ممارسة التحريض ومؤامرة تصفية الوجود الفلسطيني
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 12/04/22 | 1:30الثلاثاء 12 نيسان / أبريل 2022.
يستمر مسلسل التصعيد وحصار المدن والقرى الفلسطينية وخاصة ما يجرى في جنين حيث يتم فرض حصار شامل عليها في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المسلحة ارتكاب أبشع الانتهاكات والجرائم بحق أبناء شعبنا، عبر اجتياحات مستمرة لمراكز المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية، بما يصاحب ذلك من عمليات إعدام ميداني وإصابات بالرصاص الحي واعتقالات بالجملة وترهيب للمواطنين، وفي هذا الوقت يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت التحريض المباشر ضد الشعب الفلسطيني معترفا أنه يرسل جنوده لاجتياح المناطق الفلسطينية ويتفاخر بعدم وجود أية قيود أو تقييدات على ما اسماه أنشطة جيش الاحتلال الذي يشن عدوانه المتواصل على محافظات الضفة المحتلة مما يعني عدم وجود أية محرمات أو قوانين يمكنها أن تضبط سلوك جيش الاحتلال وتصرفات عناصره أثناء تلك الاجتياحات، في حين اعتمد بينت جملة واسعة من القيود والعقوبات الجماعية التي تفرضها قوة الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين المدنيين العزل .
تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت تمنح جنود الاحتلال الغطاء الرسمي لتنفيذ الاعدامات الميدانية وتعد ترخيصا رسميا بقتل الفلسطينيين وفي ضوء ذلك لا بد من الإدارة الأميركية التدخل ووضع حد لهذا المسلسل وخاصة بأنه لا يوجد اي بديل عن الحل السياسي المرتكز على الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وإن غياب الأفق السياسي والتصعيد الميداني سواء بالاستيطان وعنف المستوطنين واقتحامات باحات المسجد الأقصى تدفع الأمور إلى مربع التصعيد في ظل غياب الأمل وفقدان الأمن والأمان .
حكومة الاحتلال بممارساتها كل اشكال الارهاب هي من يتعمد التصعيد والقتل وإبادة شعب فلسطين فهى من تحتل أرض دولة فلسطين وتغتصبها بالقوة وتمارس أبشع أشكال العدوان والقمع والتنكيل بالشعب الفلسطيني وتحرمه من أبسط حقوقه السياسية والمدنية والإنسانية منذ بداية القرن الماضي، ويعتمد نفتالي بينت سياسته العنصرية وتطرفه من اجل الحفاظ على بقاء حكومته الاكثر تطرفا وعنفا وإرهابا ولم يتوقف عند حد إطلاق آلة الدمار العسكرية ومواقفه وأقواله التحريضية واستغلال كل الوسائل للتحريض المباشر ودعم مخطط الاستيطان ومصادرة الاراضي واستمرار حالة العنف بالأراضي الفلسطينية المحتلة بل عمد على أبعد من ذلك بهدف تضليل الرأي العام العالمي عندما تحدث بلغة تحريضية مطالبا جيش الاحتلال بالانتقال من الدفاع عن النفس إلى الهجوم على حد تعبيره في محاولة لشيطنه الموقف الفلسطيني امام المجتمع الدولي .
الاحتلال ممثل بالحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة بينت من يتحملون المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه المواقف المعادية للشعب الفلسطيني وما ينتج عنها من انتهاكات وجرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية يتم ارتكابها على مسمع ومشاهدة العالم اجمع دون تحريك ساكن، وبات من الاهمية القصوى وقف هذا العدوان الظالم والعمل من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة والدول التي تدعي الحرص على حقوق الإنسان بالتوقف أمام تصريحات بينت التي تمثل ترخيصا إسرائيليا رسميا بالقتل خارج أي قانون، وتعتبر انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف ومبادئ ميثاق روما المؤسس للجنائية الدولية، ولا بد ايضا تدخل الإدارة الأميركية بشكل مباشر وضرورة وقف التحريض الاسرائيلي وإدانته وخاصة ما صرح به رئيس الوزراء الاسرائيلي، وحان الوقت لان تتوقف الولايات المتحدة الامريكية في توفير الحماية والغطاء والدفاع عن دولة الاحتلال ونظامها الاستعماري العنصري .