جَدَّاه

جَلَسَت في حُضن جدِّها
وفي بريق عينيها 
حروفَ أغنيةٍ
 فيها القرارُ
 سُؤالٌ يتحرى الجوابَ

جَدَّاهُ 
عَلَّمتَني حروفًا متقطعةً
مقطوعةَ الوصل فيها : 
الفاء- واللام- والسين- والطاء- 
والياء- والنون مطرزةٌ.
قلت لي هذه حروف اسمك
فيها التَيِّمُنُ فيها قراءةُ الطالعِ
والأملُ فيها هلالُ يوم ٍ
 لسانُ حالِهِ فصلُ الخطابِ

جَدَّاهُ 
أين مني فلسطين
والمطرزةُ خيوطُ خَيَالٍ مُقَطَّعَةٍ
والغبارُ سنابكُ خَيلٍ مُعطلةٍ
والترابُ عَطِّشٌ يلهثُ وراءَ
 أسرابِ السرابِ

جَدَّاهُ 
ما السِّر في اسمي
واسمي غدى سرٌ
قد تقطعت به الأسبابُ
وأنا العصفورة
 بلا تغريدةٍ بلا غصنٍ
 والغرابُ ناح على أعقابِ العُقابِ

آه يا حفيدتي
من أين أبدأ ومَوَّالي حائرٌ
يتراكضُ بين لحن القرار 
وعزف الجواب

آه يا حفيدتي 
لقد أتيتني 
والثلج تَعَمَّرَ رأسي
وعيناي لوَّنها الضباب

رأيتك غَضَّةً
في عينيك إشراقةُ حُلمٍ
تكَحَّلَت بوميضها 
مني الرموشُ و الأهدابُ

 قرأت في كفك
حجر الرشيد 
فككت طلاسمَ الطريق كيف
إلى الوطن يُطرقُ البابُ

اه يا حفيدتي
اقبضي على الناي
واضبِتِي أصابعَكِ
لأدَوزِن عُرَبِي
مني القرارُ ومنك الجوابُ

حفيدتي
إصدحي بحروفَ اسمِكِ
في كلِّ صلاةٍ 
فانها في كل غربة 
 تكون لي ولك العَرَّابُ