ذكرى الانطلاقة
تاريخ النشر: 01/01/22 | 23:12بقلم: شاكر فريد حسن
تمرّ هذه الأيام الذكرى الـ 57 لانطلاق الثورة الفلسطينية وحركة فتح، التي تواصل مسيرتها الكفاحية التحررية بقوة واقتدار لا يقل عزمًا وإصرارًا عما كان في وعي شعبنا الوطني الفردي والجمعي، وضمائر المناضلين الحرة، حيث تتجسد في اللحظات التاريخية التي أطلق يديها حركة فتح أنوار الثورة، وبمسيرة الكفاح والعمل الوطني الفدائي والنضال بكل أشكاله المشروعة، منذ فجر الأوّل من كانون الثاني العام 1965.
لقد استطاع الرعيل الأول من قيادة الثورة ومن المناضلين والمقاتلين الفلسطينيين إخراج اللاجئ الفلسطيني في المنافي القسرية من حالة العزلة إلى الثورة، وتمكنت حركة فتح تفعيل قضية اللاجئين في المنظمات والمؤسسات الدولية. وكان للشعراء والكتاب والصحفيين الفلسطينيين مساهمات عظيمة في بلورة وتعميق وتجذير الوعي الثوري المقاوم من خلال كتاباتهم وابداعاتهم بمختلف فنونها، أمثال غسان كنفاني ومحمد حسيب القاضي ومعين بسيسو وهارون هاشم رشيد وفدوى طوقان، فضلًا عن شعراء الوطن الفلسطيني داخل الخط الأخضر، راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وسالم جبران وحنّا أبو حنَا ومحمود الدسوقي وإميل توما وإميل حبيبي وتوفيق فياض وسواهم. كما ولعبت المجلات الثقافية والفكرية الفلسطينية في الخارج “فلسطين الثورة” و”الهدف” و”الحرية” في نشر الفكر الوطني الملتزم والثقافة المقاومة.
وحافظت الثورة الفلسطينية التي قادها وتزعمها أبناء المخيمات واللجوء، على الهوية الوطنية وحماية القضية من الاندثار، وصيانة مكتسبات الثورة، وإبقاء قضية اللجوء حيّة في الوجدان الفلسطيني، جيلًا بعد جيل، وها هو الجيل الرابع الذي ولد وترعرع في خضم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، انتفاضة الحجارة يواصل السير على درب الثورة والمقاومة والتصدي لقطعان المستوطنين حتى تحقيق الهدف وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، بالخلاص من الاحتلال وإقامة الوطن الفلسطيني المستقل.
الثورة الفلسطينية ستبقى نبراسًا للأجيال الفلسطينية الحاضرة والقادمة، والتاريخ لن يرحم كلّ من تسوّل له نفسه الخروج عن الاجماع الوطني والمساس بهذه الثورة وقدرتها ومنهجيتها وديمقراطيتها وأهدافها وانجازاتها الوطنية التي تحققت بتضحيات الثوار والمقاتلين في الخنادق والشهداء الأبرار الذي سقطوا في معارك المقاومة والكفاح.
المطلوب الآن هو استكمال تطوير الحالة الشعبية القائمة في التصدي للمستوطنين من خلال تعزيز المقاومة الشعبية وانخراط كل القوى فيها وإنهاء الانقسام والتشرذم في الشارع السياسي الفلسطيني، وهناك ضرورة ماسة للحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني للوصول إلى الحرية والاستقلال.
ومنظمة التحرير تقع عليها مسؤولية الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وتوحيد طاقاته وامكانياته في مختلف أماكن تواجده من أجل حماية مكتسباته التي تحققت منذ انطلاق الثورة المعاصرة حتى اليوم، ومواجهة المخاطر المتزايدة على هذه المكتسبات التي تمثلها سياسات الاحتلال، ونهج السلطة الفاسدة ودورها الوظيفي المتواطئ.