عندما يعترف بن غوريون بأن اليهود لصوص… ماذا بعد؟- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 27/12/21 | 12:20لفت نظري تقرير يثته القناة “13” العبرية يتحدث استناداً إلى تقديرات الشرطة العسكرية عن تورط جنود من الجيش في قضية سرقة مائة ألف رصاصة من داخل قاعدة “عين زيتيم” في الجليل شمالي البلاد، والتي حصلت قبل أسابيع. الأمر غير المعقول، أن المسؤولين في الجيش يدعون بفشل الوصول للمشتبه بهم في السرقة رغم مضي شهر ونصف على سير التحقيق، ورغم معرفة مسبقة بأن جنوداً في القاعدة هم “الحرامية”.
يعني حاميها حراميها. هذا الجيش الذي يخيف الجيوش االعربية، ويعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة عاجز عن اكتشاف “الجنود اللصوص” الذين قاموا بعملية السرقة بكل برودة أعصاب “وعلى أقل من مهلهن” ، كون “اللصوص” نقلوا الذخائر داخل دبابات حيث استغرقت العملية عدة شهور حسب التقرير. تصوروا كل ذلك يجري في القاعدة “عينك عينك” ودون حسيب أو رقيب رغم أن القيادة العسكرية تدعي دائماً بأن الجيش يتمتع بأخلاق لا مثيل لها. وقد تكون الأخلاق الذي يدور الحديث حولها هي أخلاق السرقة والنهب، وإلاً أين هي الأخلاق في مثل هذه الحالة وحالات أخرى عديدة مشابهة؟ يا ريت يشرح لنا غانتس عن هذه الأخلاق. أنا لا أستغرب أبداً “جيل اللصوص” في الجيش الإسرائيلي. فالصغار يتعلمون من الكبار.
ولو راجعنا التاريخ اليهودي في أيام النكبة الكبرى عام 1948لرأينا مدى حرمنة اليهود ونهبهم للمتلكات الفلسطينية. يعني هم “حرامية وكذابون أباً عن جد”. فهم سرقوا الأرض الفلسطينية ونهبوا بيوت الفلسطينيين، وهم كذابون لأنهم يتحدثون عن “حرب الإستقلال”. استقلال ممن؟ ليش هل كانوا محتلون وحرروا أنقسهم ليقولوا “حرب استقلال”؟ انها في الحقيقة “حرب تهجير وإبادة للفلسطينيين وحرب احتلال. هجروا شعباً من بلده واحتلوا البلد فلسطين وقالوا حرب استقلال، كذابون بامتياز. في كتابه “نهب الممتلكات العربية في حرب الإستقلال” يقدم المؤرخ الإسرائيلي آدم راز العديد من الشهادات والوثائق حول نهب الممتلكات الفلسطينية خلال حرب عام 1948، عندما تأسست دولة إسرائيل التي يعنرف منصور عاس بيهوديتها متجاهلاً النكبة. المؤرخ آدم راز يقدم أكثر من ثلاثين ملفاً تتحدث كلها عن عمليات النهب الإسرائيلية. حتى أن صحيفة “بوبليكو” الإسبانية، استشهدت بجملة مشهورة قالها رئيس الوزراء آنذاك، دافيد بن غوريون: “اتضح أن كل اليهود تقريبا لصوص، أعني هذا بطريقة متعمدة وبسيطة، لأنه للأسف هذا صحيح”.
ما قاله بن غوريون ورد في خطاب له خلال اجتماع اللجنة المركزية لحزب ماباي، الذي أصبح فيما بعد حزب العمل الإسرائيلي، والذي عقد في 24 يوليو/ تموز 1948. وقد استشهد راز بهذه الوثيقة الموجودة الآن في أرشيف حزب العمل.. وبحسب الأرشيف المحفوظ في ملف حزب العمل، قال بن غوريون في تلك المناسبة، العبارات التالية: “أهالي وادي يزرعيل يسرقون!، لقد شارك جميعهم في عملية السرقة، إن الأمر فضيع لأنه يدل على نزعة عامة للسرقة والنهب”. المحلل السياسي الأردني رجا طلب أحد كبار المحللين السياسيين في العالم العربي يقول في مقال له بعنوان:” راز وحل الدولة الواحدة يدقان الخزان” نشرته صحيفة الرأي اليومية الأردنية أمس الأحد : ” شكلت القراءة التاريخية التي نشرها آدم راز إدانة أخلاقية من العيار الثقيل للاحتلال، وإن كانت بأثر رجعي وذلك بسبب «اخفاء» المؤسسات الرسمية الإسرائيلية وبخاصة الأمنية والعسكرية منها لهذه الحقائق المدفونة في الأرشيف الموصودة أبوابه”. إذاً السرقة سلوك نعلمه الأحفاد من الكبار الذين مارسوا سرقة الأرض الفلسطينية ونهبوا بيوت أصحابها. هم لصوص من الدرجة الأولى باعتراف بن غوريون أول ريس حكومة لدولة الإحتلال. والآن يستغربون ويزعقون ويصرخون لسرقة مائة ألف رصاصة؟ السرقة والنهب من صفاتهم بشهادة آدم راز اليهودي الذي فضحهم، وقد شهد شاهد منهم على انحدار أخلاقهم.