طقوس بدو سيناء تتحدى الزمن من أجل البقاء
تاريخ النشر: 24/04/12 | 10:22سكان مدينة دهب المصرية يحافظون على أسلوب معيشتهم وأزيائهم وأصناف طعامهم وفنونهم، ويحرصون على نقلها إلى الأجيال الجديدة.حيث شهدت مدينة دهب الهادئة بجنوب سيناء في مصر في الآونة الأخيرة مهرجانا للبدو تخلله سباق للهجن وحضره جمهور كبير معظمه من الأجانب. ويحرص البدو على الحفاظ على تراث الأجداد في أسلوب المعيشة والأزياء وأصناف الطعام والفنون التقليدية وعلى نقل ذلك التراث إلى الأجيال الجديدة.
وقال الشيخ صالح محمد رئيس اتحاد سباقات الهجن في جنوب سيناء بعد أن سلم إسماعيل إسلام الفائز بالمركز الأول في سباق دهب جائزته المالية إن المهرجان من عادات البدو وثقافتهم وينبع من أسلوب حياتهم التي يحضر الزوار من مختلف أنحاء لعالم ليتعرفوا عليها.
ومن ملامح المهرجان التي لاقت إقبالا من الزوار طريقة البدو في إعداد الخبز وإنضاجه على سطح معدني ساخن فوق موقد يشعل بالحطب.
ويرى سالم موسى منظم مهرجان دهب أن المهرجانات لها أهمية خاصة في التعريف بثقافة وتراث البدو خصوصا مع تزايد نزوح أبناء الحيل الجديد إلى المدن التي يختلف أسلوب الحياة فيها عن طرق معيشة سكان الصحراء.
وقال موسى إن المهرجان يساعد السائحين القادمين من الخارج على التعرف على حياة البدو التي لا يعرفها كثيرون. وأضاف أن الزوار الذين يفضل معظمهم الإقامة في فنادق فاخرة تتوفر فيها وسائل الراحة لا يفوتهم خلال وجودهم في دهب أن يقضوا ساعات وأيام مع البدو يتعرفون خلالها على كل جوانب حياتهم.
ويعتمد سكان دهب والمقيمون فيها على السياحة في معيشتهم الأمر الذي يؤثر بدرجة كبيرة على ارتباط الجيل الجديد من البدو بأسلوب حياة أسلافهم التقليدي.
وقال موسى إن حياة البدو تغيرت كثيرا في السنوات الخمسة عشر الأخيرة وأصبحت في الوقت الحالي عصرية بدرجة أكبر من ذي قبل.
وأضاف أن البدو كانوا حتى وقت قريب يعيشون على حليب النوق والسمك المجفف والتمر لكن السياحة غيرت كثيرا من ذلك وأصبح السكان يتنقلون بالسيارات ويشاهدون التلفزيون ويستعملون الهواتف المحمولة وأصبح إيقاع حياتهم أسرع بوجه عام.
وتشير التقديرات إلى أن عدد البدو الذين يعيشون في أنحاء الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا يصل إلى أربعة ملايين نسمة.
ويحظى البدو عموما بحكم معيشتهم في الصحراء بنوع خاص من الاستقلال عن الحكومات المركزية ويدينون بالطاعة لشيوخ القبائل ويحتكمون في الغالبية العظمى من المنازعات إلى مجالس عرفية مؤلفة من شيوخهم وأعيانهم.
ويلجأ البدو للأطباء في المدن في كثير من الأحيان طلبا للعلاج لكنهم ما زالوا يعتمدون بدرجة كبيرة في التداوي على أنواع الأعشاب والنباتات الصحراوية المختلفة.
ويتزايد اقتراب البدو من المدن وإقبالهم على السكنى فيها لكنهم رغم ذلك يتمسكون بتقاليدهم وتراثهم ويحرصون على تعريف العالم بها.