الى ابناء المشروع الانساني الاسلامي (موسم الحنين الى الابداع):
تاريخ النشر: 04/01/22 | 7:30تحدثنا في مقالات سابقة عن حاجة المشروع الانساني الاسلامي عن حاجة هذا المشروع للعودة الصادقة الى الاصول التربوية التي كانت سببا في إصلاح الفرد ونهضة المجتمع، حيث نجد ان الله سبحانه هيأ لانبيائه سبل التربية الفكرية والروحية عبر وسائل مختلفة حتى يكون هؤلاء الرسل على قدر تلك الرسالة العظيمة التي فيها صلاح الفرد وبناء المجتمع (ولتصنع على عيني) (واصطنعتك لنفسي)،
وحديثنا اليوم عن حاجة هذا المشروع الى الابداع الفكري والنفسي في تسويقه الى الانسانية قاطبة.
ففي عصر الحداثة وقمة الابداع التكنولوجي والرقمي تعرض على البشرية في مختلف بقاع المعمورة يوميا ملايين السلع والخدمات والتي تسوق بارقى واعلى درجات المهنية حتى يتمكن أصحابها من اختراق القلوب والتاثير عليها نحو الوجهة التي يريدون سعيا منهم للوصول الى قمة النفوذ الفكري والنفسي والمادي في حياة الشعوب، ونحن نلمس اليوم تنافسا شديدا بين اساطين الإعلام العالمي وتفننهم في عرض الخدمات والمنتجات المادية والفكرية والروحية على البشرية بشتى انواع المؤثرات العقلية والفكرية والنفسية والتي تجعل منهم اصحاب التوجيه والنفوذ، وكل ذلك يقابل بجمود فكري او تقوقع نفسي من اصحاب الفكر الديني الاصلاحي ووقوفهم مع ادوات كانت تصلح للتأثير حتى سنوات مضت، فعجبا لمن يسعى للسيطرة على مستقبل البشرية وتوجيهه وهو يحمل من الادوات ما يناسب الماضي او حتى الحاضر، فلكل عصر ادواته واساليبه في التاثير على القلوب والارواح.
اننا عندما ننظر الى واقع علماء الامة ونرى تكيفهم مع الزمان والمكان ليناسبوا انفسهم وفكرهم مع المستجدات والوقائع الجديدة التي وجدوها في الاماكن والبلاد الجديدة التي وصلوها وعاشوا فيها، بل اعظم من ذلك ان نجد من علمائنا من افترض مسائل خيالية وحاول ان يوجد لها حلولا ابداعية واوجدوا اسلوب التفكير الابداعي والفرضيات والتي وقعت فيما بعد فوجد لها الناس حلولا جذرية قد طرحها السابقون.
ان حالة الاستقطاب والمناكفة التي اغرقت الفكر الاسلامي ولو كان فيها نوع من الصدق الا ان نتاجها سيظهر على على مجمل المشروع في الحاضر والمستقبل وربما يودي ذلك عزوف كثيرين عن هذا المشروع لما يعيشه هذا المشروع من التجاذب والجدل بين ابنائه، نعم ان هذا المشروع ينادي ابنائه وقياداته في كل بقاع الارض ان ابدعوا في تسويقي وعرضي الى الحيارى والمعذبين في الارض الذين ينشدون سبل الخلاص من حياة الضنك والويل والثبور والفراغ الذي بات ملازما لهذه الإنسانية!
م.س- الحميرة
محمد سواعد