قُتلوا لأنّهم آمنوا: أن على هذه الأرض ما يستحق الحيا ..ة

يوسف جمّال - عرعرة

تاريخ النشر: 08/12/24 | 17:44

على هذه الأرضِ
ما يستحقُ الحياة
يختلطُ ترابُها مع ..
عرقِ الفلاحين
وفرحِ الأطفال
واخضرارِ الزيتون
وزغاريدِ اللّقاطات
و زعقاتِ خيوط الشمس
ودموعِ المطر
***********
من ماتوا في أحضانِها
من اختلطتْ دماؤُهم بترابِها
لم يخلقْهم الشيطانُ
من لهيبِ النيران
ولم يصنعهم من جمارِ
قذفَها البركان
دمهم يصرخ من التراب
من جذورِ الزيتونِ
من براعمِ اللوزِ
من أزهارِ الرُّمان
*************
من اغتيلوا :
أرادوا الحياةَ
لهم قلوبٌ لها خفقات
مشاعرٌ وإحساسات
وشفاهٌ لها بسمات
وأفواهٌ تغنّي للأرضِ أغنيات
وعيونٌ لها دمعات
ولها لمعات
ترنو الى جمالِ الأيامِ الآتيات
ورثوها من القرونِ السالفات
*********
دماؤُهم أنبتتْ من الأرضِ
أزهاراً حمراوات
ملأتْ الأرضَ عطراً وبسمات
أنظروا الى تلك الزيتوناتِ
دماؤُهم أروتْها ترياقَ الحياةِ
ارفعوا عيونكم الى السماوات
تروْنَ دماءَهم على جبهةِ
الشفقِ الأحمرِ سابحات
مكتوبةٌ على صفحاتِ
غيابِ الحياة
وجباهُهم مسطرةٌ عليها
حروفٌ وحكايات
حكاياتُ أرضٍ ترفض الممات
***************
هنا عاشوا
هنا حرثوا ترابَ أرضِهم
وهنا زرعوا بذورَ زرْعِهم
وهنا حصدوا سنابلَ قمحِهم
وهنا قطفوا ثمراتَ تعبهم
و هنا عصروا صفاءَ زيتهم
هنا تفجّرَ العرقُ من جباههم
وهنا ارتفعتْ عيونُهم الى السماء
وانتظروا غيماتِهم
لتروي زرعهم
**********
على تلك البيادرِ
درسُوا وذرّوا قمحاتَهم
وسهروا ولعبوا ألعابَهم
وغنّوا العتابا والميجانا
وسهروا ليالي سهراتَهم
*********
على هذه الأرضِ وُلدُوا للحياة
يأيِّ ذنبٍ قتلتهم نارُ الجناة
قتلوهم لأنَّهم رفضوا الممات
قتلوهم لأنَّهم أحبّوا هذه الأرضّ
و ملأتْ أفئدتَهَم خفقات
ولأنهم آمنوا
أنَّ عليها ما يستحقُّ الحياة
********

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة