إتّحاد الأدباء يختتم مؤتمره التّأسيسيّ في طمرة
من علي هيبي
تاريخ النشر: 21/09/22 | 15:00اختتم الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين يوم الجمعة الفائت أعمال مؤتمره الأوّل/ التّأسيسيّ في مدينة طمرة، بانتخاب هيئاته وبشعور غامر بالنّجاح في هذه الانطلاقة الكبيرة، مؤكّدًا العزم على المضيّ قدمًا نحو النّشاط الثّقافيّ الشّامل في كافّة الميادين، وفقًا لما أعلنه من أهداف ظهرت في دستوره وقراراته ومجمل تحضيراته الميدانيّة من أجل تنظيم الحركة الأدبيّة وتعزيز الثّقافة الوطنيّة ورفع مكانة الحراك الثّقافيّ عامّة.ولأنّ يوم افتتاح المؤتمر صادفت الذّكرى الأربعون لمجزرة صبرا وشاتيلا الّتي ارتكبتها قوّات العصابات اللّبنانيّة العميلة والقوّات الإسرائيليّة، فقد افتتح العريف بالطّلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء المجزرة وعلى أرواح شهداء شعبنا، مؤكّدًا أنّنا لن ننسى ولن نغفر لمرتكبي المجازر فعلتهم النّكراء. ومن ثمّ عرض على الشّاشة مع شعار المؤتمر ورمز الاتّحاد نشيد “موطني” مع مشاركة الحضور بالوقوف والنّشيد والتّصفيق. وفي مستهلّ جلسة الافتتاح، تولّى العرافة علي هيبي النّاطق الرّسميّ فرحّب بالحضور ودعا إلى المنصّة د. بطرس دلّة الرّئيس الفخريّ للاتّحاد ورئيس المؤتمر لمباركة المؤتمر والإعلان عن افتتاحه بكلمة ترحيبيّة قصيرة، ومن ثمّ دعا د. أسامة مصاروة نائب الرّئيس لتقديم تحيّته وشكره للأعضاء الّذين انتخبوه وأعطوه ثقتهم، ودعا هيبي أعضاء لجنة رئاسة المؤتمر: د. محمّد حبيب الله، د. حليمة الدّوّاس، د. رمزيّة شريف، د. محمّد هيبي، الأستاذ عبد الخالق أسديّ ود. مروان مصالحة لاستقبال ضيوف المؤتمر من المتكلّمين، فدعا العريف إلى المنصّة باسْمهم جميعًا وباسْم أعضاء الاتّحاد وضيوف المؤتمر: د. سهيل ذياب رئيس بلديّة طمرة، البلد المضيف ود. صفوت أبو ريّا رئيس بلديّة سخنين ونائب رئيس اللّجنة القطريّة لرؤساء السّلطات المحلّيّة العربيّة، والسّيّدة الإعلاميّة كوثر عثمان من الضّفة الغربيّة، رئيسة جمعيّة المرأة العربيّة والأميركيّة، الّتي جاءت خصيصًا لتحيّي المؤتمر، وقد رافقها د. سمير الأحمد رئيس لجنة القانون والنّظام، ومن ثمّ دعا الأخ محمّد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربيّة.
وأمام المؤتمر تلا النّاطق الرّسميّ علي هيبي البيان الأساس للاتّحاد والذي اعتبر كلمة الاتّحاد الشّاملة لكافّة القضايا الثّقافيّة والرّؤى السّياسيّة والمبادئ التّنظيميّة الّتي أجمع عليها أعضاء الاتّحاد في اجتماعاتهم السّابقة، وقد شمل البيان موقف الاتّحاد من وحدة الحركة الأدبيّة والأحداث السّياسيّة واستقلاليّة الاتّحاد عن سائر الحركات والأحزاب، ومن ثمّ تطرّق إلى برامج الاتّحاد المستقبليّة في ميدان العمل والفعاليّات، وأشار إلى ضرورة إبقاء الاتّحاد خارج الانتماءات، مع حرّيّة أعضائه بالانتماء إلى أيّ تنظيم أو عدمه، كما شدّد البيان في نصوصه على ضرورة التّكاتف مع سائر القوى والمؤسّسات والهيئات التّمثيليّة والسّلطات المحلّيّة والبلديّة لصدّ موجة العنف وانتشار السّلاح والجريمة، وبيّن أنّ هذا العنف هو تخطيط سلطويّ مدروس لإلهائنا عن قضايانا وتفتيت مجتمعنا. ومن ثمّ دعا العريف رئيس بلديّة طمرة لإلقاء تحيّته كبلد مضيف، وفي كلمته عبّر عن سعادته الغامرة باستضافة هذا الحدث الثّقافيّ الكبير، مرحّبًا بالحضور اللّافت ومعبّرًا عن استعداد بلديّة طمرة لاستضافة الكثير من نشاطات الاتّحاد القطريّ وفعاليّاته، وعن دعم تلك الفعاليّات مادّيًّا ومعنويًّا. ومن الجدير ذكره أنّ المركز الثّقافيّ حيث عقد المؤتمر في قاعته الكبرى قد قدّم الكثير لنجاح المؤتمر. وقد أسهم السّيّدان: شهاب ياسين مدير المركز ووسيم عوّاد الموظّف المسؤول مشكوريْن بإسهامات كبيرة لإنجاح المؤتمر، من أبرزها العمل في خدمة المؤتمر يوم عطلتهما الأسبوعيّة.
د. صفوت أبو ريّا، رئيس بلديّة سخنين حضر ممثّلًا للّجنة القطريّة لرؤساء السّلطات المحلّيّة العربيّة، وفي مستهلّ كلمته أعرب عن غبطته بتمثيل اللّجنة القطريّة في مؤتمر للأدباء، وفي كلمة أدبيّة جميلة عبّر عن مدى سعادته بالحراك الأدبيّ والثّقافيّ، لأنّه يرى أنّ الأدب صورة رائعة تعكس روحانيّة الشّعوب، وهو يسدّ حاجات نفسيّة ووجدانيّة، وكان مسك ختام تحيّته أن دعا إلى عقد المؤتمر القادم في مدينة سخنين، مرحّبًا ومعبّرًا عن استعداد بلديّته لاستضافة النّشاطات الثّقافيّة المختلفة، ودعا إلى نجاح المؤتمر بأعماله وأبحاثه وقراراته.وفي كلمة الإعلاميّة الفلسطينيّة كوثر عثمان، بعد تقديم تحيّتها للمؤتمر ركّزت على أهمّيّة التّواصل الثّقافيّ الدّائم بين الفلسطينيّين في كلّ أماكن تواجدهم، في الوطن الفلسطينيّ وفي الشّتات، وقد دعت أيضًا إلى ضرورة إقامة المؤتمرات الثّقافيّة والمهرجانات الأدبيّة المشتركة، لأنّ الثّقافة الفلسطينيّة كلّ واحد لا يتجزّأ، حتّى لو تجزّأ الوطن جغرافيًّا على أقاليم متناثرة، وقد أشارت في كلمتها إلى خطورة تمكين الأعداء من ثقافتنا وهويّتنا لأنّهما السّلاحان الوحيدان العسيران على الأعداء، وقد عبّرت في نهاية كلمتها عن سرورها بوجودها بين أخوتها في الجليل، وفي مؤتمر للأدباء رفيع مستوى التّنظيم والمضامين والأهداف.
وكانت كلمة السّيّد محمّد بركة مسك الختام ممثّلة للجنة المتابعة العربيّة العليا، وقد ركّز في تحيّته بعد تقديم المباركة والأمل بالنّجاح بانعقاد هذا المؤتمر على محوريْن أساسيّين: ضرورة اجتياز المجتمع العربيّ محنة العنف الّتي تفاقمت إلى ارتكاب جرائم متتالية في أماكن مختلفة من وطننا في الدّاخل، وقد عبّر أيضًا عن أنّ اليد السّلطويّة تقف وراء هذه الأوضاع، بل وتغذّيها بالسّلاح وتتقاعس عن لجم عصابات الإجرام الّتي غدت يدًا سلطويّة تطال أمننا ونسيج مجتمعنا المتماسك، ودعا إلى ضرورة التّكاتف كي لا نمكّن العنف من الاستيلاء على مفاصل حياتنا الاجتماعيّة. وفي المحور الثّاني ركّز على ضرورة وحدة الحركة الأدبيّة، مقارنًا بينها وبين الانقسام الفلسطينيّ على الصّعيد السياسيّ وفي الدّاخل في عدم القدرة على صيانة القائمة المشتركة، ولذلك دعا كلّ الأدباء وهم الصّورة النّاصعة لشعبنا بإبداعاتهم أن يتّحدوا في إطار واحد. وبعد كلمة بركة أعلن العريف عن نهاية جلسة الافتتاح الاحتفاليّة. وفي جلسة الدّستور الثّانية أعلن د. محمّد هيبي عن خطوات تحضير الدّستور ومناقشته على مدى أشهر في الجلسات التّنظيميّة وفي اجتماعات اللّجنة الّتي أقيمت خصّيصًا لهذا الغرض، وقد تمّ قبول الملاحظات ودمجها في نصوص الدّستور، ومن ثمّ عرضها على المؤتمر وحظي بالتّأييد والموافقة فتحوّل بذلك من مشروع دستور إلى دستور معتمد لتنظيم سلوك الهيئات والأعضاء.
أنا أدعو للعمل على تحقيق الوحدة بين الأدباء،
فلا حاجة للانقسام ما دامت الأهداف: الارتقاء
بالأدب، وتعزيز الهويّة والانتماء.