القدس مدينة السلام وستبقى الموروث الحضاري الفلسطيني
بقلم: سري القدوة
تاريخ النشر: 28/04/22 | 0:52الخميس 28 نيسان / أبريل 2022.
لا يمكن استمرار الصمت امام اجراءات شرطة الاحتلال والتي تمثلت في اقامة الحواجز الشرطية على مداخل البلدة القديمة وأزقتها وكافة الطرقات المؤدية الى الحي المسيحي في البلدة القديمة ولجوءها الي استعمال القوة في التضييق على المحتفلين بسبت النور حيث يعد هذا العمل امتداد طبيعي لسياسة حكومة الاحتلال الهادفة الى تهويد المدينة المقدسة وجعلها حصرا لليهود في تعدى واضح على ممارسة العبادة واستهتار بمشاعر المؤمنين من المسلمين والمسحيين الفلسطينيين على حد سواء كون سياسة الاحتلال هدفها اساسا هو محاربة القيم الانسانية والحد من التواصل الانساني والديني وفرض لغة الاستعمار والاستيطان فى مدينة السلام .
ممارسات شرطة الاحتلال في القدس والاعتداءات على المسحيين الفلسطينيين عكست السياسة العنصرية الاسرائيلية والتي تهدف في المحصلة النهائية الى فرض وقائع جديدة تتماشى مع مخطط الاحتلال القائم لتهويد المدينة المقدسة وجعلها حكرا على اليهود فقط مما يساهم في تحويل الصراع الي صراع ديني لخدمة التحالفات القائمة بين مختلف الاحزاب المتطرفة الاسرائيلية والتي تدعو الي فرض السيطرة الدينية اليهودية على المدينة المقدسة .
حاولت سلطات الاحتلال فرض منطقها الغريب في الحد من ممارسة حرية العبادة والاحتفال بسبت النور وفرض تصاريح خاصة توزع من قبل شرطة الاحتلال مما يعني التدخل السافر في شؤون ادارة الكنائس وان هذه السياسة الجديدة تعني فرض الذريعة الكاملة والصلاحيات لشرطة الاحتلال في اقامة الحواجز والتي هدفها تقييد الحركة ومنع الاحتفالات، وأن مسألة التنسيق مع سلطات الاحتلال للوصول إلى الكنائس هو أمر مرفوض بالمطلق وهذه الإجراءات تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وحرية العبادة إضافة إلى خرقها للشرعة الدولية لحقوق الإنسان وقرارات الامم المتحدة والتي تعتبر سلطات الاحتلال قوة محتلة تمارس احتلالها العسكري لمدينة القدس .
الاحتفالات في البلدة القديمة وكنائسها هي إرث ديني وحضاري فلسطيني وموروث ثقافي لا يمكن التنازل عنه مهما بلغت ممارسات الاحتلال وتمادت في قمعها ولا يمكن التفريط في حقوق ممتدة عبر ألاف السنيين وتعود جذورها الى تاريخ ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولا يمكن استمرار الصمت على جريمة الاحتلال في تطاولها على المقدسات الاسلامية والمسحية وان الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس هو اولوية قائمة مع اهمية العمل بكل الطرق والوسائل لضمان عدم تدخل حكومة الاحتلال مستقبلا وفرض الإملاءات والابتزاز والتدخل في شؤون وزارة الاوقاف الاسلامية ومحاولة فرض وقائع جديدة تتعلق بالكنائس في تحدى غير مسبوق للوصايا الاردنية الهاشمية على القدس فالحفاظ على الوضع القائم يتطلب وقف تلك السياسات التهويدية ومن المعروف وانه تاريخيا لم تتدخل أي من السلطات المتعاقبة على القدس وقوم بتقييد أو فرض شروط لكيفية إقامة الاحتفالات الدينية في المدينة المقدسة وانه من غير المقبول أن تفرض سلطات الاحتلال إجراءاتها .
السياسات التي تفرضها سلطات الاحتلال القائمة على منع المسيحيين والمسلمين من الوصول إلى الأماكن الدينية بالقدس تهدف إلى تفريغ المدينة الرازحة تحت الاحتلال من سكانها الأصليين من الفلسطينيين وهذه الممارسات تصب في القضاء على حرية الحركة وعلى الحق في الصلاة في البلدة القديمة هذه البقعة المقدسة التي يتجمع فيها جميع الطوائف وجميع الجنسيات القادمة من جميع انحاء العالم وبالتالي يجب على الجميع الالتزام بتعليمات ادارة الكنائس ووزارة الاوقاف الاسلامية والتي تحافظ وتدعم الحقوق التاريخية القائمة في القدس .