منصور عباس يفقد ” بيضة القبان”…قراءة في تشكيل الحكومة المقبلة
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/11/22 | 17:02في السنوات الماضية كنا نسمع دائما عندما يقوم نتنياهو بتشكيل حكومة بان هذه الحكومة هي الأسوأ من نوعها في تاريخ الدولة العبرية. لكن فوز نتنياهو هذه المرة كان مميزاً بالسوء بصورة ليس لها مثيل، والسبب تحالفه مع الثنائي اليميني المتطرف سموترتش وبن غفير زعيما الصهيونية الدينية ثالث أكبر قوة في الكنيست، والتي فازت بأربعة عشر مقعداً.
الآن نتنياهو تحت المجهر محليا وعربيا ودوليا والكل ينتظر نوعية الحكومة التي سيشكلها نتنياهو، الذي من المتوقع أن يضم اليها اليميني المتطرف بن غفير. فهل يقدم نتنياهو على هذه الخطوة التي ستسبب له مشاكل كثيرة ؟ الثنائي اليميني المتطرف بن غفير وسموتريتش هما العامود الفقري لنتنياهو وبدونهما لا يستطيع تشكيل حكومة.
معسكر اليمين حصل على 64 مقعدا: “الليكود” بزعامة بنيامين نتنياهو 32 مقعدا، حزبا “يهودوت هتوراه” لليهود الأشكناز الغربين وحزب “شاس” لليهود الشرقيين 18 مقعدا، في حين حصد تحالف “الصهيونية الدينية” الذي يقوده كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش 14 مقعدا.
وبالنسبة لمعسكر التغيير، حصد حزب “هناك مستقبل” بقيادة لابيد 24 مقعدا، والمعسكر الوطني بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس 12 مقعدًا، وحزب “إسرائيل بيتنا” 6 مقاعد، والقائمة الموحدة 5 مقاعد، وحزب العمل 4 مقاعد. ويتبين لنا من خلال هذه النتائج ان رقبة نتنياهو بيد الثنائي اليميني المتطرف. لكن ما هو البديل وكيف يستطيع نتنياهو التخلص من هذه الورطة؟
الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، يسعى إلى إقامة حكومة وحدة تشمل انضمام رئيس حزب “ييش عتيد”، يائير لبيد، ورئيس “المعسكر الوطني”، بيني غانتس، إلى حكومة واسعة مع حزب “الليكود” برئاسة بنيامين نتنياهو. لكن غانتس ولابيد أكدا أن حكومة الوحدة مع نتنياهو ليست ضمن اهتماماتهما، وأن توجههما سيكون نحو المعارضة، ولن يكون أي سيناريو لدخولها إلى الحكومة الجديدة. أما رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان فموقفه معارض كليا لنتنياهو. وبذلك فإن احتمال تشكيل حكومة وطنية لن يرى النور، مع الأخذ بعين الاعتبار ان السياسة تتغير بين لحظة وأخرى حسب المصالح.
إذاً، لم يبق امام نتنياهو سوى إمكانية واحدة: تشكيل حكومة من لونين، أحدهما يميني والآخر يميني متطرف. ولذلك بدأ نتنياهو بعقد لقاءات مع رؤساء الكتل البرلمانية في معسكره، بما فيهم بتسلئيل سموتريتش “الصهيونية الدينية”، وإيتمار بن غفير “عوتسما يهوديت”، وأرييه درعي “شاس”، ويتسحاق غولدكنوف وموشيه غافني “يهدوت هتوراة “.واقترح نتنياهو، حسب المعلومات المتوفرة،على رؤساء أحزاب اليمين التفرغ في هذه المرحلة من أجل توزيع الحقائب الوزارية واللجان البرلمانية في الكنيست بين الأحزاب والشركاء في الائتلاف الحكومي القادم.
ويبدو ان الثنائي اليميني المتطرف، بدأ بالتمرد وابتزاز نتنياهو حتى قبل تشكيل الحكومة. فقد رفضا الاقتراح وطالبا بمناقشة القضايا الجوهرية المحورية ووضع برنامج الحكومة بشكل فوري.
الفرصة مؤاتية الآن لنتنياهو لتشكيل حكومة ولا يستطيع تفويتها بسهولة، وليس أمامه حتى هذه اللحظة سوى حلاً واحداً وهو تشكيل حكومة مع المتطرفين في ظل امتناع المعارضة عن المشاركة فيها، خصوصا أن منصور عباس لم يعد بيضة قبان ، لأن البيضة طارت منه وذهبت لغيره.
وأخيراً…
الكل يتخوف من مشاركة بن غفير في حكومة نتنياهو، علماً بأن لا فرق بين الاثنين فيما يتعلق بالسياسة تجاه الفلسطينيين وأحدهما أسوأ من الآخر.