من يكذب في موضوع العمليات الأخيرة.. داعش أم إسرائيل أو الإثنان معا؟

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 08/04/22 | 19:01

البهجة التي ظهرت على وجه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في الصورة التي جمعته مع لمشاركين الآخرين في قمة النقب (قمة النذالة) لم تدم طويلاً، وأتى الرد عليها في عملية الخضيرة، في وقت كانت فيه الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة لا تزال تعاني من آثار عمليّة الطّعن في بئر السبع وقتلاها الأربعة، والتي تزامنت ايضا في توقيت قمّة شرم الشيخ الثلاثيّة: عبد الفتّاح السيسي- نفتالي بينيت- محمد بن زايد. وبعدها حدثت الضربة الثالثة في بني براك قرب تل ابيب عشيّة ذكرى يوم الأرض.

العمليات الأخيرة الثلاث، تحدث عنها الإعلام الإسرائيلي ومسؤولون إسرائيليون على أنها صناعة تنظيم داعش، الذي سارع هو نفسه بتبني هذه العمليات في بيانات له، تماماً كما فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت عندما أعلن في الثامن والعشرين من الشهر الماضي “إن هجمات تنظيم داعش في إسرائيل، تمثل تهديدا جديدا، مما يحتم على أجهزة الأمن التكيف سريعا مع هذا التهديد الجديد”. وهذا يعني وجود توافق بين بيانات “داعش” ومواقف إسرائيل الرسمية.

تنظيم “داعش”، أعلن عن مسؤوليته عن هجوم وقع في الثامن والعشرين من آذار الماضي في شمال إسرائيل، أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة، بحسب بيان نشرته وكالة “أعماق” الدعائية التابعة له. وبحسب موقع “سايت إنتليجنس غروب” الذي يرصد أنشطة الجماعات المتطرفة، فإنها أول مرة منذ خمس سنوات يعلن التنظيم عن تبنيه هجوماً في إسرائيل. وكان تنظيم داعش قد أعلن في 16 يونيو/حزيران 2017، عن تبنيه لهجوم أدى إلى مقتل شرطية إسرائيلية في القدس. ويأتي هجوم الخضيرة، في فترة قمة أربعة وزراء خارجية عرب مع وزيري الخارجية الأميركي والإسرائيلي في جنوب إسرائيل في لقاء إقليمي غير مسبوق.
إذاً هناك توافق بين الجانبين الإسرائيلي وتنظيم ما يسمى “الدولة الإسلامية” في أن المسؤولية يتحملها تنظيم داعش. لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نشرت تفاصيل جديدة تؤكد فيها عدم وجود علاقة بين داعش والعمليات الأخيرة؟ فمن يكذب على من؟
فقد قالت الصحيفة: “إن تقديرات المؤسسة الأمنية في إسرائيل تشير إلى أنه لا دليل على تلقي منفذي عملية بئر السبع والخضيرة تعليمات من “داعش”. مذا يعني هذا؟ المقصود من ذلك تبرئة “داعش” من العمليات، بمعنى أن تنظيم داعش كاذب وأن القادة الإسرائيليين يكذبون كما أن وسائل الإعلام الإسرائيلية انجرت نحو كذب المسؤولين الإسرائيليين ونشرت ما قاله الساسة. الصحيفة قالت بكل صراحة:” ان موجة العمليات الفردية سوف تستمر بشكل أوسع خلال شهر رمضان، وأن المؤسسة الأمنية تواجه صعوبة في تقدير المدة التي ستستمر فيها موجة العمليات، بسبب خصائص تنفيذ العمليات التي لا تحتوي على بنية تنظيمية ولا اتصالات”.
بعض المحللين السياسيين يرون أن الفلسطينيين بالنهاية هم الذين قاموا بالعمليات بدليل أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النّخالة، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، باركا العمليات خلال لقائهما المفاجىء في لبنان، حسب تسريبات صحافيّة من بيروت واكبت خبر اللقاء، وألمحت المعلومات الى “تدشين مرحلة جديدة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية” مما يعني أن العمايات الأخيرة التي شهدتها دولة قانون القومية قد تم تصنيفها أنها صناعة مقاومة فلسطينية ضد إسرائيل. إذاً نحن أمام ثلاثة مواقف تتعلق بالعمليات: موقف تنظيم داعش الذي تبنى العمليات، والموقف الإسرائيلي الذي أكد موقف داعش، وموقف تنظيمات فلسطينية مغاير للموقفين.
على أي حال فإن ما حدث في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي لا زالت آثارُه تُرعب الجميع في إسرائيل، وهذا ما أكده الباحث في الدّراسات الفلسطينيّة بجامعة تل ابيب ميخائيل ميلشتاين، الذي اعترف:” بأنّ الأسبوع الأخير من الشهر الماضي كان من اصعب الفترات الحالكة والدّراماتيكيّة التي عاشتها اسرائيل”.
قد يكون الباحث الإسرائيلي محقاً في قوله إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن عدد القتلى الإسرائيليّين وصل الى احد عشر في أقلّ من عشرة ايّام. والشيء الذي تتميز به هذه العمليات أنها وقعت في قلب إسرائيل وأن اجهزة الإستخبارات الإسرائيليّة عجزت عن كشف او رصد خيوط ايّ منها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تنتظر إسرائيل ضربات أكثر قوة واشدّ ايلاما وغير معهودة وسط ترقّب امتداد العمليّات في الشهور المقبلة خصوصا في رمضان، حسب ترجيح محلّلين عسكريّين اسرائيليّين؟
صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة