ندوة ثقافيّة تقديرًا للكاتب سهيل كيوان بمجد الكروم

من علي هيبي

تاريخ النشر: 25/11/22 | 11:22

في ليلة خريفيّة ساطعة ودافئة وبأجواء رقيقة، في مساء يوم السّبت الفائت غصّت قاعة المكتبة العامّة في قرية مجد الكروم بجمهور كبير ولافت ونوعيّ، جاءوا من مجد الكروم وسائر قرى الجليل والمثلّث ومدنهما للاحتفاء بإبداع الكاتب سهيل كيوان الرّوائيّ والقصصيّ وبمجمل نشاطه الثّقافيّ الإعلاميّ. ويشار إلى أنّ الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين والمكتبة العامّة في مجد الكروم قد بادرا إلى هذا النّشاط النّوعيّ لإيمان الاتّحاد القطريّ بوحدة الثّقافة الوطنيّة وبوجوب تقدير كلّ من يستحقّ من الأدباء الفلسطينيّين، حتّى لو لم يكن من أعضاء الاتّحاد القطريّ، وهذا ما ورد في صميم كلمة د. محمّد هيبي الأمين العامّ للاتّحاد، والّتي افتتح بها النّدوة منوّهًا بدور الاتّحاد في الحفاظ على اللّغة والأدب والثّقافة الفلسطينيّة عامّة وفي السّعي لوحدتها، وكذلك تطرّق بشكل مقتضب إلى أهمّيّة الكاتب سهيل كيوان في المشهد الأدبيّ وفي مجال الكتابة القصصيّة بالذّات، ومن ثمّ شكر مجد الكروم أهلًا ومجلسًا ومكتبة على التّعاون الدّائم والمثمر مع الاتّحاد القطريّ. وكان سبقه إلى منصّة الافتتاح عريف النّدوة الأخ علي منّاع أمين المكتبة العامّة ونادي قرّاء المجد في القرية، وفي كلمة ترحيبيّة شكر الحضور والاتّحاد القطريّ والمجلس المحلّيّ وبالأديب كيوان المحتفى به وبالبروفيسور إبراهيم طه صاحب المداخلة النّقديّة الرئيسيّة، وقد تطرّق منّاع إلى أهمّيّة المكتبة العامّة كصرح علميّ وأدبيّ عظيم. ويشار أن عددًا كبيرًا من أعضاء الاتّحاد القطريّ قد حضروا النّدوة الرّائعة.

وكانت مداخلة البروفيسور إبراهيم طه أستاذ الأدب العربيّ في جامعة حيفا وعضو الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيين هي العمود الفقريّ للنّدوة الأدبيّة، فقد قدّم بإسهاب سردًا عميقًا لتجربة الأديب كيوان بتناول العديد من مؤلّفاته القصصيّة والرّوائيّة على كافّة أنواع السّرد القصصيّ، وقد أشار إلى قضيّة أساسيّة هامّة في مجال الكتابة، تتلخّص في “أنّ الإبداع الأدبيّ الفلسطينيّ يرقى اليوم إلى مصافّ الأدب العربيّ عامّة والأدب العالميّ أيضًا، وقد ذكر أنّ هذا الإبداع يفوق النّقد لوجود أزمة ما في القراءة والنّقد”، وقد تطرّق أ. د. طه إلى توصيف شامل لإبداع كيوان وقد ذكر تميّزه بسبع نقاط مركزيّة، أبرزها السّخرية والتّنويع في كلّ المجالات التّقنيات السّرديّة والشّخصيّات والزّمان والمكان والأصوات وزوايا السّرد والرّاوي واللّغة والحوار والتّيمات والأفكار والمواضيع. وأشار إلى أنّ كيوان يسعى في كتابته إلى التّغيير في مجاليْن: السّياسيّ والاجتماعيّ فيعزو اضطرابنا للسّلطة العنصريّة وللعادات والتّقاليد الاجتماعيّة البالية، فهو ناقد لاذع في هذا المجال.

المحتفى به الكاتب سهيل كيوان كان مسك ختام الأمسية، فقدّم شكره لكلّ من ساهم في إنجاح هذه النّدوة: إلى المكتبة العامّة ومديرها وللاتّحاد القطريّ وأمينه العامّ ولمجلس مجد الكروم المحلّيّ، وللأستاذ النّاقد إبراهيم طه الّذي دائمًا يفتح آفاقه للنّظر فيما يكتب من جديد. وقد أشاد كيوان بكثير من الأدباء والنّقاد الّذين أسهموا في الكتابة عن أدبه القصصيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الفنّانيْن عزّو خلايلة ولجين سرحان قدّما وصلات غنائيّة وموسيقيّة وطنيّة لاقت استحسان الجمهور، وهما تابعان لمعهد المجد للموسيقى. وفي ختام النّدوة كانت فقرة من النّقاش والمداخلات القصيرة، شارك فيها: د. نبيه القاسم النّاقد المعروف من الرّامة، د. أسامة مصاروة نائب رئيس الاتّحاد القطريّ من الطّيّبة، والكاتبة جميلة شحادة من النّاصرة. ومن ثمّ فقرة التّكريم بتقديم الدّروع الرّمزيّة للكاتب كيوان وللبروفيسور طه، شارك في تقديمها رئيس مجلس مجد الكروم المحلّيّ، الأخ سليم صليبي، والأخ علي منّاع أمين المكتبة العامّة، ود. محمّد هيبي الأمين العامّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة