طرطشات
تاريخ النشر: 10/07/14 | 12:36– ليس بالمال وحده ترتقي الامم، فجودة الخدمات التي تقدمها الدول لشعوبها وكفاءة الخدمات وعدالة توزيعها تحتاج لاكثر من المال، فالتخطيط الجيد والحوكمة الجيدة اهم بكثير من المال المنفق، ففي دراسة استقصائية اجراها مؤخرا” صندوق الكومونولث على 11 دولة من الدول الاكثر انفاقا” على الصحة تبين ان الولايات المتحدة الامريكية وللمرة الخامسة (الدراسة اجريت خمس مرات في الاعوام 2004 2006 و2007 و2010 و2014) جاء ترتيبها في المرتبة الاخيرة بالنسبة للمؤشرات الصحية التي تعكس الحياة الصحية للافراد والوصول للخدمات الصحية ومعدل الوفيات ومتوسط مأمول العمر المتوقع ومعدل وفيات الاطفال بينما جاءت بريطانية في المرتبة الاولى وتبعتها سويسرا.
– نجاحات داعش المتواصلة لا تعبر عن نجاح لاتجاه سياسي او ديني معين وانما هي شهادات رسوب للانظمة الاتوقراطية القمعية التي اعتقدت انها بسياسات تكميم الافواه وبهمة القائد الرائد، الاوحد، الملهم، تستطيع ان تقود شعوبها كما تساس الابل. الديمقراطية كانت دائما” هي كلمة السر التي لم يحفظها قادة وزعماء المنطقة ودفعت الشعوب من دمائها ثمن جهل من قادها ومن استولى على الحكم في غفلة من الزمن.
– لقد اثلج صدور الكثيرين قرار مجلس الوزراء بمراجعة نظام التأمين الصحي، الشيء الذي يعبر عن وعي الحكومة باهمية التأمين الصحي في اعمال الحق في الصحة لكافة المواطنين وفي تعزيز قدرة النظام الصحي على تطوير جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وهنا لا بد ان نذكر ان اي نظام تأمين صحي لا يحمل صفة الالزامية لا يمكن ان ينجح في تحقيق اهدافة، ولا بد ان نتعلم من تجارب السنوات الماضية التي تعثرت خلالها كافة الاشكال المتبعة في تأمين تمويل للنظام الصحي بعيدا” عن الزاميته للمواطن وبالاعتماد الكامل على حسن نوايا وكرم المانحين.
– هدد نتنياهو اهلنا في الداخل بقطع مخصصات التأمين الوطني ومخصصات الاولاد اذا ما استمروا بما اسماه خرق القوانين وممارسة التحريض، وهو يشير الى هبة شعبنا في الداخل مع اهلهم في الضفة والقطاع ضد الممارسات الهمجية والعنصرية التي يمارسها جيشه المحتل ومستوطنوه ضد شعبنا والتي تجاوزت كل الممارسات العنصرية التي عرفتها الانسانية بحرق الطفل محمد ابوخضير حيا”، لا شك ان نتنياهو وهو يدلي بتهديداته العنصرية نسي او تناسى ان من يحتجون على ممارسات جيشه المحتل ومستوطنيه هم ابناء الارض واصحابها ولدوا فيها وعاشوا وعاش اجدادهم فيها قبل ان يفكر والده بالهجرة الى فلسطين من بولندا وانهم لا يمارسون التحريض ولا يخرقون القانون وانما يرفضون الارهاب الذي يمارس على اهلهم وابناء جلدتهم.
– الدواء المر، قد يكون هو الترياق الناجع للشفاء، هذا اذا اعتبرنا ان التشخيص صحيح وان الجرعة مناسبة والخطة العلاجية واضحة معتمدة على البراهين. لقد اعجبني استعارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لهذا التعبير عندما قال لشعبه علينا تحمل الدواء المر من اجل تخفيض المديونية وتمكيننا من اطلاق المشاريع التنموية الكبيرة وذلك في معرض اشارته لرفع اسعار الوقود وبعض المواد الكمالية. نعم وجود الروية والخطة والقدرة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب اكبر ضمانة للنجاح في وضع اي بلد في مسار التنمية الحقيقية حتى ولو ادى القرار الى الحاق ضرر مؤقت في شعبية الحاكم او الحكومة لان الامور تحسب بخواتمها.
الدكتور فتحي ابو مغلي