مجتمعات الشذوذ الجنسي وحرق القرآن
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/04/22 | 13:42يبدو أن هناك حملة إعلامية منسقة بين بعض المحللين الغربيين، لأن معظمهم تساءل باستغراب عن الضجة والاحتجاجات التي حدثت في الفرب استنكاراً لحرق نسخ من القرآن الكريم. حتى أن أحدهم بلغت به الوقاحة للقول: إن ما يحصل في أوكرانيا يفوق أهمية بأضعاف عن مجرد إحراق نسخة من “كتاب”. يعني في نظر هؤلاء، فإن القرآن ليس سوى مجرد كتاب.
هؤلاء لا ينطقون عن الهوى في المجتمعات الغربية، إنما يمارسون شذوذهم الفكري والجنسي بدعم من الأنظمة الحاكمة ×يث تدعي الزمرة الحاكمة في أوروبا أنها تفعل ذلك تحت ستار “حرية التعبير”، لكن في حقيقة الأمر فإن حرق القرآن يندرج في إطار الإرهاب الفكري والعقائدي، ويخالف قوانين تلك الأنظمة التي تمنع الإساءة للأديان السماوية. وقد تكون هذه القوانين صحيحة لكن بينها حالة استثنائية وهي الإسلام الذي يتعرض للإهانات في أوروبا بعلم سلطاتها.
يقولون بكل وقاحة ان القرآن هو مجرد كتاب ولا داعي لهذه الضجة. ونحن هنا نسأل من يدعي ذلك على سبيل المثال: ماذا سيحصل في العالم لو أن مسلماً قي باكستان قام بإحراق نسخة من مسرحية “روميو وجولييت” أو اي كتاب أو عمل من أعمال عملاق الأدب الإنكليزي وليم شكسبير؟ ماذا سيكون موقف الإنكليز؟ هل يقولون انه مجرد كتاب؟ وماذا سيقول العالم لو أقدم مسلم في ماليزيا على حرق عمل من أعمال داروين أو جورج برنارد شو؟ هل يسكت الغرب على ذلك؟
وماذا ستكون ردة فعل عالم “الغرب الحر” لو قام أحد المسلمين في تركيا بحرق نسخة من إلياذة هوميروس، أو إحراق أعمال غوته الألماني، أو ديكارت الفرنسي، أو أي عمل من أعمال عظماء البشرية؟ماذا كان ليحصل؟ هل ستلتزم ألماني وفرنسا السكوت على أعتبار عدم إعطاء أهمية كبيرة لعملية حرق الكتب؟
التاريخ سجل عملية إحراق كتب فعلها التتار قي بغداد وفعلها النازي هتلر. واليوم تفعلها أوروبا تحت ستار ما يسمى “حرية التعبير”. هذه الحرية مكفولة في مهاجمة الإسلام وممنوعة منعاً باتا من انتقاد لفكر الصهيوني وإسرائيل. هنا تتوقف حرية الرأي لدى الغرب.بحجة منع معاداة السامية. منطق حرق القرآن في الغرب لا يمكن إدراجه في إطار حرية التعبير لأنها مسألة قدسية كتاب سماوي وليست مسألة كتاب عادي.
سلوكيات الغرب عجيبة غريبة تهدم قيم المجتمع ولا ترفع من شأنها. تصوروا أن هذا الغرب يوجد فيه قرارات تمنع الفتيات المسلمات من ارتداء الحجاب وتسمح بممارسة اللواط والسحاقية باعتبارها حرية شخصية، أما ارتداء الحجاب، فهو جريمة بنظر البعض.
عندما كانت إبنتي في عامها الرابع عشر، في إحدى مدارس العاصمة الألمانية برلين استدعتني ذات يوم طبيبة المدرسة (بالتنسيق مع مربية الصف) لتسأني لماذا لا تزال إبنتي عذراء في هذا العمر، لكن المربية لم تستدعيني عندما اشتكت إليها ابنتي من طالبة ألمانية وصفت إبنتي بأنها مسلمة متخلفة.
قي بعض الدول الأوروبية (مثل فرنسا) ممنوع لبس الحجاب أو وضع قلادة عليها صليب في المدارس، لكن حمل الالوان التي تدعو إلى المثلية الجنسية هو تعبير عن قمة الانسانية في قبول الآخر إذا كان هذا الآخر من قوم لوط لكن أن يكون الآخر مسلما فالموضوع يختلف.
الدول الغربية من ناحية نظرية تمنع الإساءة للأديان السماوية، لكن من الناحية الفعلية تسكت عما يجري من إهانات للإسلام. وبالرغم من أمن الأديان السماوية الثلاثة تحرم الشذوذ الجنسي، إلا أن الغرب يرى في هذا الشذوذ حرية شخصية ويدافع عن الشاذين والشاذات، ولا يدافع عن حرق كتاب مقدس.
الشذوذ الجنسي يعتبر انتهاكًا للقانون الإلهي، وهؤلاء الذين ينتهكون هذا القانون، يدوسون على الخط الفاصل بين القدسية والخطيئة، وهم في هذه الحالة يروجون للخطيئة كنموذج للسلوك الإنساني.
(صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً)