معرض "تراثيات منسية" في قرية عسيرة الشمالية
تاريخ النشر: 26/04/12 | 22:35قام مجموعة من طلبة جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس بتنظيم معرضا تراثيا في بلدة عسيرة الشمالية الواقعة قرب نابلس احتوى الأدوات التراثية القديمة وذلك من اجل الحفاظ على التراث الفلسطيني ولربط الجيل الماضي بالجيل الحاضر وتعريف الشباب الناشىء بتراث فلسطين.
وقد لاقى المعرض إقبالا كبيرا من أهالي البلدة وخاصة من كبار السن اللذين استعادوا ذكرياتهم القديمة مع أدوات تراثية كثيرة احتواها المعرض مثل الجاروشة وطاسة الرعبة والبابور والموقدة والطناجر النحاسية وأمور أخرى.
تراثيات منسية
تراثنا الفلسطيني غني بأدوات كثير كانت تستخدم بالماضي وتقدم التكنولوجيا جعلها تختفي شيئا فشيئا إلى أن أصبحت تراثيات منسية يجهلها الجيل الحديث .
الجاروشة أو الرحى
الجاروشة أو الرحى من الأدوات التراثية المنزلية التي لا يكاد قديما يخلو منها بيت فلسطيني وحديثا أصبحت تعرض في المتاحف والمعارض ، تصنع الجاروشة من حجر مصنوع من الصخور البركانية البازلتية بقطعتين اسطوانية الشكل أحداهما اكبر من الأخرى وهي القاعدة ويوضع في وسطها عمود من الخشب يركب بمهارة بعد حفر مكان له والقطعة الأخرى بنفس قطر القاعدة لكن يوجد بوسطها فتحة دائرية تسمح للعمود الخشبي المركب بالقاعدة بالدوران ، وتحرك الاسطوانة العليا بيد جانبية بحركة دائرية محورها العمود المثبت على القاعدة حيث يوضع الحب المراد طحنه من خلال الفتحة الدائرية التي بوسط الاسطوانة العليا فيتسرب الحب بين الاسطوانتين الحجريتين وينطحن أثناء ذلك .
الحاجة صبحة جرارعة 75 عام جلست في أحدى زوايا المعرض وقربها الجاروشة تديرها بيديها وهي تردد بعض الأهازيج الشعبية تقول :” الله على أيام زمان لما كنا نقعد من الصبح للمغرب عالجاروشة نطحن قمح وشعير وذرة وعدس ولولاد جنبي إلي بدو يوكل والي بدو يشرب والي بدو ينام بس بيني وبينكم أيام الجاروشة كانت أحسن بكثير من اليوم وبنات هاليوم بألف خير ونعمة .”
طاسة الرعبة
طاسة الرعبة هي طاسة نحاسية كُتب عليها آيات قرآنية لتدخل العناية الإلهية وتخفف الرعب والضغوط النفسية وكانت تقدمها صاحبة المنزل لأولادها وجيرانها وضيوفها في حال تعرّضهم لحالة رعب من خلال التخيلات والمنامات المزعجة
الحاجة أم العبد وعمرها تجاوز التسعين عام تقول :” لما كان ولد من ولادنا يمرض ويطول بمرضه والدواء لايقدم ولا يؤخر معه كنا نسقيه من طاسة الرعبة ، ولما كان ولد يوقع ونخاف عليه من مسة جن أو يشوف شيء يرعبه ويخوفه كنا نسقيه على طول من طاسة الرعبة عشان تخفف عنه الألم وتبعد الأذى ، وتضيف والله كنا على البركة والله يباركلنا في كل شيء مش زي اليوم البركة منزوعة من كل شيء بين أدينا .
البابور
أما البابور الذي كان بديلا عن الغاز قديما حيث كان كل بيت يحتوي على بابور تقول الحاجة بسيمة “85” عام :” كنا نطبخ ونشتغل أول شيء على الحطب نعمل موقدة من حجرين ونحط بينهن حطب ونولع النار ونطبخ عليها سواء ليل ولا نهار حتى لوبدنا نطبخ خروف كنا على موقدة الحطب ولو بدنا نسلق بيضة لولد كنا نعملها على موقدة الحطب ، بعدين أجا البابور انبسطنا كثير لما أجا والكل شرا يعني المقتدر لأنو كان غالي كان صوته عالي مزعج لو صاروخ ينضرب على الحارة مابنسمعوا من صوت البابور ، بعد سنوات طلع البابور الأخرس ما الو صوت مزعج يعني أيامها كل امرأة عملت طنة ورنة لزوجها عشان يشتريلها إياه وظلينا نستخدموا لحد ماطلع الغاز ، يعني من الموقدة للبابور للغاز الحديث ، بس بيني وبينكم مافي بعد كاسة الشاي على موقدة الحطب وطعمها يكون دخنة بدل الميرمية ولا النعنع “.
عن الوطن, غزة