إبداع يوناني في التضامن مع غزة
تاريخ النشر: 21/08/14 | 14:20
أينما كان آلاف السياح القادمين من جميع أنحاء العالم يزورون قلعة أكروبولوس التاريخية في أثينا ظهر الثلاثاء، ظهرت لافتة ضخمة على أحد جدران السور الخارجي للقلعة كتب عليها “أوقفوا جرائم إسرائيل في غزة”. ووسط دهشة السياح الذين سارعوا لالتقاط صور للافتة، تحركت أعداد كبيرة من قوات الأمن اليونانية وتجمعت أمام مدخل القلعة، واعتقلت ثلاثة من النشطاء الذين قاموا بتعليقها، بينما نجح زملاء لهم في الخروج من المكان بسلام.
وقد تمّ إطلاق سراح النشطاء المعتقلين بعد ساعات من اعتقالهم لعدم وجود أي دعوى بحقهم. ولا يعد رفع اللافتة المؤيدة لغزة على معلم تاريخي مهم مثل قلعة أكروبولوس أمرا سهلاً، حيث تمنع القوانين اليونانية رفع الشعارات السياسية والحزبية أو الأعلام في المكان، مما يجعل من العملية مغامرة تعرض صاحبها للمساءلة القانونية. وقد نشطت السلطات اليونانية في مكافحة رفع الشعارات السياسية في القلعة التاريخية، بعدما ازدادت الظاهرة في الفترة الأخيرة.
تضامن وإدانة
أحد النشطاء -عرف نفسه باسم ذيميتريس- قال للجزيرة نت “حركتنا هذه هي مجرد تحية وإظهار تضامن من طرفنا تجاه صمود غزة في وجه العدوان والاحتلال الإسرائيلي، وهذا شأن كل إنسان حر في العالم”. وأضاف ذيميتريس إنه سبق للنشطاء أن رفعوا علماً فلسطينيا ضخماً على جدران القلعة العام الماضي، وهم يؤكدون من جديد على ثبات تضامنهم مع غزة ومقاومتها ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال إن هذا النشاط يبعث رسالة في اتجاه واحد وهو التضامن مع غزة، وإدانة الاحتلال الإسرائيلي وكل المتعاونين معه في المنطقة والعالم. معتبراً أن الأعلام واللافتات التي تعلق على جدران قلعة الأكروبولوس توصل رسالة إلى آلاف السياح، والعشرات من وسائل الإعلام العالمية.
وأخذ التضامن اليوناني مع غزة خلال العدوان الحالي عليها أشكالاً متعددة، فقد خرجت تظاهرات عارمة في العاصمة أثينا خلال فترة العدوان على القطاع للتنديد بالاحتلال، كما أقيمت عشرات التظاهرات في المدن والجزر اليونانية، ونظمت وقفات لأطفال أضاؤوا الشموع حداداً على ضحايا العدوان الإسرائيلي. ويشارك في تلك التظاهرات طيف واسع من أنصار اليسار اليوناني ونشطاء حقوق الإنسان، كما يشارك فيها مواطنون غير منتمين لأحزاب وتيارات سياسية، بل حركتهم فظاعات جرائم الاحتلال فسارعوا للتنديد بها.
حلف جديد
وإضافة إلى إيصال رسالة تضامن مع غزة والتنديد بالاحتلال الإسرائيلي، يشدد النشطاء اليونانيون على بعد آخر لاحتجاجاتهم، وهو التنديد بحكومة أنطونيوس ساماراس التي يعتبرون أنها جزء من حلف أقيم مؤخراً في منطقة شرق المتوسط، ويضمّ اليونان وقبرص وإسرائيل إضافة إلى دول عربية.
وعوضا عن التنديد التقليدي بالولايات المتحدة، يندد الناشطون اليونانيون خلال تظاهراتهم بموقف الاتحاد الأوروبي، الذي يتهمونه بمحاباة موقف الاحتلال الإسرائيلي. وكان نشطاء يونانيون بدؤوا خلال الفترة الماضية حملة لجمع الأدوية لصالح القطاع المنكوب، أسهمت فيها قطاعات واسعة من الشعب اليوناني.
ويرى الناشط الفلسطيني والقائم بأعمال السفارة الفلسطينية سابقا عصمت صبري أن التقديرات الأولية تشير إلى أنه جرى جمع حوالي ثلاثين طنا من الأدوية في اليونان، مشيرا إلى أن مفاوضات تجري حاليا مع الحكومة اليونانية لتتولى عملية نقلها إلى القطاع.
ويضيف صبري إن جمعيات طبية يونانية تعمل في غزة، كما تسهم في حملات التبرع بالأدوية والمال، مثل منظمة “أطباء بلا حدود” اليونانية، التي تعمل في القطاع منذ 15 عاما، ومنظمة “أطباء العالم” اليونانية التي تعمل هناك منذ سنوات.
وأشار الناشط الفلسطيني إلى إحياء العديد من الحفلات ومهرجانات التضامن مع غزة في عدة مناطق يونانية، ملفتاً إلى أن نشطاء يونانيين سينظمون مهرجاناً احتجاجياً خلال مباراة كرة قدم بين فريق محلي وفريق إسرائيلي، إضافة إلى مهرجانات تضامنية مع غزة ستشهدها البلاد حتى نهاية الشهر الجاري.