احذري من المنتجات البلاستيكية فقد تكون قاتلة
تاريخ النشر: 28/05/12 | 0:51تؤكد العديد من الدراسات العلمية الحديثة،أن المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية المستخدمة يومياً بالبيوت يمكنها المساهمة في ارتفاع معدلات الأمراض السرطانية ومرض السكري،والدماغ،ومشاكل في الخصوبة وفي تطور الجنين بشكل خاص.
وقد أطلقت وكالة البيئة الأوروبية (EEA) تقريراً يقول:إن المنتجات التي تغير من النظام الهرموني(المعروفة باسم الغدد الصماء-المواد الكيميائية المعطلة،أو EDCs ينبغي التعامل معها بحذر حتى التعرف على آثارها بشكل صحيح.
وهذا يأتي في وقت تشهد فيه تشريع المواد الكيميائية تغيرات مهمة،حيث قرر البرلمان الأوروبي حظر المبيدات إذا كانت تؤدي الى تعطيل وظائف الغدد الصماء.
وقد أثار هذا الشأن خلافا حادا ما بين الاتحاد الأوروبي والجماعات البيئية والجمعيات الصناعية حول تحديد المعايير التي ينبغي استخدامها لتصنيف المواد الكيميائية بوصفها EDC.
إن المخاطر كبيرة،وتعتمد على كيفية تحديد المعايير بدقة،والصناعة الكيميائية لن تكون قادرة على تسويق بعض المبيدات،ومن الأمثلة على ذلك فطريات prochloraz والذي يستخدم على نطاق واسع في مجال الزراعة والبستنة وغيرها من المواد الكيميائية البلاستيكية المستخدمة في المنازل.
مصالح مقدمة على أخرى:
في المملكة المتحدة،على الرغم من ذلك،يبدو أن المصالح التجارية أكثر أهمية,فالإدارة التنفيذية للصحة والسلامة شعبة الكيمياء قدمت مقترحات جنبا إلى جنب مع السلطات الألمانية لتنظيم المبيدات التي تتابع عن كثب تلك التي طورتها الصناعات.
إن تحديد المادة باعتبارها مادة EDC سيكون لها تأثيرات مالية كبيرة،لذلك يجب أن توسم بها فقط لمواد الأكثر خطورة على الغدد الصماء بوصفها ( ديسروبتر).
ولكن هذا الرأي لا يأخذ في الاعتبار كل البحوث التي أجريت مؤخراً،والتي حققت تقدماً كبيراً في تحديد حجم المشكلة، فعلى سبيل المثال،يقدر الآن أن أكثر من 2،000 من المواد الكيميائية المستخدمة اليوم يمكن أن تتداخل مع هرمون الذكورة,وقد تكون الآثار المترتبة المحتملة على الشبان خطيرة:العواقب كإضعاف الخصوبة،والتسبب في تشوهات الأعضاء الجنسية وسرطان الخصية.
وبالمثل،هناك EDCs التي تعطل أنظمة الهرمون الأنثوي،مع نذر بالتسبب بسرطان الثدي وتأثير سالب على الخصوبة. وقد وجدت العديد من الدراسات أن الديوكسين،وأدوية DES والكلور تزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الثدي،وقد تم ربط رش المبيدات بواسطة عمال المزارع في الولايات المتحدة في بعض الدراسات إلى سرطان البروستاتا.
وفي هذه الآونة فمن الصعب أن تجد نهراً في بريطانيا لا يتأثر بمياه الصرف الصحي،ويظهر ذلك على ذكور الأسماك المتأثرة بواسطة EDCs.
فجوة معرفية يجب تداركها:
تقرير الوكالة الأوروبية للبيئة يؤكد أن الفجوة المعرفية لا تزال قائمة،وعليه فمن الصعب تحديد الحجم الحقيقي للمخاطر على البشر والحياة البرية بدقة،وذلك لأن عدد من EDCs ذات الصلة غير معروفة.
وعلاوة على ذلك،فحتى مع التقنيات التحليلية المتطورة اليوم يكاد يكون من المستحيل أن نفهم تماما,لذلك ينبغي أن يطلب إثبات من أي مستوى قبل أن يتم تقييد استخدام EDCs،فالوكالة الأوروبية للبيئة تدعو إلى اتباع نهج وقائي حتى يتم فهم أفضل لآثار هذه المواد الكيميائية،وعلى النقيض من ذلك،فإن أصحاب الصناعات الكيميائية يريدون مستوى عال من الأدلة قبل فرض أي قيود.
إننا نعمل لأجل تنوير وحماية الناس بشكل صحيح،والصحيح أيضا أن الضغوط الاقتصادية يجب أن تكون ثانوية قياسا إلى الحماية الصحية.
مواقع الصحة والسلامة تقول:إن هدفها الرئيس هو ضمان حماية صحة الناس والبيئة، ولكن من خلال التركيز فقط على مزيد من الدلائل السالبة لـ EDCs،إلا أنه من الواضح أن الكفة تميل بقوة ناحية المصالح التجارية.
وبالنظر إلى المخاطر العالية على صحة الإنسان والحياة البرية،والتكاليف الهائلة للتعامل مع الأمراض التي يحتمل أن تنسب إلى هذه المواد الكيميائية،ينبغي على الجهات الحكومية أن تبقى أكثر حذرا،حتى من دون مساعدة من منظمات السلامة والبيئة.