قصائــــد من شعر: إيلي إلياهو
تاريخ النشر: 05/08/12 | 7:141– العصفور الملوّن أنا لم أضرب الشيخ الذي لطخ الدم قميصه الأبيض ولست أنا الذي أطلق الرصاص على الرجل الذي وقف على سطح المسجد وكانت في يده طوبـــة في جوف الدبابة قرأت "العصفور الملون"*، وفي مستحكم الحراسة كتبت شعرًا ( فقط الموت، عرفتُ، هو الذي يسرّح من الطابور). لكني في الليالي تغطيت خزيًا أحمر، تغمدت روحي بالذنب، والخوف يقرض مثل الخُـلْـد الجائع. حسنًا أنه كان حب على الأقل، أعني واحدة أتصل بها، وأن أصغي إلى تل أبيب التي تضحك فيها. مثل طفل يجهل أنه إلى زوال. 2– علم القذائف إلى محمد الدرة ليس موتك إلا خدعة في التصوير قد تكون حياتك كذلك، خداع في الإعداد، قطعوك هنا وهنا، ألصقوا هناك. لو لم تمت، ربما كنت تقتنع الآن، حيث أنه يمكن بسهولة رسم مسار القذيفة، أن تُحسب قوة الإصابة، أن تقاس المسافة بين أبيك وبين جثتك. عليك أن تفهم، أن الأمر لا يتعلق بكون الطفل حيًا أو ميتا، نحن نريد وجه الحقيقة. تاريخ -3 بسبب هذا البيت قُطعتْ أشجار قبل الأوان، شجيرات أخرى مُـزقتْ من الأرض، قرى نمل انتثرت، عصافير هجرت أعشاشها، وخُـلـْـد فر من حرارة الأرض المتـقلّـبة. بسبب هذا البيت، قرى فرغت من ساكنيها، آبار سُـدّتْ، شوارع تفرقت إلى كل ناحية. بسبب هذا البيت نسي رجال لغة أمهاتهم. أسوار النسيان -4 وسُبي الأسير، وهرب المسكين، وترك بئرًا عميقة كالأسى، وبيتًا مفاتيحة مصرورة إلى الأبد. وترك حصيدًا لحصده تُمورًا لقطفها، زيتونًا لِـجَـدّهِ، وترك ملابس لن يلبسها أحد، وأريكة، ومسابح للصلاة، وترك بغلاً مربوطًا في المحراث، وفي الليالي كان يشمر عن ذكرياته ليتسلق كاللص من فوق أسوار النسيان. بعثة ملائكة الشر -5- طفل في المهد خفي مثل سر، واحد أو اثنان على تختِ زنبركات، وأربعة آخرون على الأرضيـــة، بملابسهم. أحلامهم تكدر الأمل مثل بخار الغيوم، حتى إذا انقض الجنود، بعثة ملائكة الشر، قل من الآن، في بيتهم ضربوهم خمسين ضربة. فلتحدث ابنك! 6- رصــد صوت الجندية المقطّــع يطلب مني أن أراقب حتى لا يحدث اي شيء خارج عن النطاق المألوف، أي شيء غريب. وعليه، أغنام تنفذ إلى جانب الجبل، وراع عربي، وصقر في لطف من أعلى، والكل هادئ، مثل زيت على قماش. ماذا أقول يا فتاة اللاسلكي، ليس هناك أي غريب هنا، سواي. …………………………………………………………………………………. إيلي إلياهو: ولد سنة 1969 في تل أبيب، أنهى الدراسة في جامعة تل أبيب في موضوع الفلسفة اليهودية والأدب العبري. نشر قصائد في عدد من الدوريات الأدبية، وله ديوانان: أنا ولست ملاكًا، ومدينة الذعر (وهما بالعبرية)، وهذه النصوص منهما. * العصفور الملون : رواية كتبها يوجين أونسكو. ترجمة: ب. فاروق مواسي
بغلاً مربوطًا بالمحراث- هكذا في النسخة المصوّبة
وتبقى التحية لمن معي!