على باب المائة ضحية.. والحبل بيد القتلة

خلال زياراتي لرام الله وعمان ولمدينة جنين التي أصبحنا نحن فلسطينيو الـ 48 العامود الفقري الاقتصادي لها ولغيرها من مدن الفلسطينية الاخرى، سمعت من يصفنا بأننا “عرب البسيدر” وآخرون وصفونا بأننا “عرب الشمينت”. وبغض النظر عما إذا كانوا على حق أو على خطأ في وصفهم، لكن غاب عن ذهنهم وصفاً أساسياً يليق بنا، وهو أننا أصبحنا وللآسف “عرب القتل”، وحالات الإجرام المتزايدة التي يعيشها مجتمعنا هي أكبر دليل على ذلك.
وفق معطيات مبادرات إبراهيم وصل عدد ضحايا القتل والإجرام إلى 94 ضحية في المجتمع العربي منذ بداية هذا العام، بينهم 54 ضحية حتى جيل 30 عاماً. شباب يموتون نتيجة العنف. المجتمع العربي يتهم الشرطة بالتقصير في واجباتها بعكس المجتمع اليهودي. ولم يتم بذل جهود كافية لمكافحة العنف المتفشي في المجتمع العربي، مثل الجهد التي تبذله الشرطة في المجتمع اليهودي.
وقد شهد شاهد من أهلهم. القناة 12 العبرية نشرت في عام 2018 تصريحات لشرطي لم تذكر اسمه قال فيها إن “منظمات الجريمة العربية هي التي تحكم إسرائيل اليوم عندما يتعلق الأمر بعالم الجريمة. إنها قوية وحازمة وعنيفة ولديها أسلحة تكفي لجيش كامل”. يا سلام !!!.
وهناك شاهد آخر. يقول الجنرال ميجر في الشرطة الإسرائيلية داني رونين الذي شغل منصب قائد لواء الشمال، وهو جنرال متقاعد “كنا نرى جريمة قتل في اللواء مرة كل أسبوع، مرة كل شهر. الآن لا يكاد يمر يوم دون جريمة قتل”، هكذا قال الجنرال عن الجريمة في المجتمع العربي. صحيح ان الجنرال زودنا بمعلومة مهمة لكنه لم يتحدث عن إهمال الشرطة في معالجة ذلك.
لم يتحدث الجنرال بصراحة كما تحدثت صحيفة هآرتس في تقرير لها إذ قالت:” أن الكثير من جرائم القتل التي راح ضحيتها مواطنون عرب لم يتم حلها: 22% فقط من جرائم القتل في البلدات العربية أسفرت عن لوائح اتهام حتى شهر نوفمبر 2020، مقابل 53% في الوسط اليهودي”. وقد جاء في دراسة أجرتها منظمة “مبادرات إبراهيم”، أن 60.5% من مواطني إسرائيل العرب أعربوا عن شعور بعدم الأمان الشخصي بسبب العنف.
حتى الضابط السابق في الشرطة يوسي سدبون بقّ البحصة معترفاً بحرمنة الجنود إذ قال في تصريح له: “لا توجد مشكلة في الحصول على أسلحة – السرقة من الجنود الإسرائيليين، أو الشراء من جنود على استعداد للبيع. هذه “أخلاقية” الجندي الإسرائيلي استناداً إلى أقوال أناس من بني جلدتهم.
لقد أعجبني المدير المشارك في “مبادرات إبراهيم”، أمنون بئيري سوليزيانو، عندما قال إن “الجريمة مثل المنظومة الجوية لا تختفي أبدا، إنها تنتقل فقط من ضغط عال إلى مناطق ضغط منخفض، لسنوات هناك ضغط أقل في المناطق العربية، عندما بدأت الدولة بمحاربة الجريمة المنظمة في نتانيا وأشدود وتل أبيب، انتقلوا ببساطة إلى المثلث”، حسب قوله.
الجريمة تتفشى باستمرار ما دامت الأسلحة متوفرة ويمكن الحصول عليها. وجاء في معطيات نشرها الكنيست عام 2020، أن نحو 400,000 قطعة سلاح غير قانوني موجودة في إسرائيل. وأن وزير الأمن العام السابق، غلعاد إردان، ذكر أن 70% من هذه الأسلحة غير القانونية يتم سرقتها من الجيش ومن الشرطة. يعني ان مخازن الأسلحة لدى الجيش الذي “لا يقهر” أصبحت معرضة للسرقة مثل محطات البنزين ومخازن بيع الأغذية.
السؤال المطروح: هل يطرق العدد (100) باب مجتمعنا العربي نهاية العام الحالي؟ هذا الأمر يتوقف على (همة الشباب!؟).
وأخيراً…
هناك من يقول أن المجتمع العربي لن يتضرر أبداً من خلو الكنيست من العرب، بل أن أحزاب الكنيست هي التي سترفع الأعلام السوداء معلنة الحداد. إوذا فتحوا مقراتهم للتعزية لن أعزيهم.