من الواقع: ولكن أكثر الناس لا يشكرون
تاريخ النشر: 08/10/14 | 11:46نعم، ففي سورة البقرة نقرأ ” ولكن أكثر الناس لا يشكرون، وقد وردت كذلك “قليلاً ما تشكرون” أربع مرات في الذكر الحكيم.
هذه الحال مع الله، فكيف بالحال مع بعضنا البعض،
فما أندر استعمال اللفظة “شكرًا!”
فهل يخسر الذي قدمت له هدية ، مكافأة، جائزة، مساعدة، خدمة…. أن يقول لك: شكرًا!
جزاك الله خيرًا!
السائق عندما فسح لك الطريق، هل هززت رأسك له شاكرًا؟
المهني الذي قام بواجبه لك خير قيام، هل عبّرت له عن شكرك وتقديرك؟
الكاتب الذي صوّب لك هل قلت له “شكرًا” تعلمت،
أم أنك تكابر وتقول له “خطأ طباعي”؟
تقول العرب: بالشكر تدوم النعم،
وقول الحديث الشريف: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله”.
……
سأروي لكم حكاية جرت معي، لعلها تعكس تردّي “ثقافة الشكر” بين ظهرانَـينا:
في أثناء حديث عابر قلت لصديق نال جائزة تراثية:
هل شكرت فلانًا رئيس اللجنة التي قدّمت لك الجائزة، وهو الذي رأى أهليتك؟
قال: ولماذا أشكره؟ ألا أستحق ذلك؟ إذا لم أستحق فليلغ ذلك!
أقسم لكم أن هذه الحكاية جرت مع شخصية بارزة لها صولات وجولات في التراث.
فلماذا نضن بكلمة “شكرًا”؟
لماذا من حقنا أن نأخذ، ولكن ليس من حقنا أن نقدّم كلمة؟
قال صاحبي بعد أن قرأت له هذه الفكرة:
لا نريد “شكرًا” منه، ولكن نريد ألا يقابل الإحسان بالإساءة، فقد كثرت في هذه الأيام ظاهرة
المثل: “اعمل خير تلاق الشر”، وفي الفصيحة” جزاء سنمار!!!
ب. فاروق مواسي