بوليانا
تاريخ النشر: 20/12/10 | 4:15إعداد: الطالبة فاطمة يحيى
استيقظت في صباح الجمعة, فرأيت ربا تفتح نافذة الحجرة المطلة على الحديقة, وكانت الخالة بولي جالسة على المقعد البني بين أشجار الصفصاف وهي تخيط الشراشف الموردة التي تتقنها بعجب كعادتها في يوم الجمعة .
قالت ربا وهي تبتسم إلي:”أيقظك صوت ضجيج الشباك, لا باس البسي ملابسك والحقي بي إلى المطبخ لدرس الطبخ”. بعد أن خرجت ربا من باب الغرفة قمت من فراشي لبست الفستان الأزرق الذي اشترت لي إياه ربا من السوق ونزلت إلى المطبخ. في المطبخ تعلمت مع ربا صناعة كعك الشوكولا فطلبت مني إحضار الشوكولا من غرفة الخالة بولي تحت الكتب, وكانت هذه المرة أول مرة ادخل بها إلى حجرة الخالة بولي, فلم يسمح لي بالدخول إلى باقي الغرف في البيت غير غرفتي وحجرة ربا . عندما دخلت من عتبة الباب لفتت عيني صورة علقت في أعلى المرآة في الغرفة فكانت في الصورة الخالة بولي وامرأة وكأنها توأم الخالة بولي ويمسكا معا سلة أطفال فيها تجلس طفلة صغيرة, يا ترى هل هذه الامراة هي أخت الخالة بولي؟ , ومن هذه الطفلة التي في الصورة؟, لم أفكر حينها بشيء غير بهذه الصورة ونسيت أن ربا بعثتني لإحضار الشوكولا, وفجأة سمعت صوت ربا من المطبخ فتوجهت حالا للكتب على المكتبة وبحثت تحت أي كتاب الشوكولا, وتحت كتاب ما كان الشوكولا ملفوف بورق الفضة أخذت الشوكولا بيدي فلدهشتي سقط من أعلى الرف مفتاح ذهبي ولا مع, سمعت صوت آخر من المطبخ فوضعت المفتاح في جيبي وخرجت من الغرفة إلى المطبخ.طوال النهار فكرت أي غرفة يفتح هذا المفتاح ولماذا تخبأه الخالة بولي؟ فتذكرت أنها دائما تدخل إلى الغرفة الموجودة بجانب غرفة الخالة بولي وتقفل الباب ولا احد يعرف ماذا تفعل هناك, فقررت الذهاب إلى هناك ومعرفة السر.في المساء عندما جاء وقت النوم دخلت إلى غرفتي وانتظرت حتى دخلت الخالة بولي وربا غرفتهما وعندما سمعت صوت إغلاق البابان خرجت من غرفتي بهدوء ومعي المفتاح الذهبي مشيت في الممر وتوقفت عند الغرفة التي في غرار غرفة الخالة بولي , وتمنيت أن يفتح المفتاح الغرفة وضعت المفتاح في فتحة الباب وحاولت تدويره ففتح بسهولة ففرحت كثيرا, ودخلت الحجرة بحذر وبسرعة لمعرفة السر لفتت نظري من أول دخولي إلى الغرفة نفس الصورة التي كانت في غرفة الخالة بولي لكنها كانت مليئة بالغبرة ورأيت ان الغرفة وسخة جدا وكأنها مهجورة من زمان. جلست على سرير الغرفة وبدأت أفكر هل هذه الغرفة للامراة التي في الصورة؟ , ولماذا تخبا الخالة بولي هذا الأمر؟ , بدأت أتوجل في الغرفة وافتح الخزائن والجوارير أحاول العثور على شيء يدلني عن صاحب هذه الحجرة وفي احد الجوا ير في المكتبة كان فيه قلم حبر ودفتر مكتوب عليه دفتر مذكرات أخذت من الجارور هذه المذكرة لأني عرفت أنني سأحصل على بعض المعلومات منها, بعدها أحسست بالإرهاق قليلا فخرجت من الحجرة مع المذكرة وأغلقتها بالمفتاح كما كانت ,رجعت إلى حجرتي وضعت المذكرة والمفتاح تحت الوسادة ونمت بسرعة لأني كنت مرهقة. في الصباح قمت وقد كان شباك الغرفة مفتوح وكانت الخالة بولي تسقي الزهر في الخارج فأسرعت بأخذ المفتاح الذهبي من مكانه وإعادته إلى غرفة الخالة بولي تحت الكتاب الثقيل لكي لا تشك بشيء تماما.
عند انتهاء درس عزف البيانو دخلت حجرتي وأقفلتها بالمفتاح فرأيت أن مفتاح غرفتي يختلف عن المفتاح الذهبي مع أن باب الغرفتان نفس الشيء وبعد أن تأكدت أن الغرفة مغلقة جلست على كنبتي الصفراء وفتحت دفتر المذكرات في أول صفحة وكان مكتوب بخط صغير وجميل:
” إلى ابنتي بوليانا:
كم أريد أن يمر الوقت أسرع وتلدي واراك تبتسمي وتضحكي وتبكي وتصرخي أعدك أن افعل لك كل ما تريدينه وكل شيء تطلبينه فأنت نور حياتي متى ستكوني بجانبي ونلعب ونمرح معا كم انتظر ولادتك سليمة بإذن الله.
من أمك المنتظرة آنا”
باقي الصفحات في الدفتر كانت بيضاء لم افهم شيء هل أنا في حلم أم ماذا فركت عيني ودهشتي كانت اكبر عندما تأكدت أن ما يحدث حقيقة هل هذا يعني أن أهلي على قيد الحياة أم أنهم ماتوا كما حدثتني الخالة بولي في حادث سير ولماذا أن اشعر بالذنب ما هي هذه القصة الغامضة .
وفي اللحظة نفسها سمعت صوت باب الغرفة يطرق وصوت ربا سمع تنادي : “بوليانا افتحي الباب”, حينها أخذت الدفتر وضعته تحت الوسادة “ماذا تفعلين, لماذا تغلقي الباب” , قالت ربا عندما فتحت الباب لم اجب رأت ربا الدموع تنزل من عيناي ببطء ,فقالت من دون أن تسال عن سبب بكائي “انك متعبة لا باس سناجل درس الخياطة, لوقت آخر ادخلي الفراش وسأحضر لك الشاي الساخن .
دخلت الفراش ولم أفكر بشيء بكيت وبكيت من دون سبب بعد بضع دقائق دخلت إلى غرفتي الخالة بولي, أتت بالكنبة الصفراء وتجلس بجانب سريري لم تقل الخالة بولي شيء فهذه دائما طريقتها لا تتكلم حتى أنا أبدا وأقول لها سبب بكائي. فجأة من غير قصد نطقت بسؤال من دون التفكير به “خالة بولي أين أهلي” فأجابت بسرعة من دون تفكير وكان الجواب في مخيلتها جاهز “قلت لك من قبل توفوا في حادث سير لماذا تسالي هذا السؤال ألان” , فقررت إني مضطرة القول لها ما فعلت فقصصت عليها كيف وجدت المفتاح الذهبي ودفتر المذكرات وقرأت المكتوب داخله.
تعجبت الخالة بولي من فعلتي بدأت الخالة بولي البكاء وكانا عيناها أحمران فصمتت لوقت طويل حتى بدأت قائلة:”كنت على وشك الولادة وأمك كانت أختي العزيزة آنا وزوجها دور كانا منتظران ولادتك وكانا أشهر سحراء في ذاك الوقت لكن احد الساحرات من باريس كان حلمها بان تكون أفضل ساحرة في العالم لكن اهلك منعوها من شهرتهم باختراع السحور الجديدة وفوزهم في كل مباريات السحر فأرادت الانتقام منهم وفي نفس الوقت كانت أختي آنا حامل بك فأذاعت هذه الساحرة في الصحف والتلفاز بأنها ستسحرك عند ولادتك بسحر الأرواح وهو أصعب أنواع السحر فيحلم المسحور به بأحلام الأرواح والشياطين ويتعذب كل حياته خافوا اهلك عليك فذهبوا للشرطة ولكن الشرطة لم تستطع فعل شيء لان هذه الساحرة تهدد كل العالم, فقرر اهلك التضحية بنفسهم من أجلك ومن اجل أن تعيشي .وكتبت أمك في هذا الدفتر مذكراتها فبعد أن كتبت هذه الرسالة أعلمت بتهديد هذه الساحرة فلم تكتب بعدها فيه أي شيء فظل في هذا الجارور حتى اليوم فسالت حينها “هل استطيع الكتابة لامي في هذا الدفتر؟” “نعم” قالت الخالة بولي وهي تمسح دموعها فقمت من فراشي حالا وحضنت الخالة بولي ببكاء أنا أيضا . ومن اليوم هذا أنا اكتب كل يوم لامي في هذا الدفتر.
القصة كتير حلوة بس بتشفق
انت مبدعة يا فاطمة . اتمنى لك الاستمرار بهذه الخطى الباركة والى الامام دائما
سلمت أناملك . قصتك جميلة جدا عزيزتي فاطمة . تدل علة الابداع الفكري والكنز اللغوي . بوركت وأدامك الله أديبة صغيرة متألقة . أتمنى لك كل التقدم والنجاح .
انها قصة جميلة ومؤثرة و القصة غنية بالمعاني . واتمنى بان تكتبي المزيد من الصفحات كلماتها مرصعة بالذهب والمجوهرات
حياك الله يا فاطمة…وجمل ايامك بالسعادة والنجاح.
قصة جميلة تدل على مواهب كبيرة في الادب والكتابة.
لغة جميلة.واسلوب عذب ورائع.
اتمنى لك التوفيق….ومزيدا من العطاء.
قصة كثير حلوة يافاطمة وانا فخورة بك اكيد بتعرفيني انا صاحبتك “اية مصري”
رائعه يا فاطمه
رائعة رائعة رائعة
يا لهذة القصة الجميلة عندما قرائتها عرفت ان المذكرات شيء له اهمية في حياة الناس ادامك الله كل النجاح والى الامام وبالتوفيق