت حيال ما يحدث في غزة، وأنها حقاً تتماشى مع الوضع الراهن لممارسات الحكومة والمستوطنين في القدس والأقصى. يوجد مثل شعبي يقول:” قللو كذبة …قللو من كبرها”. وهذا المثل ينطبق على قولك يا شيخ ابرهيم: “ولولا وجود الموحدة لتم سن عشرات القوانين ضد العرب”. ابراهيم حجازي يحاول في المقابلة أن يعطي انطباعا أن النهج الديمقراطي هو السائد في الإسلامية الجنوبية من خلال قوله: ” إن ميثاق الحركة الاسلامية هو سيد الموقف في القضايا الكبرى وليس انا او منصور عباس، والميثاق واضح انه ضد المستوطنات، لا يوجد اي شخص من قيادات الحركة الاسلامية مع المستوطنات، وأي حديث اخر يخالف دستور الحركة الاسلامية” إذا كان الأمر كذلك يا شيخ ابراهيم، فلماذا دافع عباس عن المستوطنين؟ ولماذا انضم يوم الخميس الماضي، إلى جوقة اليمين الإسرائيلي في الدفاع عن إرهاب المستوطنين، في أعقاب أقوال وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، حول “ظاهرة عنف المستوطنين” واعتداءاتهم المتصاعدة على الفلسطينيين وأملاكهم؟ هذا يعني أن عباس خالف دستور الحركة. إذاً، يجب أن يتم اتخاذ إجراءات بحق من ينتهك الدستور ، فماذا فعلتم تجاه منصور عباس؟ طبعاً لا شيء، لأنه هو منصور عباس سيد الموقف وليس الدستور.
نقطة أخيرة لا بد من التطرق إليها: يقول حجازي” إن 70 % من المواطنين العرب يؤيدون نهج القائمة العربية الموحدة” هل تعي ما يعني هذا يا شيخ ابراهيم؟ هذا يعني ان “الموحدة” حسب ادعائك سيكون لها في الإنتخابات المقبلة حوالي 15 عضواً. كفاكم كذباً واستهتاراً بالمواطن العربي.