بوتين وصحيح البخاري.. خلفية رفع الحظر عن الكتاب
بقلم: احمد حازم
تاريخ النشر: 09/09/22 | 14:01كتاب “صحيح البخاري” أحد أشهر الكتب الإسلامية لما يتضمن من أحاديث، كان بوتين قد رفض سابقا السماح بترجمته إلى اللغة الروسية، وتم وضعه في قائمة المواد المتطرفة المحظورة، رغم أن الإسلام هو ثاني أكبر دين في روسيا، وهو جزء من التراث التاريخي الروسي، حيث يوجد في روسيا حوالس 25 مليون مسلم، أي أنَّ نسبة المسلمين في روسيا تجاوزت العشرين في المائة من إجمالي عدد السكان، وأنّ هذه النسبة سترتفع الى ثلاثين في المائة بحلول عام 2034.
ويبدو ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعاد النظر في حساباته تجاه كتاب صحيح البخاري ورأى انه من الحكمة السماح بترجمته الى اللغة الروسية، ولذلك سارع الرئيس الروسي، إلى إصدار قرار يقضي برفع الحظر المفروض على ترجمة كتاب “صحيح البخاري”. وذكر مُعلّقون، أن قرار رفع الحظر عن كتاب صحيح البخاري، تضمّن الحذف والتنقيح لبعض الأحاديث، ما دفع البعض للتحذير من تفريغ الكتاب المذكور من مضامينه.
هناك من يرى ان تراجع بوتين عن موقفه هو للتأكيد على انفتاح روسيا ورغبتها في تحقيق السلام بين الأديان. ولكن لماذا الآن في الوقت الحالي تذكر بوتين ليعمل على هذا التسامح؟ فما الذي تغير؟
رئيس الاتحاد الشيشياني رمضان قديروف ، الذي وصل الى حكم الشيشان بدعم روسيا وتواطؤ منها، يعتبر نقسه انه السبب في تغيير رأي بوتين تجاه صحيح البخاري، وهو الذي أقنعه بذلك حيث سيتولى هو بنفسه الإشراف على توزيع الترجمة على الجميع بالمجان.
اللافت للنظر أن خطوة بوتين بشأن كتاب صحيح البخاري، تأتي في ظل الحرب الروسيّة على أوكرانيا، وفي وقت كانت روسيا قد انهزمت من المسلمين في أفغانستان، وبذلك يريد بوتين من وراء هذا القرار اللعب بهذه الورقة والعزف على النغم الديني (الإسلام) ليقول انه منفتح على هذا الدين ولديه الرغبة في تحقيق التقارب والتسامح معه.
باعتقادي هناك احتمالان وراء هذا القرار المُفاجئ لبوتين. أولهما، انه قد يكون بادرة حسن نية، يريد بوتين من خلالها فتح صفحة جديدة مع الإسلام، وثانيهما قد يكون هذا القرار سياسيّاً بامتياز، أي محاولة من بوتين لاستغلال الدول العربيّة والإسلامية بتأييد مواقفه إزاء ما يحدث في أوروبا وروسيا. ولا يستبعد محللون سياسيون رغبة بوتين حشد مليار مسلم خلفه، بإعلانه أكثر من مرة تأييد حقوق المسلمين، واليوم يرفع الحظر عن كتاب “صحيح البخاري” أكثر الكتب الإسلاميّة انتشاراً، ليكسب تأييدهم خلفه.
لكن من جهة ثانية، كيف يمكن لنا تصديق بوتين نيته في التسامح مع الإسلام وفتح صفحة جديدة، وهو الذي قامت أجهزنه في مطلع الشهر الماضي بفرض غرامة مالية على المفتي غاليمزيان بيكمولين مفتي منطقة يومين بسبب حوزته على كتب إسلامية في المسجد وضبطها. وقد تمت مصادرة الكتب ومواد تعليمية أخرى بقرار من المحكمة وتغريم المفتي بمبلغ مالي. وكان المفتي بكمولين قد عارض مرارًا وتكرارًا الحظر المفروض على الأدب الإسلامي، واعتبار الكتب التي تتحدث عن الإسلام كمواد متطرفة دون مراعاة آراء علماء الدين المسلمين.