استهبال روسي للعرب والعالم بشأن سوريا
كتب: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/04/22 | 10:20وزير الدعاية في عهد هتلر جوزيف جوبلز الذي كان يعتبراً بوقاً إعلامياً للنازية، قال ذات يوم “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”. لكن على ما يبدو فإن بعض السياسيين على الصعيدين المحلي والخارجي، تفوقوا على جوبلز في الكذب والتضليل. صحيح أن جوبلز ذهب إلى غير رجعة بعد إقدامه على الانتحار عام 1945، لكن مقولته لا تزال معمولا بها في الوقت الراهن.
على سبيل المثال، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. فحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) قال لافروف خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري فيصل المقداد”أن استمرار القصف الإسرائيلي لمواقع سورية، والتي كان آخرها على أهداف في محيط دمشق يعد انتهاكاً للقانون الدولي، وغير مقبول من قبل روسيا. وعلى ذمة (سانا) طلب لافروف من المقداد نقل تعازيه الحارة لعائلات ضحايا العدوان الإسرائيلي من شهداء وجرحى، بحسب الوكالة.
تضليل وكذب واضح بدون خجل أو حياء. كيف يمكن لروسيا أن تستنكر ما تقوم به إسرائيل في سوريا وتعتبر ممارساتها انتهاكاً للقنون الولي، وهي نفسها روسيا التي تنسق مع إسرائيل حول كل ما تتعرض له سوريا من هجمات إسرائيلية.
السفير الروسي لدى إسرائيل، أناتولي فيكتوروف صرح لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في الرابع من شهر ماس/آذار الماضي، بأن “التنسيق الروسي الإسرائيلي، يسمح للجيش الإسرائيلي بضرب إيران ووكلائها في سوريا سيستمر”. وقبل ذلك بأيام، قامت السفارة الروسية في تل أبيب، بالتبليغ بأن التعاون العسكري مع اسرائيل في سوريا سيستمر كالمعتاد، وأعلنت عن وصول فريق روسي إلى إسرائيل، لحضور اجتماع شهري حول التعاون الأمني في سوريا، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
في الاجتماع الذي جرى بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت والرئيس الروسي بوتين في مدينة سوتشي الروسية في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، اتفق الجانبان على الاستمرار بالتشاور والتنسيق بينهما حول مختلف التطورات. وزير الإسكان زئيف إلكين الذي رافق بينيت في الرحلة في ذلك الوقت، قال إن بينيت وبوتين “وافقا على مواصلة الترتيب، وأن هناك محادثات واسعة للغاية بشأن الوضع في سوريا بهدف حماية آلية التنسيق”. وكان رئيس الوزراء السابق نتنياهو، الذي تربطه علاقة صداقة شخصية مع بوتين، قد ادعى في أكثر من مناسبة،:” بأن علاقتهما الشخصية كانت عاملا رئيسيا في الحفاظ على الآلية التنسيقية”
الأنكى من ذلك أن وزير الخارجية الروسي لافروف يستمر في التضليل دون أن يرف له جفن خجلاً. فهو يدعي بأن روسيا تدافع عن سيادة الدول. فحسب وكالة أنباء (سانا) البوق الإعلامي لتظام الأسد، قال لافروف:”إن روسيا تدافع عن احترام سيادة الدول وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.” أقواله محض كذب. كيف يمكن أن تكون روسيا كذلك وهي التي تنتهك سيادة دولة أوكرانيا، وهي التي قلبت نظام الحكم في الشيشان وسخرته لصالحها، وهي التي احتلت وضمت دولة القرم في العام 2014، كل ذلك وتدعي روسيا بوتين بأنها تدافع عن استقلال الدول.
إسرائيل نفذت مئات الضربات الجوية داخل سوريا، وروسيا حليف وثيق لبشار الأسد، ولديها قوات متمركزة في سوريا وتعمل في أراضيها، وتوفر لدمشق دفاعات جوية ويوجد بين الجانبين اتفاقية دفاع مشتركـ فلماذا لا تتحرك روسيا لدعم حليفتها سوريا في صد أي عدوان إسرائيلي؟
رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنرال عوديد بسيوك، ذكر في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت أمس الجمعة، “إن الغارات الإسرائيلية في سوريا، لا تؤثر على العلاقات مع روسيا خصوصاً في ظل استمرار عمل آلية التنسيق العسكري مع روسيا بشكل اعتيادي. ولفت الجنرال الإسرائيلي االنظر إلى أن “مصلحة الروس في سوريا أن يسيطر السوريون على الأرض، وهذا الوضع يخدمنا حالياً،”
النظام السوري لا يتحرك إلا في وسائل الإعلام السورية، ويردد موقفه المشهور منذ سنوات طويلة:”سنرد في الوقت المناسب” لكن متى يأتي هذا الوقت فلا أحد يعرف سوى الله. (صياماً مقبولاً وعيد فطر سعيد).