إنَّ السَّفيهَ كرامُ الناسِ تنبذهُ
شعر: الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل
تاريخ النشر: 30/04/22 | 3:01لقد أعجبني هذا البيت من الشعر المنشور على صفحة أحدِ الاصدقاء في الفيسبوك ، وهو :
( وإن بُليتَ بشخص لا حياءَ لهُ = فكن كأنكَ لم تسمعْ ولم يَقُلِ )
فتظمتُ هذه الأبيات من الشعر ارتجالا ومعارضةً له :
نمشي الدّهورَعلى الأشواكِ والأسَلِ – رغمَ الشَّدائدِ تبقى فسحةُ الأملِ
رغمَ المصائبِ ما لانتْ عزائمُنا – ونحنُ في الليلِ كالأقمارِ كالشُّعَلِ
رغمَ الرَّزايا فما هانتْ مطامِحُنا – وَفيضُنا لم يكُن بالمَنبعِ الوَشلِ
الخيرُ وَاكبَنا والرَّبُّ بارَكنا – نُحيي مرابعَنا كالعارض الهَطِلِ
هذي المرابعُ فيها كدَّ معولنا – وأخصَبَتْ بعدَ عهدٍ قاحلٍ مَحِلِ
نحنُ الميامينُ في قول وفي عملٍ – وفي دروبِ اللظى نمضي بلا وَجَلِ
الصَّعبُ نعبُرُهُ والزَّهرُ ننثرُهُ – والفجرُ هلَّ كأنَّ الليلَ لم يَطلِ
نحنُ الاشاوسُ وردَ الطهرِ نحرُسُهُ – وفي التّسامحِ صرنا جذوةَ المَثلِ
وكم بُلينا بشخص دونما خُلق – كأنّنا دون سمع وَهْوَ لم يَقُلِ
إنَّ السَّفيهَ كرام الناسِ تنبُذهُ – أمَّا الكريم ففي الوجدانِ والمُقلِ
إنَّ الكريمَ عنِ الأوباشِ في بُعُدٍ – مجالسُ السُّوءِ للأوغادِ والهَمَلِ
إنَّ الأبيَّ حشودُ الحقِّ تمدحُهُ – والذمُّ يأتي منَ الحُسَّادِ والهُبُلِ
وَغايةُ النفسِ صفوٌ في نسائمِنا – وَتختفي طغمةُ العُذّالِ والعذلِ
مصائبُ القومِ عند الغيرِ مُجْديَةٌ – لمَّا يُضَيِّعُ قومٌ موضِعَ السُّبُلِ
وعندما الحُرُّ يكبُو بعدُ سُؤدُدِهِ – فالنذلُ يشمْتُ في لؤمٍ وفي هزَلِ
إذا أتى الذمُّ من نذلٍ وَمُرتزق – مسخ عميلٍ وفي الأقذارِ والعِللِ
هيَ الشَّهادةُ أنَّ النُّورَ عمَّدني – ورايتي فوق جفنِ الشَّمسِ لم تزلِ
وإنّني شاعرُ الأحرارِ قاطبةً – نارًا سأبقى على الأرجاسِ والسَّفلِ
وشعريَ الشّعرُ لا نظمٌ يُعادِلهُ – وَعندَ أهلِ الهدى أشهَى من العَسَلِ
ربُّ القريضِ وشعري صعبُ مُمتنع – والغيرُ يكتبُ سُخفا دونما خجَلِ
شعري الحداثةُ بالإبداعِ مُؤتلِقٌ – فيهِ الشَّذى والمُنى بل كلُّ مُؤتملِ
وَإنّني الوطنيُّ والقوميُّ مُفتخرٌ – طولَ الزمانِ بشعبٍ صامدٍ بطلِ
إنَّ العروبة عنواني ولي شرفٌ – أبقى بوجهِ رياح البطشِ كالجبلِ
وأصدقائي كرامُ النّاسِ أشرفُهُمْ – أمَّا القمِيءُ مع الأنذالِ والزّبلِ
مَن رامَ ذمِّي لمافونٌ وَمُرتزقٌ – مَسْخٌ عميلٌ جرى مع زُمرةِ الفشلِ
كلُّ المفاوزِ في الأهوالِ تعرفُني – الموتُ يهربُ مِنِّي كالصَّبي الثَّمِلِ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ لي شهدَتْ – والعلمُ والفنُّ في الأقطارِ والدوَلِ
وَإنَّني مُتنبِّي العصرِ.. ما كذبُوا – وَبي الفنُونُ ازدَهَتْ في أجملِ الحُللِ
زينُ الشّبابِ وَمجدٌ للألى افتخرُوا – والفارسُ المُرتجَى في الموقفِ الجَللِ
وتحتَ أقداميَ الصحراءُ قد نضَحَتْ – وَإنَّني البِرُّ في حِلٍّ وَمُرتحلِ
نحوَ النُّجومِ أنا ما زلتُ في سَفر – ترفّعتُ عن عالمِ الأقذارِ والزّللِ
فوقَ المَجرَّةِ قد أرسلتُ قافلتي – المجدُ أمطرنِي بالوردِ والقُبلِ
ميتافِزيكا وجودِ الخلقِ مُنطلقي – وراءَ حُجبِ الدُّنى أمضي على عَجلِ
وَقمَّةُ الذّاتِ في عُرسِ الفداءِ أنا – الفنِّ يُنعَى هنا إذ ما دنا أجلي