هل ترسو سفينة الطيبي على شاطئ منصور عباس؟
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 12/09/22 | 13:19قبل كل شيء، ولكي لا يتم فهمي خطأً أني أدافع عن العربية للتغييرـ فأنا وللتوضيح، أقوم فقط بعمل صحفي تحليلي لحدث ليس أكثر، وأنا أقولها بكل وضوح أني لست من المؤمنين لا بالكنيست ولا بأحزاب الكنيست مهما كان جنسها وأصلها، ولا أذهب إلى صناديق الاقتراع، وأنا مؤمن تماماً بأن الكنيست الصهيوني لا يمكن ولا في أي حال من الأحوال أن يكون منبراً لخدمة الفلسطينيين في هذه الدولة ومعالجة مشاكلهم الحارقة المهمة جداً،(وليس مسألة بسيطة هنا ومسألة بسيطة هناك) والسنوات التي مرت على تأسيس الكنيست خير مثال على ذلك.
البيان الذي صدر أول أمس عن اجتماع اللجنة المركزية للحركة العربية للتغيير، بخصوص تعرضها “للغدر والطعن” من قبل التجمع كما ورد على لسان ماهر نمر حسين القيادي في الحركة خلال حديث إذاعي صباح أمس الأحد، هو في الحقيقة بيان مقتضب فيه نقص كبير، ولا يتناسب أبداً مع الحدث.
صحيح أن البيان ورد فيه:” نترفّع عن الخوض في التفاصيل حاليا” لكن هنا يكمن الخطأ. في مثل هذه الحالة التي تصفها العربية للتغيير بحالة الطعن والغدر، كان من المفروض بها وضع النقاط على الحروف في بيانها وتسمية الطفل باسمه، لكي تضع الغادرين والطاعنين في زاوية وتقوم بتعريتهم، وليس الاكتفاء فقط بعدم الخوض في التفاصيل.
من الواضح، أن التجمع باع العربية للتغيير بسعر رخيص للجبهة مقابل مصلحة حزبية يعني مقابل مقعد في القائمة، وضرب بعرض الحائط ما تم الاتفاق عليه مع العربية للتغيير، حسب القيادي ماهر نمر حسين (أبو سند). والأمر الملفت للنظر أن الثنائي “الجبهة والتجمع” تعاملا مع العربية للتغيير، بدعونهما اليها الانضمام للمشتركة، كأنها جسم غريب، وليس مركباً أساسياً في المشتركة.
القيادي في الحركة “أبو سند” يحمل التجمع مسؤولية ما حدث. لكن التجمع ليس وحده المسؤول عن ذلك. والسؤال المطروح : لماذا وافقت الجبهة على طعن وغدر العربية للتغيير؟ إذاٌ هي مشاركة فعلية في التآمر على الحليف أحمد طيبي . والأمر المضحك أن الثنائي يتحدث عن ضرورة وحدة الصف.
وإذا لم تقم الجبهة والتجمع بإعادة النظر فيما توصلا إليه بشأن العربية للتغيير، وظل أحمد طيبي مصراً على رفضه، فلن يبق أمامه في حالة الانحصار هذه سوى مخاطبة العربية للتغيير بمقولة طارق بن زياد لجنوده «البحر من ورائكم والعدو من أمامكم» مع تعديل عليها لتصبح: ” الموحدة أمامكم والمشتركة وراءكم” وعليكم اختيار أحلى الأمّرين.
لكن، فيما لو اتخذ الطيبي هذا القرار، فهل يحظى بموافقة منصور عباس، وما هي تداعيات القرار على صعيد الجمهور والمعلقين السياسيين؟ عباس كما أعتقد، سيبارك خطوة الطيبي لسببين: أولهما سيكون الطيبي بديلاً لمازن غنايم الذي قرر عدم ترشيح نفسه، وثانيهما، ان تحالف عباس مع الطيبي هو ضربة قوية لأيمن عودة وللجبهة. لكن من جهة ثانية لن يسلم الطيبي من سماع اتهامات من الجمهور ومن المعلقين السياسيين ، لا تقل سوءاً عن الاتهامات الموجهة لمنصور عباس.
وفي نهاية المطاف هل ترسو سفن الطيبي على شاطيء منصور عباس؟ سننتظر