قراءة نقدية لكتاب (بلا مقدمات) للكاتب أيمن جبارة

د. سناء عز الدين عطاري

تاريخ النشر: 09/12/24 | 19:21

تم اشهاره يوم الأربعاء بتاريخ 4/12/2024
أبدأ بالعنوان (بلا مقدمات)، والعنوان في المفهوم النقدي هو عتبة الكتاب، والبوابة الأولى للنص، ويؤدي دوراً مهماً في تشكيل التوقعات وتوجيه القراءات المتعددة للعمل الأدبي. ومن عنوان هذا الكتاب نستشف شخصية الكاتب وهي التي تتميز بالمباشرة والوصول إلى الهدف أو المطلوب مباشرة بلا مقدمات، فهو ليس بحاجة إلى التهيئة والتمهيد ليقول ما يريد قوله.
الكتاب يقع في 229 صفحة، ويحمل مجموعة كبيرة من الخواطر (105) أو ما يمكن أن نسميه اليوميات، حيث يصف الكاتب موقفاً أوحادثة أو صورة اجتماعية رآها في يومه ومنها ينطلق في التعبير عن أفكاره وآرائه ومشاعره، وفي الكثير من الأحيان يتضمن الحديث نقداً لاذعاً ساخراً لما يراه ويسمعه، وقد يكون الهدف من النقد هو الإصلاح والسير بالمجتمع نحو الأفضل، وقد يكون هذا النقد تعبيراً عن حالة عدم انسجام بين الكاتب والمجتمع.
وفي استعراض عناوين الخواطر نجدها مستمدة من التراث الشعبي مثل: المتعوس متعوس، يا فرحة ما تمت، تحيرنا يا قرعة، بقى القرد على حاله وغيرها. أو مستمدة من التراث العربي والأدبي والديني مثل: الخيل والليل، بلاد العرب أوطاني، بأي حال عدت يا عيد، واستوصوا بالنساء خيراً. أما المواضيع التي تطرق إليها فمنها الإنسانية مثل “هرمنا”، أو سياسية مثل “شعب المقاطعين”، أو اجتماعية مثل “ماركات”.
اللغة التي استخدمها الكاتب بسيطة معبرة عن الحياة اليومية، قريبة من النفوس.
وتظهر في المواضيع التي تناولها الحنين إلى الماضي وأيام زمان، والبساطة مثل “كنا فقراء”.
ولا تخلو هذه اليوميات من الحكاية الشعبية، والمثل الشعبي، وكذلك ذكر الأكل الشعبي الفلسطيني “صحن باميا”، “العكوب”، “مقلوبة فول”، “بسطة فلافل”. والأجمل أنه في نهاية الخاطرة يقول: “هل يصح أن نختم كلامنا بدون طرفة؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة