صدقت محمد بركة…ولكن ما العمل؟ – أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/12/21 | 9:30أعرف الصديق محمد بركة (أبو السعيد) رئيس لجنة المتابعة العليا منذ سنوات طويلة، وأعرف مدى رحابة صدره في تقبل الآخر ومدى اهتمامه بالحفاظ على وحدة لجنة المتابعة وعلى بقائها قوية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني بشكل عام وعن قضايا الداخل الفلسطيني في مناطق ألـ 48 بشكل خاص، رغم كل العترات التي تواجه اللجنة.
وهنا لا بد من التنويه إلى أن محمد بركة كان ضد الأصوات التي طالبت بفصل الإسلامية الجنوبية من لجنة المتابعة بسبب مواقف منصور عباس التي تتعارض مع تطلعات شعبنا، اعتقاداً من بركة بوجود أصوات داخل الجنوبية تخالف رأي عباس. تصريحات ومواقف عباس الأخيرة بلغت ذروتها ووصلت إلى حد لم يستطع فيه بركة السكوت خصوصاً تصؤيح عباس الأخير بأنّ ” دولة الاحتلال يهوديّة وستبقى كذلك”. هذا التصريح في منتهى الخطورة وهو نسخة طبق الأصل عن تصريحات قادة اليمين في إسرائيل، وكأنهم جميعاً (أي اليمين وعباس) ينتميان إلى نفس الأصل. وهذه التصريحات وصفها محمد بركة (وهو على حق) بأنها “نسف للرواية الفلسطينية، وتنكّر للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني في وطنه، ومساومة رخيصة وساقطة، وخروج عن كل الثوابت الوطنية الفلسطينية التي عشنا عليها ولا مكان لها في القاموس السياسي.” أبو السعيد الذي يمارس السياسة منذ فترة شبابه في الجامعة مروراً بعضوية الكنيست سنوات عديدة حتى رئاسة لجنة المتابعة، يدافع بكل قوته عن مصالح وقضايا شعبنا ومن الطبيعي أن يواجه “الساقطين” الذين يتحدثون عن يهودية الدولة مثل أقطاب اليمين على حساب نكبة شعبنا. أبو السعيد لا يخفي سراً عندما يشدد ويركز على محاسبة عباس “بشكل حازم وصارم”. نعم هذا صحيح، لأن عدم التصدي له ولاطروحاته جعله يذهب أكثر في الاستهتار بالحالة الوطنية في مجتمعنا الفلسطيني ومواصلة هذه اللعبة القذرة التي يمارسها في اللعب على وتر الاحتياجات المعيشية والحيوية لتبرير نهجه.
ويقسر بركة المحاسبة انها “مسؤولية وطنية ودينية واجبة على الجميع، حسب قوله. إذاً المفترض من ناحية أخلاقية ووطنية أن ينتقض من يملكون حساً وطنياً في الجنوبية ضد قانون القومية العنصري بوجه عباس ويقولوا له: كفى تلاعباً واستهتاراً يشعبنا. لكن ما يجري هو العكس. إعلام الموحدة الموجه طبعاً من منصور عباس، وتصريحات أعضاء في الموحدة تصب كلها في نهج عباس، لدرجة أن أحد كتاب عباس ذكر مؤخراً في مقال له مدافعاً عن عباس وشركاه:” ان نهج (الموحدة) هو النهج الإستراتيجي العميق” ويشبهه بنهج الرئيس التركي أردوغان. وهل يوجد مواطن عربي يتمتع بكامل قواه العقلية يشبه منصور عباس بالرئيس أردوغان؟ الفرق بين الإثنين تماماً مثل الفرق بين “الطهارة” والنجاسة” في السلوك السياسي أو مثل الفرق ين ” الوطنية” و”الخيانة” لأن الوطنية موقف وخيانة المباديء لا يمكن أن تكون موقفاً بل سقوطاً مدوياً.
محمد بركة كان في منتهى الصراحة،عندما قال:” ان الخطيئة الاكبر هي الدخول في الائتلاف الحاكم من الاساس، وأن تصريحات عباس قوبلت بانتقادات واسعة ولاذعة وحادة جدا من قبل اعضاء في القائمة العربية الموحدة، وهدفها التقرب للمجتمع اليهودي وإن تطلب ذلك القبول بروايتهم الباطلة.” أنا شخصيا مع محمد بركة في الشق الأول، أي خطيئته الكبرى هي دخول الإئتلاف الحاكم. لكن يا صديقي أبا السعيد بالنسبة لعباس فهو يعتقد بأن وجوده في الائتلاف “سينقذ الزير من البير” أي انه سيفتح أبواب المال والعمل للمجتمع العربي من كثرة الوعود التي انهالت عليه ولم يتحقق منها أي شيء لغاية الآن. وبالرغم من أن حكومة بينيت رأت نور الحياة بفضل عباس، لكن شاكيد رفضت حتى منصب نائب وزير للموحدة. هذه إهانة واضحة بل صفعة قوية للموحدة تقبلها عباس بابتسامة. الأمر الواضح أن منصور عباس صاحب “النهج الاسترتيجي العميق” قد جعل من نفسه بوقاً للمستوطنين المتطرفين العنصريين وبوقا لإيديولوجيا الاحتياجات والأمن مقابل الاقتصاد، وتحسين الظروف المعيشية،,والتركيز على عدم جدوى الصدام مع المشروع الصهيوني، ولذلك من المفترض محاسبته قبل التوعل أكثر في انفلاته.
منبطح لاسيادك في الحزب الشيوعي ولحيس
محمد بركة