عن فساد النظام السعودي وقطار التطبيع!
تاريخ النشر: 03/01/22 | 8:59بقلم: شاكر فريد حسن
تمر الأمة العربية منذ سنوات طويلة في أوضاع وأحوال لا تحسد عليها، وذلك لان هناك دولة عربية متآمرة ونظامًا رجعيًا متخلفًا يسعى للسيطرة على القرار العربي بعد غياب مصر عبد الناصر، وهو النظام السعودي، صاحب العقلية المريضة، الذي يخضع وينفذ أوامر أمريكا ويأمر الأنظمة العربية والخليجية اللحاق بقطار التطبيع مع دولة الاحتلال والعدوان، ويشن حربًا عبثية ضد اليمن وشعبها لا طائلة منها.
وفي حقيقة الامر أن النظام السعودي الحالي فاسد ويفتقد للشفافية، والمملكة تفتقد للقوانين المدنية والجوهرية، ويحكم بالحديد والنار. وتفاقم الفساد في السعودية وارتباطه بالطبقات السياسية الحاكمة جعل من مقاومته ومكافحته مطلبًا شعبيًا عامًا يعادل في أهميته وتداعياته جُلّ المطالب السياسية السائدة وذلك بعد أن وصلت القناعات الشعبية إلى حد الربط العضوي بين الاستبداد والتسلط السياسي من جهة والفساد من جهة أخرى. وقد أدى تفاقم تداعيات استفحال الفساد من فقر وفاقه وانهيار في مستوى الخدمات العامة للدولة وضعف مؤسساتها الناتج عن استنزاف موارد الدولة وامكاناتها لصالح طبقة صغيرة من السياسيين والمتنفذين الفاسدين إلى دفع الأمور إلى الحد الذي جعل العديد من يعتبرون النضال ضد الفساد رديفًا للنضال ضد الظلم السياسي والتعسف الاستبدادي في نفس الأهمية، إن لم يكن أكثر.
والنظام السياسي الحالي يتلهف للتطبيع الرسمي المكشوف مع إسرائيل، ويرى أن ذلك سيحقق فوائد عظيمة للمنطقة كلها، وإنه سيكون مفيدًا للغاية اقتصاديًا اجتماعيًا وامنيًا على حد قول محمد بن سلمان. وفي الأساس ما كان للإمارات والبحرين أن تطبعا علاقاتهما مع الكيان الإسرائيلي، هذا التطبيع الشامل المنفلت إلا بموافقة النظام السعودي ومباركته.
لقد غدا التقرب من إسرائيل والتطبيع العلني الشامل معها بمثابة زورق نجاة للكثير من الأنظمة العربية العميلة، ومنها النظام السعودي، وانسجامًا مع هذا السياق والانحدار والهرولة والاستجداء العربي لن يكون التطبيع بين السعودية وإسرائيل في أي لحظة قريبة مفاجئًا لنا.