التاريخ شاهد على مجزرة دير ياسين
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 11/04/22 | 1:59الاثنين 11 نيسان / أبريل 2022.
كثيرة هي المجازر التي تم ارتكابها في بلدات وقرى فلسطين من قِبل الاحتلال الاسرائيلي الغاشم سواء كان ذلك على يد جيشه المزعوم أو عصاباته المسلحة الموجودة على أرض فلسطين المحتلة فمنذ العام 1947 حتى يومنا الحاضر والشعب الفلسطيني يعاني الكثير من المذابح والمجازر المختلفة، ابتداء من مذبحة قريتي بلد الشيخ في نهاية عام 1947 مرورا بمذابح قرى سعسع، كفر حسينية، دير ياسين، بيت داراس، والعديد من المجازر، ووصولا الى مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1996 وتلك المجازر التي خلفها العدوان والحروب على قطاع غزة والضفة الغربية وان تلك الصورة الدموية والإرهابية لطبيعة الاحتلال ستبقى هي الماثلة امام العالم اجمع ولا يمكن ان ينسى الشعب الفلسطيني ما ارتكبه الاحتلال في قرية دير ياسين والمجزرة التي تم ارتكابها بحق مواطنيها.
وقعت مذبحة دير ياسين في القرية الفلسطينية المعروفة باسم دير ياسين، الواقعة غربي القدس بتاريخ 9 أبريل عام 1948 على يد العصابات الصهيونية الآرغون (التي كان يتزعمها مناحيم بيجين، رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد) وشتيرن ليحي (التي كان يترأسها إسحق شامير الذي خلف بيجين في رئاسة الوزارة)، وتم تنفيذ المجزرة في خداع الجانب العربي حيث وبعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين تم ارتكاب المجزرة بحقهم وراح ضحيتها أعداد كبيرة من السكان معظمهم من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب والتي كان لها تأثيرا اعلاميا كبيرا مما تركت اثارا كبيرة لتزداد الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دب في نفوس الفلسطينيين من أحداث تلك المذابح البشعة، وفما بعد عملت سلطات الاحتلال عام 1980 على البناء فوق أنقاض المباني الأصلية في القرية وأسموا الشوارع بأسماء مقاتلين الآرغون الذين نفذوا تلك المذبحة.
وقد لخصت الوقائع وما الت اليه نتائج تلك المجزرة حيث كانت نتائجها خلق حالة من الرعب في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني مما ادى مهما الهجرة الفلسطينية لمناطق أُخرى في فلسطين والبلدان العربية المجاورة ولتستمر حالة الضياع الفلسطيني وما تلاها من عدوان شامل خلال عام 1948 مما ادى الي احتلال فلسطين التاريخية نتيجة ما الت اليه هذه المجازر من عوامل ساعدت على ترسيخ الوجود الاسرائيلي في فلسطين .
وفي ذكرى مجزرة دير ياسين تتكرر المأساة ويستمر العدوان والتصعيد الاسرائيلي المتعمد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومنازله ومقدساته، سواء من خلال عمليات الاقتحام التي تقوم بها قوات الاحتلال لمراكز المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية كما حصل في اقتحام مخيم جنين، وما يتصل بالتصعيد الحاصل من اعتداءات ميليشيات المستوطنين الإرهابية على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في عموم الضفة الغربية المحتلة، وعمليات اسرلة وتهويد القدس وقمع مواطنيها وتحويلها الى ثكنة عسكرية خلال شهر رمضان وفرض الحصار والملاحقة للشعب الفلسطيني للنيل من اراداته وتركعيه ومحاربة قيام دولته الفلسطينية المستقلة .
مهما تواصلت اليات القمع والعدوان وتصاعدت وتيرة الاحتلال الاسرائيلي الهمجي فان ارادة التاريخ لا يمكن أن تزور ولن ينالوا من شعب يطالب بحقه مهما تعالت صيحات الاحتلال الغاصب ومهما اشتدت المؤامرة ومهما يحاولون النيل من شعب فلسطين ووحدته وتكالب عملائه فلن ينالوا من الهوية الوطنية والصمود والإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح العادل لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير .