رسالة تحذير من صديق.. إحنا بحاجة إلك
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/09/22 | 12:02في خضم انشغال مجتمعنا العربي بحالات العنف المتفشية فيه، ولا سيما الانشغال الكبير بمقتل الزميل نضال إغبارية وبعده إطلاق نار على الزميل كمال عدوان في دالية الكرمل، وقبل ذلك بفترة زمنية تهديد الزميل حسن شعلان، وتعرض منزله لانفجار قنبلة وإطلاق نار، في ظل هذه التطورات وصلتني رسالة على الواتس أب من أستاذ جامعي تعليقاً على مقالي يوم أمس في موقع العرب بعنوان “إحنا لوين رايحين” بقول لي فيها:” صدقت، الله يستر، لا تكتب يا عزيزي، نحن بحاجة لك ولا نستغني عنك”. طبعاً شكرت صديقي الدكتور على التفكير بي شخصيا.
في الحقيقة ما قاله لي الأستاذ الجامعي، أعاد بي الأذهان إلى لقاء جمعني مع القائد الفلسطيني الراحل شفيق الحوت (أبو هادر)، وبالرغم من أني التقيت الراحل عدة مرات في عواصم عربية وأوروبية، إلا أن هذا اللقاء الذي جرى بيننا في العاصمة النمساوية فيينا في العام 1988على هامش مؤتمر حول فلسطين لن أنساه أبدا، لآنه كان بعد أيام قليلة من اغتيال القيادي الفلسطيني الراحل خليل الوزير( أبو جهاد) في تونس، حيث تمركز اللقاء حول هذا الموضوع.
وقتها سألت الراحل أبو هادر عما إذا يخاف من اغتياله بوماً ما. فأجابني الراحل بنبرة تنم عن إيمان قوي بالله قائلاً:” يا ابني يا أحمد، أنا تعرضت 12 مرة لمحاولات اغتيال ونجوت منها بقدرة قادر، ، فأنا أؤمن إيماناً قوياً بأن الأعمار بيد الله، وأن الإنسان يلاقي خالقه في ساعة حددها الخالق”.
وهكذا كتبت لصديقي الأستاذ الجامعي. لكن الفارق بيني وبين الراحل أبو هادر، هو أنه تعرض لعدة محاولات اغتيال في حياته ، وأنا لم أتعرض لأية محاولة. لكني من جهة ثانية كتبت عدة مقالات علىصفحات هذا الموقع وغيره عن الوضع السيء في المجتمع العربي وعن أعمال القتل المتفشية فيه وأسبابها.
الآية الكريمة رقم 34 في سورة الأعراف ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون | الآية 34 من سورة الأعراف تقول:” ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). إذاً عندما يأتي أجل الإنسان لا يستطيع أن بقدم أو يؤخر لحظة فكل شيء بأمره. وعلى هذا تربيت وعلى هذا نرعرعت ونشأت، ولا يزال إيماني بالله راسخاً في داخلي.
هلال تجوالي في العالمين العربي والأوروبي لتغطية أحداث وقعت فيها، تعرضت أربع عديدة لموت محتم، وكما يقولون كان الفرق بيني وبين الموت أقل من شعرة، ولكن رحمة الله كانت أكبر من ذلك. وما عشته في حرب العراق وأحداث السودان والجزائر ولبنان واليمن وسوريا والأردن والبوسنة والهرسك وغيرها من الدول، كان إشارة لي بأن رحمة الله هي أقوى من كل شيء في وقت يشعر فيه الإنسان باقتراب الأجل كما حدث معي.
في تلك الفترات الزمنية المتفاوته، كنت في قلب الحدث القتالي، بينما أنا اليوم في مجتمع عربي يواجه حالات عنف من جهات مختلفة، ولي فيه نفس المهمة التي كنت مكلفا بها في تجوالي في العالمين العربي والأوروبي. هناك كنت أكتب عما يدور وما يجري بصورة صادقة، وهنا أكتب وأحلل بصدق عما يعيشه مجتمعنا. وما دامت المصداقية شعاري في عملي المهني وأيضاً في تعاملي مع الناس فلا خوف لدي سوى من رب العالمين.