ما شأنكم .. والنار لا تشتعل في بيتكم .!
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 16/06/23 | 8:13 سلبتم من يدِنا
قرار أمننا وأماننا
فكيف نقاوم قتلنا
بأيادٍ مسلوبة القرار
كيف نختار نهج حياتنا
وقد سُلبت منا مصادر الاختيار
كيف نحافظ على تقاليدنا
وقد تعرَّضت أعرافنا وعاداتنا
للدمار
*************
في عهدكم ..
قَتلُنا أصبح خبزنا
في الليل والنهار
ودمُنا صبغ حياتنا
ودنيانا بالإحمرار
وجرت دموع ثكلانا
قنوات وأنهار
وملأت قبور ضحايانا
الديّار
**************
من يحمينا وقد صادرتم
من أيدينا الزمام
من يقاضينا ونحن نعيش بلا
قضاة أو حكام
من يعطينا الموعظة وقد أخرستم فينا
صوت الإمام
من ينصت لدقات قلوبنا وقد أغلقتم
فيها الصمّام
من سينشر السلام في ديارنا بعد
طردتم منها الحمام
*************
تجلسون في مكاتبكم
وتحتسون القهوة من كاسات
موتِ قتلانا
وتسبحون في فيضان أنهار دِمانا
و تتدفَّئون على جمار حريق
قلوب ثكلانا
تنامون ليلكم الطويل على
عذابات يُتْمانا
لمن نرفع شكوانا
ولا نجد لنا عنوانا
**** ***********
نمنّا على السطوح تحت قبة السماء
على البيدر على حافة عيون الماء
في ظلمات الليل بلا نور أو ضياء
وشعرنا أننا نعيش في أمان وهناء
***********
فانقلب تآخينا بغضاء وعداء
والقتل في بلداتنا صار وباء
أيامنا من عزاء الى عزاء
وحياتنا من رثاء الى رثاء
***************
تسمعون دبيب النمل
إذا دخل حيِّكم
فترصدون تحركاته
بفرق جيشكم
من يسرق رغيفاً من خبزكم
ينام ليلته في سجنكم
من يمرَّ من باب بيتكم
تكتشفون هويته قبل أن
يغادر حيَّكم
من يهمس همسة لا تعجبكم
يجد نفسه تحت وابل سؤالكم
ولا يفلت من عقابكم
******************
شللتم ألسنتكم فأسكتُّم الصوت
في حلوقكم
ووضعتم عجينة من طين
في آذانكم
أغلقتم عيونكم فلا ترون إلا
مسار دربكم
******
ما ِشأنكم .. ما شأنكم ..
والعرس في دار جاركم
والنار ليست في بيتكم
والشاب الذي يُقتل ليس ابنكم
والبنت التي تذبح ليست بنتكم
ما شأنكم .. ما شأنكم ..
والطفل الذي يموت ليس طفلكم
والأم الثكلى ليست أمَّكم
والعجوز الذي يُقتل حفيده ليس جدِّكم
فناموا بأمان في فرشكم
“مبارك ” سعيّكم ! ” مبارك ” سعيّكم !.
****************