الهدف سورية أم داعش..؟!
تاريخ النشر: 21/09/14 | 13:21لا جدال أن أكبر تهديد يواجه عالمنا وشعوبنا العربية هو التطرف الأصولي الإسلاموي المتمثل في داعش وجبهة النصرة والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية والجماعات الجهادية السلفية التكفيرية، التي تمارس العنف والقتل والإقصاء والتكفير، وترتكب الجرائم الدموية الوحشية ضد الإنسانية باسم الإسلام وهي أبعد ما تكون عن الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة. والسؤال المطروح: من الذي اوجد داعش وأخواتها ؟
الجواب الواضح والقاطع أن داعش هي أداة وصناعة أمريكية، وقد تنامى وجودها، وازدادت تمدداً وقوة في مجتمعاتنا العربية بفضل الدعم المالي والعسكري السخي الذي تتلقاه من الولايات المتحدة ودول الخليج والسعودية إضافة إلى الراعي الأعظم تركيا، وذلك بهدف تصفية النظام الوطني التقدمي الممانع الحاكم في سورية، وتنفيذ مخطط ومشروع تجزئة وتفكيك الدولة السورية.
المضحك أن التحالف الدولي الذي تم تشكيله لمحاربة الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف باسم (داعش)، يضم دولاً تدعم الإرهاب بل هي صانعته وراعية له وموجهة لعناصره، وكذلك مصدرته إلى منطقتنا والعالم أجمع، وفي طليعتها أمريكا التي تدعم المعارضة السورية بشكل علني وبطرق مباشرة وتمدها بالمال والعتاد والسلاح.
وفي الحقيقة إن هدف هذا التحالف الدولي المشبوه هو إغراق المنطقة بالمزيد من شلالات وبحور الدم، وتكريس الفوضى الخلاقة والهدامة لأجل تفتيت دول المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وإقامة ما يسمى بـ “الشرق الأوسط الجديد”.
والأخطر في هذا التحالف إنه ليس داعش فحسب، بل ضد سورية ويستهدف الجيش العربي السوري وإسقاط الشرعية السورية وحرف نظام الممانعة السوري الداعم للحركات الثورية والوطنية، وضرب التحالف السوري – الإيراني والمقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وتجديد الحرب ضد سورية بأدوات وأشكال وآليات مختلفة وجديدة، بعد أن أفشلت المخطط الأمريكي السابق بصمودها الأسطوري والتفاف الشعب السوري حول قيادته الوطنية.
ومقابل هذا التحالف المشبوه والمحموم والحشد الاستعماري الغربي والمؤامرة الجديدة المرسومة ضد سورية والعراق، ثمة قوى حية وفاعلة تقف بالمرصاد وبكل قوة وتتصدى له، ونعني بها قوى محور المقاومة الممتد من لبنان حتى إيران، ومعها روسيا الاتحادية والصين الشعبية، الذين لن يسمحوا بأي حال من الأحوال بتمرير مخططات أمريكا التقسيمية والتفتيتية في المنطقة، وسيعملون على إجهاضها وإفشالها.
إن محاربة الإرهاب وتصفية داعش ليس بالأمر السهل، ومحاربة التطرف يحتاج لثورة ثقافية وفكرية نوعية تقودها قوى التحرر والتقدم والسلام والعدالة والتمدن، وقيادات تنويرية مثقفة علمانية ومدنية تقف في الصفوف الأولى، وليس قوى الشر والعدوان والحرب والاستعمار، وتحصين الشباب من الانسياق وراء فكر ومعتقدات جماعات التكفير والتعصب والتخلف والجهل وأيديولوجيتها المتشددة المتعصبة، فضلاً عن وقف الدعم اللوجستي من الأطراف العربية الخليجية والدول النفطية الحاضنة والداعمة لهذه العصابات المتطرفة، والعمل على حل جميع الخلافات بين أطراف الصراع في المنطقة وقطع خطوط التمويل للداعشيين. كل ذلك من ِشأنه الإسهام في تصفية وكنس داعش وقوى الإرهاب والتطرف الديني واختفائها عن الأنظار. ومن يريد محاربة الإرهاب يجب أن يضع كل القوى الإرهابية في سلة واحدة، وليس وفق المصالح الإقليمية، كما تفعل أمريكا والسعودية التي أبدت استعدادها تقديم المزيد من المساعدات المادية والعسكرية للمعارضة السورية المسلحة.
شاكر فريد حسن