نعم للقضيّة . … وأكثر من نعم لقضايانا الدّاخلية
زهير دعيم
تاريخ النشر: 28/06/22 | 9:03لعلّ معظم أصواتي التي أدليْتُ بها في حياتي في انتخابات الكنيست – وهي كثيرة – صبّت في صالح الجبهة والمُشتركة ! لاحقًا ، رغم امتعاضي الكبير والمتواصل مع اللاءات ؛ هذه الامتعاضات التي شدّتني أكثر من مرّة الى الهرب الى حزب ميرتس .
فكلّ شيء لا وألف ألف لا :
لا للتعاون ، لا للدخول الى الائتلاف حتّى ولو سنحت الفرصة ، لا للاندماج ولو بشكل معقول ومُربح .
والمشكلة تكمن في : القضيّة الفلسطينيّة .
” على راسي يا عمّي القضيّة وأهل القضيّة ” فأنا ونحن مع القضيّة وحلّها بطريقة تحفظ ماء الوجه للشعبيْن الفلسطيني واليهوديّ ويعطي كلّ ذي حقّ حقّه.
ولكن ان نتخلّى عن قضيتنا وقضايانا الدّاخلية بالمرّة فهذا أمر مرفوض وأكثر ، فنحن المصوّتون ، ونحن الذين نعيش ونذوق بعض الظُّلم – وأقول بعض الظُّلم- قياسًا بالمواطنين اليهود ، علمًا أنّنا وقياسًا مع أهلنا في كلّ الوطن العربيّ نعيش البحبوحة هناءة العيش _ وأن لم تصدقوا فاسألوا مطار بن غوريون .
نعم نريد صبّ الجهود والمجهود في نهر قضايانا الداخلية ، ومشاكلنا وهمومنا ، فنريد أن ندفع بالتعليم العربيّ الى فوق ، ونريد لبلداتنا العربية ميزانيات كبيرة تزرع الامل في النفوس والعشب الأخضر في الحدائق العامّة.
نريد دفعًا للتعليم وللمدارس ، وتوسيعًا للخرائط الهيكليّة فلقد ضقنا ذرعًا بالهدم والغرامات .
نريد أن نعمل على الدّمج المقبول والمساواة ، لا أن يقبض الواحد من اعضائنا في الكنيست عشرات الآلاف من الشواقل والحاصل صفر.
وما دام الحاصل صفرًا وما دام كلّ شيء لا ، ففي رأيي المتواضع لا حاجة لوجودنا في البرلمان الاسرائيليّ.
وجاءت بارقة الأمل في آخِر السّرداب ؛ رأيتها منذ سنة ونيّف بشخص عضو الكنيست منصور عبّاس ، هذا الانسان الواقعي والذي أدرك أن الامر حان ونضج لنُغيّر ونتغيّر … نُغيّر مفاهيمنا بحيث لا تضرّ بالقضيّة !!!
ونُغيّر مفاهيم اخوتنا اليهود ونُظهر لهم أنّنا لسنا ” بُعبعًا” ، وأنّنا نريد فعلًا العيش الكريم والسلام والطمأنينة وهداة البال كمواطنين ..
لقد تعبنا من أن نحمل القضيّة وحدنا ، والسعودية تخلّت أو كادت ، ومعظم زعماء الدول العربية ومن أقصاها الى أقصاها يسهرون مع نتنياهو وبينت ولبيد وجانتس .
تعبنا حقًّا ونريد التفاتة بل التفاتات الى حياتنا هنا نحن في الداخل سمنا ما شئت : ” فلسطينيون ” ، ” عرب الداخل ” ” عرب إسرائيل” .
نعم شدّني منصور عباس بقائمته المُوحّدة في الكثير من مواقفه وتصرفاته وحكمته وحنكته ، فبمثل هذا النهج وهذا الاندماج المدروس قد نصل الى فوق او بعض الفوق إن صحّ التعبير .
ومن هنا أدعو السيّد عبّاس – سواء اندمج مع المندمجة – عذرًا المُشتركة أو لم يندمج ، أدعوه أن يُرشّح في قائمته وفي مكان مضمون مرشّحًا أو مرشحة مسيحية حقيقية تؤمن بالمحبة والمساواة والعدل ، فلا يكفي أن يكون اسمها جورجيت وهي لا تعرف صلاة ” الأبانا ” ، وأن يكون اسمه جورج وهو لم يدخل الكنيسة ولم يقتدّ بالسيّد المسيح .
نعم نريده \ ها مسيحيّا حقيقيًّا يعشق الإنسانية والعدل والمحبة والاهم الحياة قولًا وفعلًا وتصرّفًا ويبغض الظُّلم والقتل والحرب.
قولوا ما شئتم … فأنا أُعبّر عن رأيي وربّما عن رأي الكثيرين من أبناء جلدتي الذين تعبوا من اللاءات ومن الانطواء ومن عدم الاندماج ومن التقوقع الذي لا يجدي نفعًا .