تحليل قصيدة رواء البستاني "أحاجي في الحب"
تاريخ النشر: 03/08/12 | 16:36أحاجي في الحب
“سيلتقمُ ثديي العناق وسيرضع من سنج لبنها الفراق …
يتوه فيهيم كحباب مدام بجنون كظم نبس اراده العقاق
تلك هي احاجيك ايها الحب الزنف حين يخطأ غين نفسك الدقاق
فترتحل مدبَّجا بحزن الاسى صارخا متأوها شين الوله حين تكويك عين رقراق”…. رواء بستاني
أطلقُ على قصيدتك ” أحاجي الحب”. إن المعجم الشعري الذي يسود القصيدة هو معجم غير مفرح بل محزن بل هو أقرب الى مأساوية قاتمة تكتنف القصيدة وتجعلها أُحجية.. حيث سيرضع لبن الفراق هو حجر الرحى فيها.. فالفراق يأتي بعد أن يتوه فيرتحل مدبجاً بحزن الأسى صارخاً متأوهاً…
إنها قصيدة رائعة لا يحد من روعتها إلا استعمالك لمفردات غير شاعرية ولكنها معبرة فوق الشعر: الحب الزنف، الدقاق، شين الوله… ومفردات يحتاج القاريء الحديث اللجوء الى القاموس لفهمها: سنج لبنها. الحب الزنف، شين الوله.
وهناك علاقة غير منطقية في السطر الأول.. فالعناق إذا كان فاعلاً .. فماذا يكون المعنى؟؟ والفعل يرضعُ أين فاعله .. هل هو العناق؟ والضمير الها في لبنها يعود على من ( الثديين) إذا أرادت الشاعرة المثنى!!
فلي رجاء عند الشاعرة أن توضح بعض هذه الأمور التي قد تلتبس على القاريْ العام غير المتخصص والمتعمق في سريالية الشعر الحديث وعبثيته وما فوق الشعر من عالم يريد أن يعبر عنه الشاعر بالشعر بالكلمات فتأتي كلماته ليست كالكلمات..
ولكننا نشتاق لمثل هذا الشعر فيسحرنا ونتماهى معه حتى الثمالة. أشكر الشاعرة على هذه المتعة التي رفّت عليَّ رفيف الأقحوانةِ في غضاها.. وصباح الخير.
د. سامي ادريس