السلف والخلف استقبلا بيرس ونتنياهو ولابيد وما في حدا أحسن من حدا

بقلم: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 26/10/22 | 12:07

في العشرين من شهر فبراير/ شباط عام 2012 استقبل رئيس بلدية الناصرة في تلك الفترة رامز جرايسي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، وفي الثالث عشر من شهر كانون الثاني/ يناير العام الماضي استقبل رئيس بلدية الناصرة علي سلام (أبو ماهر) رئيس الحكومة الاسرائيلية وقتها بنيامين نتنياهو في زيارة انتخابية لكسب الصوت العربي في معركته الانتخابية. وقد لاقى الزائر كل ترحيب ودعم من المضيف. أنا شخصيا ضد أي زيارة رئيس حكومة للناصرة إن كانت للبلدية أو لغيرها، لأن كل زيارة من هذا النوع هي لمنفعة شخصية للزائر وليست لصالح المجتمع العربي بشكل عام او للمجتمع النصراوي بشكل خاص.

ولكي أكون منصفاً، قد يكون علي سلام مضطراً بحكم منصبه كرئيس بلدية أن يستقبل رئيس الحكومة بصورة رسمية في مكتبه في البلدية وليس في زيارة شخصية له في بيته. وهناك فرق بين الزيارتين. لكن في الحقيقة لو كان علي سلام لا يريد استقبال رئيس الحكومة فهو قادر على خلق سبب مقنع لعدم استقباله بحكم “شطارته” أو بالأحرى “براعته”. لكن كما يبدو له حساباته الخاصة.

قد يكون علي سلام قد استقبل نتنياهو لكسب وده من أجل توفير ميزانيات إضافية تساعده في حل مشاكله في البلدية، وقد يكون نفس السبب الذي من أجله استقبل رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد. لكن نتنياهو لم يحقق ما ابتغاه أبا ماهر، ومن المؤكد لن يكون لابيد أقضل من سلفه بالنسبة لبلدية الناصرة.

صحيح ان علي سلام استقبل لابيد، لكن حسب تصوري لم يكن الاستنقبال حارا كما فعل أبو ماهر مع نتنياهو، أي كان الفرق ملحوظاً بين الاستقبالين. أبو ماهر لفت انتباهي إلى نقطة مهمة يجب التطرق اليها، وهي: أنه لم يلق كلمة خلال اللقاء مع لابيد ، مما يعني بنظري عدم اكتراث المضيف بضيفه وبحملته الانتخابية، وقد يكون سبب عدم القاء كلمة يعود لموقف سياسي من رئيس بلدية الناصرة وهذا من حقه.
أمر آخر لفت نظري وهو الاحتجاجات التي جرت في الناصرة ضد زيارة لابيد للمدينة. وحدوث احتجاجات شيء طبيعي، لكن تغيير المواقف أمر غير طبيعي. خلال زيارة نتنياهو الأخيرة لبلدية الناصرة، كانت عضو الكنيست عن التجمع هبة يزبك من المشاركين فيها الى جانب عايدة توما سليمان من الجبهة.

التاريخ يعيد نفسه ولكن بشكل آخر لدى بعض الآحزاب. زيارة لابيد للناصرة تأتي من أجل حملته الانتخابية تماما مثل هدف زيارة نتنياهو. وائل عمري، عضو اللجنة المركزية في “التجمع” اتحفنا بعبقريته الفذة بتصريحات قال قيها : “بما ان الزيارة لها علاقة بالانتخابات، فان التجمع الوطني الديمقراطي لن يتظاهر ضد الزيارة “. وتفيض قريحة وائل عمري بالقول: “نحن نعارض الزيارة، لكن لا نريد ان يٌفهم من تظاهرنا اننا نربط الموضوع بالانتخابات، انما نحن ضده مبدئيا ونرى به مجرم حرب يجب تقديمه للمحاكمة”. وهنا أسأل وائل: إذا كان الأمر كما تقول فلماذا شاركتم في المظاهرة التي جرت العام الماضي ضد زيارة نتنياهو للناصرة، علماً بأنها كنت لهدف انتخابي تماماً مثل زيارة لابيد؟

الأمر المضحك أن رئيس بلدية الناصرة السابق رامز جرايسي كان من بين المشاركين في مظاهرة الاحتجاج على زيارة لابيد وحمل لافتة كتب عليها:” استقبال لابيد في الناصرة إهانة لأهل البلد”، وهو نفسه جرايسي الذي استقبل في عهد رئاسته للبلدية الرئيس الإسرائيلي شمعون.

وأخيراً…
سؤال لمن يهمه الأمر: هل زيارة لابيد حرام وإهانة للناصرة، وزيارة بيرس محللة جبهوياً. يا ريت تفهمونا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة