عودة العقل العربي في العلاقة الجزائرية المصرية
تاريخ النشر: 20/12/10 | 5:31بقلم نافذ الرفاعي – بيت لحم
أعلنت مجموعة من المثقفين المصريين مبادرة التبرع بألف كتاب مهداة إلى الشعب الجزائري، وممكن اعتبار هذه المبادرة ذات دلالة عميقة، وإعادة التفكير من القدم إلى الرأس، خروجا من الركل ومنتهى الشحن بالكراهية والعداء التي تفجرت مفاجئة معظم العرب والمسلمين والأفارقة، ولا يمكن وصف ذلك سوى انه سلوك القطيع وتعبير غرائزي وانحطاط غير مسبوق في العلاقة التاريخية والتي تجمع الشعبين.
وفي قراءة لأبعاد هذا الحدث القيمية والأخلاقية والمعرفية والإدراكية والسلوكية والنفسية ، وتحريا عن أسباب العطب ، نبحث في طبيعة العلاقة الحالية ما بين مصر والجزائر، وهل يوجد أي مشروع مشترك ذو صيغة سياسية أو اقتصادية أو علمية أو نهضوية أو اجتماعية أو ثقافية؟؟؟ يوضح ويبين المصالح المشتركة!!! وهل هناك تنافس أو صراع محتدم على تزعم الساحة العربية او الإسلامية أو الإفريقية!!!؟؟
ليس من نافل القول إن هاتين الدولتين بأهميتهما وحجمهما وتاريخهما، يفتقدان إلى مساواة قطر في تأثيرها السياسي على الأصعدة المذكورة، وإنني ابحث عن رؤيا لأي من الدولتين أو حلم جذاب على المستوى الإقليمي او الدولي يشبه أحلام دبي في ناطحات النجوم.
ان علاقة الرفس بالقدم المفتقدة للروح الرياضية هي علاقة كارثية ، وهي انهيار في استخدام الرأس والعقل، وبحثا فيها فإنها لا تملك أية مبررات أخلاقية سوى تخلف وتراجع في المفهوم القيمي والسلوكي، وهي سلوك غير مدرك، بل ممكن أن يتحول إلى سؤال حضاري تجاه استخدام همجي للاعتداءات وتغييب العقل في التفاعلات، وانكشاف هشاشة مشاعر الإخوة والقومية والعروبة التي مزقت مشاعر الحب والاحترام المتبادل وهشمت الانتماء العربي المصري لثورة المليون شهيد والوفاء الجزائري للدور المصري التاريخي.
ولدى مبادرة مجموعه من المثقفين المصرين بإهداء ألف كتاب للجزائريين، تكشف الأزمة أبعادها الثقافية والفكرية، قد أقول نعم انه بحث عن الحكمة والتي إن غابت سقط معها الكثير، ويضحي المجتمع مريضا ومتخلفا، الم يحن الوقت لإعادة مكانة محمد عبده وعبد الحميد بن باديس إلى واجهة العلاقة، واستحضار العقل وعدم المساهمة في اغتياله.
ألم يحن الوقت لتأخذ النخب الفكرية والأدبية والعلمية دورها في وقف التدهور الأخوي، وتصحيح التفاعلات الاجتماعية ووقف إقحام القطرية على أنها مركزية صراع وصد تشويه الوعي.
الم يحن الوقت لنساهم في رؤية عربية على شاكلة رؤيا الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم، والتي جذبني فيها ان أحلام الغزال الاستيقاظ وهو قادر على الركض كأسرع من أسرع أسد ليبقى في سباق الحياة، وأما الأسد فهو يحلم أن يصحو أسرع من أبطأ غزال ليبقى حيا، وان يكون حلما للمثقفين العرب في إحياء العقل العربي وخلق ثقافة معاصرة بديلا للإحباط الذي أصاب المجتمعات العربية وتركها يائسة ولا تملك سوى أحلاما رثة بعد التحولات الكبرى التي أصابت العالم ودول عالمنا العربي بقيت بلا بديل فكري.
أليس مطلوبا من المثقفين أن يبثوا روحا وآمالا وحوافز ودوافع، ورسم فلسفة لمستقبل عصري للعالم العربي في رؤيا نهضوية ليس استحواذية، وبناء مجتمع يرغب في العمل والإنتاج والتقدم، كنموذج حياتي وأخلاقي واقتصادي وتنموي وعلمي، وصولا إلى العقل إلى النور إلى البصيرة، وعدم إبقاء الوضع العربي جالسا على رأسه واستخدامه في الفكر التنويري.
وهنا التمعن ليس من اجل التحليل فقط ، بل إيجاد مفاتيح وحلول تخرجنا من أزماتنا المستفحلة.
هنيئا للمثقفين في الجزائر تاج الانتصار العربي، وهنيئا للمثقفين المصريين صانعي الفكر.
الكتب هدية…فكرة ثقافية هادفة.
الصلح بين الاخوة خير…وتصفية الاجواء مبادرة بناءة.
مقالة هادفة وتضمن رسالة جميلة….الى المثقفين
من زهرة المثلث كفرقرع لك يا ابن بيت لحم الأبية الف تحية وشكر على مقالتك الرائعة البناءة ….فلغة الكتاب اجمل واصدق تعبير لإحياء وانبعاث العلاقات الإنسانية والسياسية والإقتصادية قاطبة على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العمومي لكافة الشعوب العربية وبالذات بين بلد المليون شهيد، بلد الأحرار الجزائر، وبين أم العروبة مصر, ام الدنيا، والتي من كل قلبي آمل ان تعود بصدق الى رمز العروبة الحقة….والتي في وحدتنا وتكاتفنا قوتنا ونصرنا وثباتنا….