هدية العيد كتاب
تاريخ النشر: 05/11/10 | 15:43بقلم المحامي جمال ابو فنه – كفرقرع
رافقت صديق عزيز إلى المحكمة الشرعية للحصول على بعض المستندات الرسمية، ذهلت لكثرة الناس الموجودين في المحكمة وساحتها، فقد رأيت عشرات من الرجال والنساء. نظرت للائحة الاستعلامات فوجدت أمام القاضي عينت لهذا اليوم حوالي 50 قضية. معظم الناس المدعوين للمحكمة أزواج شابة، وخلافاتهم نتيجة تصرفات عنيفة; مشاجرات جسدية او شتائم.
العنف في مجتمعنا العربي بجميع أشكاله متواصل دون انقطاع، كل يوم نسمع عن ضحايا جديدة، في الشارع نسمع ونرى الشتائم والخناقات المرورية، المشاجرات الجسدية، وملفات جنائية كثيرة تفتح في الشرطة، قسم كبير منها الانحرافات داخل العائلة.
في وسائل الإعلام وعبر موقع بقجة كتبت مقالات كثيرة عن العنف، وأقيمت في كل القرى والمدن العربية لجان صلح. الجميع يدعوا الأهل ومؤسسات المجتمع: الدينية، التربوية، والاجتماعية لتأخذ دورها في كبح ظاهرة العنف، الكل ينادي للتآخي، المحبة، التسامح والحوار لحل الخصومات، والكل يقدم النصائح والإرشادات لتعليم الأبناء السلوكيات الايجابية والتعامل بأخلاق حميدة.
نسبة العنف في مجتمعنا خيالية ومفزعة، في سنة 2009 قتل بدم بارد في إسرائيل 141 شخص، كان منهم 71 عربيا ( أكثر من 50%). وكان14595 سجينا منهم 7297 سجينا عربيا (حوالي 50%). وكان 375 قتيل في حوادث الطرق منهم 150 عربيا (حوالي 40%). كما ترون بان نسبة العرب بالإحصائيات أعلاه كبيره جدا مع العلم أن نسبة العرب من مجموع السكان في إسرائيل حوالي20%.
العنف أسبابه كثيرة، كالغضب، الإحباط، الابتزاز، الأخذ بالثأر، الانتقام، وخلل في سلوكيات المنحرف.. وغيرها.
إن الدين الإسلامي، والثقافة العربية تدعوان للمحبة والتآخي والسلوكيات الايجابية، ونبذ العنف بجميع أنواعه، والقانون يعاقب مرتكبي العنف، والسجون مليئة بالمنحرفين، والمحاكم مليئة بالقضايا.
إن مجتمعنا العربي في هذه البلاد يعاني من مشاكل اقتصادية وفقر، زيادة في معدلات البطالة، العيش بمستوى اكبر من الدخل، تفكك العلاقات الاجتماعية، ومعظم عناصر المجتمع منشغله بتحسين الأوضاع الاستهلاكية والمعيشية.
علماء الاجتماع والباحثين في المجتمع العربي في تحليلهم للأوضاع السائدة في مجتمعنا توصلوا: إلى أن مجتمعنا متخلف ثقافيا ويحكم على الأمور بسلوك عاطفي ارتجالي، ولم يطور السلوكيات العقلانية الموضوعية الواقعية.
الدكتور حليم بركات في كتابه “المجتمع العربي” يتساءل ماذا تحتاج النهضة العربية والمجتمع لكي يتغلب على مشاكله؟ ويجيب:
” يعوزها أحلام واستراتيجيات عقلانية، وتضمين القيم الايجابية في برامج التعليم والتنشئة، بالاستفادة من ثورة المعلومات والاعلام، فتخرج من حالة الاغتراب او العجز الى حالة الابداع والتغير. التي تؤكد على حق الاختلاف والاحترام المتبادل والتحديث والتخطيط والانفتاح من موقع الثقة بالنفس وقيم العقل والعقلانية، وقيم التسامح ورحابة الصدر، تنشيط الثقافة وتعزيز موارد تعليم الناس.
المجتمع بحاجة إلى حركة إحياء حضاري ترد للمجتمع قدرته على التجدد، وتفتح أفاق الإبداع بتحرير الإنسان من الفاقة، العوز والجهل، كما تحرر العقل من السلفية المتحجرة والتخلف.”
هناك ضرورة ماسة لزيادة الوعي الثقافي التربوي في مجتمعنا عن طريق القراءة وزيادة المعرفة بكل الوسائل المتاحة. ولتكن الكتب رفقائنا الدائمون، من خلالها نوسع الأفاق الشخصية ونحسن طريقة التفكير، والتصرف الواقعي العقلاني.
بالعلم والثقافة والإرشاد نبني الإنسان الناجح الذي يحمل الآداب والصفات الإنسانية الخلاقة، والمهارات للتحكم بالانفعالات والنزاعات.
قال تعالى:
” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم“.
قال الشاعر:
“اذا الشعب يوما أراد الحياة – فلا بد ان يستجيب القدر”
علينا أن لا نيأس وواجبنا أن نواجه الحقيقة المرة، وهي أننا شعب لا يقرأ (ساعات القراءة السنوية عند العرب 6 ساعات وعند الأوروبيين 1200 ساعة).
علينا ان نداوي ظواهر العنف قبل وقوعها بالثقافة، بالتعليم والمعرفة.
انصح كل شخص بالقراءة الدائمة، والحمد لله توجد في قريتنا مكتبة عامة فاخرة بكتبها، وجدت لخدمة أهالي القرية.
أخي القارئ لا تقل، وتتعذر، بأنك لا تملك الوقت للقراءة، أؤكد لك بأنه اذا نظمت وقتك ستجد الأوقات الكثيرة للثقافة وصقل شخصيتك بصورة عقلانية.
في عيد الأضحى سوف أقدم لأحبائي هدية العيد كتاب، يزيد ثقافتهم، ويقوي مهاراتهم العقلانية ليسيروا في دروب الحياة السعيدة بثقة كبيرة بالنفس، متفائلين، آملين العيش الكريم.
شكرا للمحامي جمال ابو فنة على هذه المقالة الاكثر من رائعة، الغنية بالمعلومات من احصائيات وآيات واشعار.
نحن نعيش في مجتمع غارق في العنف، ويحتاج الى العلم والمعرفة والثقافة لتنشلاه من المحيط الذي يغرق فيه، فيجب علينا جميعا ان تكون الكتب رفيقة دربنا لتزيد من معرفتنا وثقافتنا، لكي نرتقي بين الحضارات.
سلمت اناملك، استمر في العطاء.
يجب علينا جميعا محاربة العنف بجميع انواعه. وعلينا ان نقرأ الكتب كثيرا ونطور قدراتنا لكي نتغلب على الوحشية والعنف، ونتصرف بعقلانية.
مقالة جميلة وهادفة، شكرا للكاتب على طرحه للموضوع، مع التشديد بانه طرح المشكله مع حلولها. اسلوب كتابة جميل، بوركت والى الامام.
مقاله رائعه جدا وهادفه.
نفخر بوجود شخصيات من امثالك في كفر قرع.
بارك الله في كل ساع للخير.
ان ما كتب في هاذا المقال هو واقعنا الاليم.
ان استمرارية السيد جمال في الكتابه تدل على نيه حسنه
مشكور العم ابو باسل على الكلمات الطيبه القيمه ولكن !!
بما انك رجل قانون مخضرم يتقن ويتيقن بامور القانون أود ان اوجه لك بعض الاسأله المهمه .
أليست دولة القانون هي اول مسبب لهذه المآسي ,اليست هي من قوت الولد ليتمرد على اهله وجعلت المراه عدو للرجل من خلال سن قوانين تعيق وتهتم لمحو ما كان يسمى بالانسانيه والاحترام والادب والاحتشام.
لا الغي القراءه ولكن عند الوروبيون هداة بال تمنحهم الكثير من الوقت ليستغلوه بالقراءه ولكن اين نحن من هداة البال ,فان لم يكن القانون عدونا ستبقى الدوله حتى تسلب اولا قيمنا وثم وطننا ,والعاقل بيفهم
الاسأله كثيره واكتفي حاليا بالمذكور اعلاه
الأخ العزيز المحامي جمال أبو فنة
تحية طيبة
وبالعيد أقدم لك أجمل التهاني
ولجميع المسلمين وكل عام والجميع بخير
فكرة هدية العيد كتاب فكرة رائعة
وقضية العزوف عن القراءة في عصرنا وأمتنا كارثة
ونحن من نسمى ونتسمى بأمة إقرأ !
والعنف فينا انتقل من مرحلة الظاهرة إلى العامة الشاملة
وعلينا أن ننهض لمجابهته والتصدي له كي لا ينتقل إلى العامة الطامة
ومنا الدعاء بالخير للجميع
والله ولي التوفيق
اجمل تحيه مع اجمل باقه من النرجس الفواح اقدمها لك خالي العزيز ……….على كلامك الواقعي واقع مر حقيقه مؤلمه ……
احاسيس و مشاعر يمر بها الإنسان من رجل أو امرأة و عوامل خارجي من فراق,, وذكريات ,,مرض ,,شفاء,,و ضيق ,,والكئابه ,, ولقاء ,,وشوق,, وموت ,, وخشوع ,,وفشل ,,ويأس ,,وتوبة ,,وغدر ,,وخيانه,, وظلم ,,ونجاح ,,وخسارة … ألخ ..
كلها عوامل تأثر على الإنسان ..
مهما طال الليل لا بد أن ينقشع ويأتي النهار ..
مهما غابت الشمس سيأتي يوم ثاني لتشرق من جديد ..
مهما أظلمت السماء سيظهر القمر بنوره ..
مهما حجبت الغيوم أشعت الشمس تأتي الرياح لتبعدها ..
مهما كان الورود مشوكه فيكفي أنها تفوح ب رائحة العطور ..
مهما كانت الأمواج قويه فهي تصل السفن لبر الأمان ..
مهما الفراق موجود فيبقى الحب بلا حدود ..
مهما تفجرت براكين اليأس فسوف تنبع عيون الأمل ..
مهما اشتدا المطر سيأتي قوس قزح بألوانه
الى 5
شو يعني عضو شاس الاخ الراب عبديا ولا الراب يشاي ولا درعي
يمكن الراب كهانا
إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل ..
فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعود
ابعث اليك يا ابي اجمل باقات الفل والريحان مكللة باسمى آيات الشكر والاحترام والتقدير على هذا العطاء.
بوركت يا ابتي، سلمت اناملك وادامك الله ذخرا لنا ولهذا المجتمع.
من مقالة الى اخرى تفاجئنا بقدراتك على الكتابة، واسلوبك المميز وعناوينك التي تجذبني انا شخصيا كقارئه.
في مقالتك هذه تطرقت الى ظاهرة العنف في مجتمعنا بصورة مميزة بحيث اظهرت اسبابها، نتائجها، وطرق علاجها.
ان مجتمعنا العربي يعاني من نقص في المعرفة والثقافة كما ذكرت في مقالتك، علينا ان نثقف ارواحنا ونصقل شخصيتنا من خلال القراءة لنزيد من وعينا الذي ينعكس في تصرفاتنا اليومية.
اعجبتني فكرة اهداء كتاب في العيد، لعل احبائنا يستفيدون منه.
“خير جليس في هذا الزمان كتاب”
مشكور أخ أبو باسل
يبدو أننا نؤيد قول الشاعر أبو تمام :
(السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ أَنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ)
لغة الحوار بين الناس في مجتمعاتنا هي كالتالي :”مقتبس بعضه من كتاب سأخون وطني لمحمد الماغوط ”
هل هناك حوار بين شخصين في أي زمان ومكان في مجتمعنا العربي( بين صديقين أو أخوين ,أو جارين , أو حتى زوج وزوجة ).
أي انكليزي، مثلاُ، عندما يختلف في الرأي مع أي كان في محاضرة أو مناقشة في بلده يأتي بحجة من شكسبير لإقناع مستمعيه.
والايطالي يأتي بحجة من دانتي.
والفرنسي يأتي بحجة من فولتير.
والألماني يأتي بحجة من نيتشة.
أما أي عربي فلو اختلف معه حول عنوان قصيدة لأتاك ليلاً أو نهاراً برصاصة فتفضل وناقشها !!
لماذا ؟؟؟!!!؟؟؟
إلى الأخ عضو من شاس تعقيب رقم 5
أعتقد أنك تعرف معنى جملة “فرَق تسد ” , وجملة مطلوب “عربي فاقد للذاكرة” ومسلم في الهوية .
ربما تكون هذه إجابات لتساؤلاتك لماذا يحدث ما يحدث .
وأنا أكتب التعقيب سمعت صوت مناقشة بسيطة في كفر قرع ” صليات من الرصاص .
اشكرك جزيل الشكر على هذه المقالة المليئة بالنصائح الفائدة والارشادات وعلى جميع المقالات, التي قمت بكتابته في الوقت الاخير. لك كل الاحترام والتقدير.
سلاماتي الحارة
مقالة سمينة غنية بالمعاني والنصائح والارشادات.
شكرا للكاتب
أشكرك أخي وصديقي أبو باسل على هديتك التي تحمل معاني ساميه
عيد سعيد لك ولأفراد عائلتك الكريمه وكل عام وأنتم بخير.