عبلّين … صلاتي
تاريخ النشر: 04/08/12 | 6:19في قلبي الصغير ركنان دافئان، يتربّع في يمينه اله كان للمحبّة وما زال عنوانًا وللرحمة والخلاص ديمومة، وفي شطره الثاني تغفو لوحةٌ ولا أروع خطّها هذا الإله العظيم بيراع من حِسٍّ هفهاف ٍ فجاءت عروسًا تتجلّى على تلال طهريه في جليلٍ أشمّ.
إكليلها “أبو مدوّر”
وشالها “الوادي”
وفستانها “الشّمالي”
أتراني أبالغ وعبلّين هي بيت القصيد ؟
أتراني أشتط وقلعة الاخوّة هي ما أرمي إليه وأقصد.
على ثراكِ المِسكيّ حبوت يا عبلين ودرجْتُ ، تُؤرِّج أنفاسكِ أيامي، وتُعطِّرُ ذراتكِ تاريخي وحاضري !!
يا قطعةً من سماء !!
يا أنشودة غنتها الأزلية!!
إني أعشقكِ وأذوب فيكِ جوىً .
أعشقُ سهولَكِ وواديكِ وجبالك وتلالك السمراء التي مرّ فوقها يسوع إلى أورشليم .
أعشق أهلكِ، أهلي،والعرق يسيلُ مُقدَّسًا من جباههم.
أعشقُ شمسكِ الحرون وقمركِ يرقص في رحيب الفضاء وسط غمزات النُجيمات الناعسات .
أعشق المطر فيكِ وعاصفةً تحدَّت الزمان .
أعشقكِ ماضيًا وحاضرًا.
فأهلكِ يا هذه سبّاقون الى العلم والأخلاق والفضيلة، وأرضكِ –صُنو الخصب- دافقة ٌ بالخير العميم، وصمتكِ لو تعلمين
-صمت التّأمّل –يَضجّ منه الصمت.
أتراني أبالغُ ؟!! وأنتِ في حناياي رجفة ساجدٍ في محراب الأزل.
إيهِ عبلّين سيدتي الجميلة ، أنا أعلم علم اليقين انك لا تملكين القصور المُنيفة ، ولا الشوارع الرحيبة ، ولا الحدائق الغنّاء الجميلة، ولكنك تحتضنين الحضارة في ثوب من الأصالة، وتعيشين العفوية ، وتخيطين من المحبة مِظلةً تظلّل كلّ فرد من أهليك ِ.
نحن راضون أن نتفيأ ظلالَكِ ، ونعيش محبتك ، ونغرس التسامح في قلوب نُسيمات الشّرق ، ونكتب القصائد الورديةَ على شقائق النُّعمان المُشرئبة على تلالكِ وخدودِكِ .
لست اذكر مسقط رأسي غيمة مرّت في فضائكِ دون ان تجثوَ عند أقدامك !!
لست أذكر طائرًا مهاجرًا مرّ فوقك دون أنْ يقول فيكِ غَزَلاً.
لله درّكِ ما أروعكِ !!
لله درّكِ ما أشقاكِ !! وأنتِ تُلوّعين البشرية بجمال صباياكِ وبأس رجالكِ وشاعريةِ بنيك.
ما أحلاكِ عبلّين وأنت تقفين فجرًا على نافذة الطبيعة الشّرقية بسربالٍ خيوطه من نورٍ، وأزراره من ديجور!!
عبلين ..أنت صلاتي بعد ربّي .
ملحوظة:ابو مدوّر ..اسم جبل
والشمالي والوادي اسما منطقتين
عبلين هي مسقط راسي وان كنت ىاسكن الناصرة فهي مهد طفولتي ولن انسى الجولات سيرا على الاقدام او على ظهر حمار او حصان في سهولها ووهادها وجبالها .. كم رافقت اناسا طيبين من اهلها وكم بكيت في نهايات العطلة الصيفية حين كانت تقترب من نهايتها … وكم اذكر بشوق النوم على سطح بيتنا صيفا واتمتع بمنظر مجموعات النجوم والافق البعيد حيفا وعكا وجبال الكرمل .. وبيتنا الذي كان بين كنيسة مار جريس والجامع والصداقات الحميمة بل والاخوة بين اهلها مسيحيين ومسلمين … هذا ما اثارته بي كلماتك اخي زهير واكثر .. بارك الله بهكذا بلد وباهلها الكرام … حقا من شرب من ماء عين عافيه وعين التينه لا بد وان يعود الى عبلين ولو زائرا بين الفينة والاخرى
القس ابراهيم سمعان : انه لشرف عظيم ان تكون ابنًا لعبلين فأنت ابن بارّ ورائع ، نرفع رأسنا بك شمَمًا..نعم عبلين اخي القس هي مثال للمحبة والاخوة والتسامح ناهيك عن جمال طبيعتها وطيبة اهلها..اخي عبلين كما كل بلدة من بلداتنا هي مثال المحبة والجمال.مرة اخرى اثلج صدري تعقيبك وافرحني اطرائك لبلدتي الغالية
اسمح لي يا قسنا المبارك ومن خلالك ان اثني واشكر القائمين على هذا المنبر الرائع والرائد