التفاؤل والإمتنان
تاريخ النشر: 02/12/10 | 6:17بقلم: المحامي جمال ابوفنه
في مناسبة عيد الأضحى المبارك، زرت صديقاً عزيزاً في بيته، قدمت له كتاب شعر هديه العيد، متمنياً له ولعائلته السعادة والخير. جلست عنده بعض الوقت ودار بيننا نقاش وحديث عن موسم الزيت وثمر الزيتون. دهشت حين قال لي صديقي: أن أشجار الزيتون في أرضه دائماً تبتسم له. كلامه هذا أثار حب استطلاع عندي لمعرفة قصده. سألته بتعجب أكثر ماذا يقصد؟! رد علي قائلاً: أخر مرة حين كان في حقل الزيتون، الخاص به، رأى شجرة زيتون حزينة، فيها أغصان صفراء يابسة تتكىء على أغصان خضراء غضة، تكاد تخنقها، فتتدلى الأغصان كأنها تستنجد من ينقذها. فوراً قمت بتقليم تلك الشجرة بهمة وعزم. وبعد أن قلمتها وأزلت الأغصان المريضة من وسط الشجرة رأيتها بعيني تبتسم لي وكأنها تشكرني على عملي.
صديقي هذا إنسان مثابر ومتفائل دائماً، ينظر للحياة بأمل وايجابية، يحب نفسه والناس، من أهل الوفاء والمحبة الحقيقية لأولاده والمجتمع، شاكراً الله على نعمه وخيراته. يملأ الأمل قلبه فيزيده ثقة أكثر ويعمل بنشاط وتفان.
قال النبي، صلى الله عليه وسلم:
( تفاءلوا بالخير تجدوه )
كل منا يسير في درب الحياة ويسعى من اجل تحقيق مراده اما في مجال العمل او في مجال التعليم متخطياً الصعوبات والعقبات بتحد وإصرار، بتفاؤل وأمل، فالأمل يزرع ويعمق الثقة بالنفس، يشجع ويحفز الإنسان على النشاط والمثابرة والعمل. وهذه عناصر لا غنى عنها لتحقيق السعادة والنجاح. والتفاؤل هو تعبيرا صادقا عن الرؤية الايجابية للحياة.
ان حياتنا من نسيج أفكارنا، فالتفكير الايجابي هو الوقود الذي يحفز الذات إلى العمل والإنجاز من خلال استثمار كامل القدرات الذات الإنسانية ومواردها وصولاً إلى النتائج الممتازة لتحقيق السعادة والنجاح.
فالإيمان بالهدف وبالنفس يعزز لدينا الثقة، فإذا كانت فكرتك عن المستقبل مشرقة متفائلة فأنت سوف تجلب الظروف والأحداث والأشخاص الذين يحققون لك نتائج طيبة، إزرع الخير تجده أمامك وأسدي المعروف والجميل للجميع ولا تكن ناكراً، عش يومك مبتسما، طهر قلبك من الشوائب السلبية لتجلب السعادة لنفسك ومن معك .
أخي، في كل مكان، كن متفائلاً، أنظر للحياة بأمل، أحب الناس حتى يفعم قلبك ووجدانك بالصداقة والمحبة لكل شي في الكون، للأرض، الشمس، القمر، الزيتون، الزهور، البحر، … والكون كله.
المتفائل يتمتع بقيم مميزة، بخصال التواضع والبساطة، الكلام الطيب والعمل الصالح، القناعة والانتفاع ونفع الآخرين، وهو دائما يشكر الله على نعمه الكثيرة .
قال تعالى في كتابه العزيز:
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 18].
ديننا الكريم يحثنا ويلزمنا بشكر الله، وكذلك الناس على أعمالهم الخيرة.
إن الأشخاص الشاكرين للجميل ونعم الله الكثيرة والمقرين بالإحسان يتمتعون بمزيد من الحيوية والطاقة ويشعرون بمزيد من التفاؤل.
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) البقره152
(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى 11
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) البقرة 172
وقال رسولنا الكريم “صلعم”:
“لا يشكر الله من لم يشكر الناس”
لقد قام العلماء بتجارب كثيرة لدراسة تأثير الشكر على الدماغ ونظام المناعة والعمليات الدقيقة في العقل الباطن، ووجدوا أن للشكر تأثيراً محفزاً لطاقة الدماغ الايجابية، مما يساعد الإنسان على مزيد من الإبداع وانجاز الأعمال الجديدة، كما تؤكد بعض الدراسات أن الإمتنان للآخرين وممارسة الشكر والإحساس الدائم بفضل الله تعالى يمنحك الإحساس والمشاعر الإيجابية، ويزيد من قدرة النظام المناعي للجسم.
يقول روبين شارما في كتابه “دليل العظمة”:
“العرفان فكرة مؤثرة، ما تعلى قيمته في حياتك تزداد قيمته، ما تفكر فيه وتركز عليه ينمو، ما تقدره يزداد قدره، قدر صحتك الجيدة، قدر أسرتك، قدر أحبائك، أصدقاءك، عملك، حياتك، وعندها سيتغير إدراكك، سترى النعم الموجودة في حياتك.”
ويقترح المؤلف أعلاه كتابة قائمة بخمسين شيئا تشعر بالامتنان لله لوجودهما في حياتك.
ذكر الله وشكره على نعمه من أهم أسباب النجاح في الدنيا والآخرة. إن الممارسة اليومية للإمتنان هي الطريق المثلى لجلب المزيد من الخير إلى حياتك.
إن ممارسة الشكر دواء مجاني لك، عزيزي القارئ، لتقوية الأفكار الإيجابية داخل عقولنا وتطهيرها من الأفكار السلبية، فإذا كان التفكير ايجابياً فسوف تتحول حياتنا إلى الايجابية، وتكون مشاعرنا طيبة، فرحة وسعيدة بإذن الله.
مقالة جميلة جدا ومعبرة، وكل ما ذكر بها جميل وله ايجابيات وحسنات.
يجب علينا دائنا شكر الله وشكر الآخرين. وبذلك اني اتقدم بالشكر والعرفان لكاتب المقال المحامي جمال ابو فنة
سلمت اناملك.. مقالة اكثر من رائعة. بوركت
قدما والى الامام.
كلمات أكثر من رائعة يا عمي جمال ، بالفعل كنت أسمع هذا الكلام مرار عديدة ولكن كنت لا ابالي به، حتى جاء يوم كان لدي فيه الكثير من الفراغ، فأيقنت أن اعلي ان استغل هذا الوقت في عمل لا بد أن أجني ثماره في نهاية اليوم وأن أحسبه يوماً مفيداً في حياتي في محاسبة النفس التي اداوم على عملها كل ليلة قبل الخلود الى النوم ، فذهبت الى ساحة بيتي وقمت باعمال التنظيف حول اشجار الزيتون التي زرعها اجدادي، وعند المغيب ومع آذان المغرب، نظرت الى الأشجار التي قمت بالتنظيف حولها، فكانت وكما بدا لي انها تبتسم، نعم هذا الشعور الذي راودني آنذاك.
فتذكرت مقولة الرجل الحكيم صاحب التجربة الصادقة، وقد كان دائماً يردد تلك الكلمات ولا ابالي بها ، ولكن من ذلك اليوم، ايقنت فعلاً مدى حكمته ورزانته وصدق مقولته، فقد عملني درساً لن أنساه أبداً.
بارك الله فيك يا عمي جمال على هذه المقالة الرائعة والكلمات المعبرة
وننتظر منك المزيد والمزيد
علينا دوما وابدا شكر الله خالقنا وبارئنا وشكر كل من احسن الينا..
موضوع ممتاز وهادف.
يعطيك العافية يا أخ جمال. امتعنا دوما بمقالاتك الهادفة
شكرا لله تعالى على هذا التفاؤل وعلى انتباهك وتفسيرك لكلمات صديقك بالتفاؤل وحبه للحياه هذا الشيئ يدل باهتمامك لمصلحة الجميع . متى ينهض بعض الناس….. من السبات ؟؟؟؟؟؟
الحياة جميلة ويجب علينا ان نستمتع بها وان ننظر الى الامور بصورة ايجابية ونتجاهل السلبيات ونصغرها ونعظم الجوانب الجميلة في حياتنا.
الحياة رحلة فالنستمتع بها.
شكرا للمحامي جمال ابوفنة على هذه المقالة الممتعة والشيقة. اسلوب كتابة رائع وشيق.
الافكار الايجابية التي نغذي بها عقولنا….تعطينا المشاعر الطيبة ..والبهجة
والفرحة والحبور والتفاؤل…
الافكار السلبية ….تعطينا المشاعر الحزينة والكابة والياس والاحباط…
عملية الامتنان كما ذكر في المقالة اسلوب علمي وعملي لتغذية العقل
بافكار خيرة وايجابية…
شكرا جزيلا للمحامي جمال ابو فنه على مقالته…
بارك الله بك أخ جمال ابوفنة، ابن هذا البلد الطيب، على مقالاتك التي تبث في القلوب التفاؤل وفي العقول نور التفكير الإيجابي وفي النفوس روح المثابرة والنشاط…
وكم جميل ان نكون كما ذكرت، بقوة التحدي وبمحفز الأمل وبروح التفاؤل، حتى نصل المبتغى فدائما مشوار الف ميل يبتدىء بخطوة….
ولنكن كما قال الشاعر ايليا ابو ماضي:
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبتك كل كنوزها
لا تبخلن على الحياة ببعض ما
أحسنْ وإن لم تجز حتى بالثنا
أي الجزاء الغيثُ يبغي إن همى
من ذا يكافئ زهرة فواحةً
أو من يثيبُ البلبل المترنما
عُد الكرامَ المحسنين وقِسْهُم
بهما تجدْ هذينِ منهم أكرما
يا صاحِ خُذ علم المحبة عنهما
إني وجدتُ الحبَّ علماً iقيما
لو لم تَفُحْ هذي وهذا ما شدا
عاشت مذممةً وعاش مذمما
فأعمل لإسعاد السوي وهنائهم
إن شئت تسعد في الحياة وتنعما
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيرا
وابغض فيمسى الكون سجناً مظلما
مقالة مشجعة….
غيّر نظرتك إلى الأشياء من حولك تتغيّر حياتك….
وانظر دائما الى نصف الكأس المليء وليس الى نصفه الفارغ …يعني تفاءل…لا بد من فرج
احبب فيغدوا الكوخ قصرا نيرا…..وابغض فيمسي الكون سجنا مظلما
كلام جميل…
ايهذا الشاكي وما بك داء …كن جميلا ترى الوجود جميلا
شاعرنا ايليا اكتشف الطريق الى السعادة قبل كتاب السر
وكتاب دليل العظمة بعشرات السنين ..
ليس عيبا ان نكتسب الاساليب للحصول على المشاعر
الطيبة والفرح والسعادة ..