هكذا انتصر الحق الفلسطيني على الإفتراء الصهيوني
أحمد حازم
تاريخ النشر: 08/09/22 | 11:40ألمانيا (كنظام)، تدعم الدولة العبرية (عالعمايات) وأنا لا أريد استخدام صياغة (ظالمة أو مظلومة) لأن إسرائيل ومنذ تأسيسها هي الظالمة بكل تصرفاتها وسلوكياتها السياسية والاجتماعية إزاء الفلسطينيين. صحيح أن حكام ألمانيا بدون استثناء يتسابقون لتقديم الولاء والخدمة لإسرائيل بسبب “المحرقة” التي أصبحت “عقدة الذنب” لدى كل ألماني حياً، وكل ألماني سيرى نور الحياة مستقبلاً. هذا يعنى أن العقدة هذه ستبقى مرتبطة بكل مواطن ألماني الأصل ما دامت ألمانيا موجودة على الكرة الأرضية. لكن المحاكم الألمانية لها موقف آخر. فليس كل ما يقوله الساسة الحكام توافق عليه المحاكم إذا كان الامر يتعلق بإسرائيل.
صحفية ألمانية من أصول فلسطينية اسمها فرح مرقة تعرضت للطرد من مكان عملها في فضائية “دويتشه فيلله” الألمانية بتهمة استخدامها تعابير معادية للسامية على صفحتها في الفيسبوك. وبالرغم من انها ناقشت إدارة الفضائية في هذا الأمر وشرحت لهم أن لا علاقة لما كتبته بالعداء للسامية، إلا أن إدارة الفضائية أصرّت على موقفها بطردها.
لم يكن أمام الصحفية فرح سوى اللجوء للمحاكم للدفاع عن نفسها أمام اتهامات باطلة ضدها والإضرار بسمعتها. وهذا ما حصل فعلاً. وبعد شهور على مرور الدعوى ضد المحطة الألمانية، أصدرت محكمة عمالية ألمانية هذا الأسبوع قرارها في موضوع الدعوى، ينص على أن فصل الصحفية عن عملها غير مبرر قانونيا، وهو فصل تعسفي وإعادة الصحفية للعمل بدءا من تاريخ الحكم، ودفع رواتبها عن المدة التي فصلت فيها وتقديم اعتذار علني لها. وهكذا انتصرت الصحفية الفلسطينية في معركتها القضائية ضد “دويتشه فيله” التي تبنت مواقف صهيونية كاذبة.
المعركة القضائية لم تكن فقط بين صحفية فلسطينية ومع إذاعة ألمانية، بل كانت في فحواها سياسية بامتياز وتبني الإذاعة لمواقف صهيونية. اتهام الصحافية الفلسطينية بالمعاداة للسامية لاقى ترحيباً واسعاً من أوساط المجموعات اليهودية التي أيدت قرار الفصل. الاتهام والطرد لم يكن فقط ضد الصحفية مرح، بل كان ضد ستة صحفيين آخرين عرب. مما يعني وجود حملة صهيونية ممنهجة ضد الوجود العربي في دويتشه فيلله، بمزاعم ضد السامية وخصوصاً ضد الفلسطينيين.
“المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” أجرى نهاية العام الماضي تحقيقا قي موضوع الاتهام، تبين من خلاله أن منشورات مرقة على الفيسبوك التي فصلت بسببها قد تم إخراجها من سياقها، وأن دويتشه فيلله نبنت رواية مؤيدة لإسرائيل ضد الفلسطينيين. بالرغم من ذلك لم تتراجع الفضائية الألمانية عن قرارها.
وفي الوقت الذي وقف فيه صهاينة ألمانيا بكل قوة إلى جانب دويتشه فيلله ضد الصحفية الفلسطينية بتهمة معاداة السامية، لم تحظ الصحفية بأي دعم عربي رسمي لا من الجامعة العربية ولا من السفارات العربية في برلين، وكأن الصحفية مرح ليست عربية فلسطينية. والجهة الوحيدة التي دعمتها هي المحكمة الألمانية التي أعادت الحق لصاحبته، وردت ادعاءات الصهاينة والفضائية بما نسبته للصحفية الفلسطينية من مزاعم ضد السامية. وهكذا انتصر الحق الفلسطيني على الإفتراء الصهيوني.
فهل تتعلم إسرائيل وتستوعب من درس العدالة الألمانية؟