النائبة حنين حول زيارتها الاخيرة الى ايرلندا
تاريخ النشر: 18/08/12 | 23:23في إيرلندا لا يمكن الصمت على عنصرية إسرائيل
السفارات الإسرائيلية ترسل أعوانها للتنصت على محاضرات ونشاطات التضامن مع الشعب الفلسطيني
السفارة الإسرائيلية :”خطوة غير عادية أن ننشر مقالا ضد نائب في الكنيست، لكنها تستحق ذلك”
النائبة زعبي: “نضال الشعب الإيرلندي ضد الاحتلال البريطاني وضد عنصرية الموالين له يوضح التشابهات مع نضالنا، لكنه أيضا يبرز عنف وعمق العنصرية الإسرائيلية عن مثيلاتها في العالم”
السفارة الإسرائيلية في إيرلندا – مواقف زعبي هدف شرعي للنقد!
قامت السفارة الإسرائيلية في إيرلندا بنشر رد تحريضي ضد النائبة زعبي في الصحيفة الرئيسية IRISH TIMES، وذلك في أعقاب نشر الصحيفة لمقابلة مع زعبي تحدثت فيها عن السياسات الإسرائيلية وعن نضال الفلسطينيين داخل إسرائيل من أجل الديمقراطية والعدالة. واعترفت السفارة الإسرائيلية في بداية ردها أن “الرد على عضو برلمان من قبل سفارة يعد استثناء وخطوة غير عادية، لكن زعبي خرقت “الإجماع الديمقراطي”! وذلك عندما انسجمت مع الأعداء العنيفين لإسرائيل (أعضاء منظمة ال IHH الذين كانوا على متن سفينة “مرمرة”)، مما يحول مواقفها لهدف شرعي للنقد! وأغفلت السفارة تماما التناقض الصارخ بين الديمقراطية وبين الإجماع، تماما كما أغفلت قصدا التناقض الصارخ بين يهودية الدولة وديمقراطيتها.
وتقارن السفارة الإسرائيلية شرعية يهودية الدولة بشرعية فرنسية الدولة الفرنسية، معتبرة أن اليهودية تصلح لكي تكون مطابقة للجنسية الإسرائيلية وللقومية الإسرائيلية، وهذا ما أكدت زعبي على أنه دليل ليس فقط على العنصرية بل أيضا على عمى العنصرية، التي لا ترى أن “اليهودية” هي صفة ومكانة لقسم من المواطنين باستثناء كامل للفلسطينيين ولغير المتدينين من اليهود، بينما الفرنسية هي صفة ومكانة تصلح لكل المواطنين الفرنسيين، مما يؤكد التعريف العنصري للدولة، وقد جاء ذلك في رد زعبي على السفارة نشرته الصحيفة أيضا. وتجاهلت السفارة جملة من الحقائق كانت زعبي قد ذكرتها في المقابلة المذكورة، ومنها أكثر من 32 قانونا يستهدف حقوق ومكانة الفلسطينيين مثل قوانين الجنسية ولمّ الشمل، وقوانين تتعلق بمصادرة الأراضي واستعمالها، وقانون “لجان القبول” الأبارتهايدي، وقوانين وسياسات التخطيط والبناء، وتهويد الحيز، وسياسات الهوية والتعليم، وقوانين الولاء، وقوانين المقاطعة، وتمويل الجمعيات وغيرها، وتأكيدها على الطبيعة العنصرية الواضحة لإسرائيل معللة كل عنصريتها بـ”مصلحة وحق اليهود في إسرائيل” مما يعني، أن المبرر “الأخلاقي” – من وجهة النظر الإسرائيلية- الوحيد للعنصرية هو تعريف إسرائيل لنفسها كدولة يهودية.
وتحدثت زعبي في مقابلتها عن التهميش والقمع في كافة مناحي الحياة وليس فقط فيما يتعلق بالحقوق الجماعية مثل الأرض والهوية والجنسية، بل أيضا فيما يتعلق بسياسات الإفقار والتمييز والتهميش في مجالات الصحة والتعليم والعمل. وبدل أن تواجه السفارة الإسرائيلية هذه الادعاءات قامت باللعب على الوتر “الديني” لإيرلندا، موردة معطيات كاذبة حول نسبة تعليم “الطلاب المسيحيين”، تزعم أنهم لا يعانون من تمييز، وأن كلا المجموعتين المسيحيين والمسلمين تتمتعان في الجامعات بحقوق أكثر من الطلاب اليهود! كاشفة بذلك عن ضحالة وغباء عنصريين واضحين، وكأن الإيرلنديين الذين حاربوا الاحتلال البريطاني مؤكدين على هويتهم الإيرلندية، سينسون أهمية ودور الهوية القومية في النضال ضد العنصرية والقمع، وسيبدأون في تصنيف الفلسطينيين حسب هويتهم الطائفية كما تريد لهم إسرائيل.
ووردت في نهاية رد السفارة سفاهة أخرى، أشارت إلى أن نسبة عمل النساء “العربيات المسلمات” -على حد تعبيرها- هي نسبة مشابهة لتلك الموجودة في الدول العربية المجاورة، متناسية تلك السفارة أن إسرائيل تتبجح دائما بتفوق ديمقراطيتها وحريتها على تلك الموجودة في الدول المجاورة التي تعتبرها “دكتاتورية ومتخلفة”، ولا توافق على مقارنة نفسها بتلك الدول.
غباء السفارة الإسرائيلية أدى بها إلى تبرير العنصرية في بلد النضال القومي ضد العنصرية!
وفي بداية ردها، الذي نشر هو أيضا بالكامل في الصحيفة، أكدت زعبي على أنه “لا غرابة في تصرف السفارة الإسرائيلية في دبلن، فما هو غريب وشاذ عن القاعدة في الدول الطبيعية، هو القاعدة في إسرائيل، وليس فقط رد السفارة، بل ما هو أخطر من رد السفارة، هو القاعدة غير الطبيعية، من قوانين وسياسات وملاحقات سياسية، يمثل تصرف السفارة أهونها وأبسطها”.
وأكدت زعبي في ردها، أنها مسرورة لرد السفارة المليء بالغباء والاستهتار بعقل الأوروبي، فلم تتعود إسرائيل احترام العقول، بل تعودت ممارسة الإرهاب السياسي على الجميع، فمن لا تستطيع نعته باللاسامي، كالعربي، تنعته بالإرهابي أو بالمتضامن مع الإرهابيين، موضحة أن تعريف السفارة “ليهودية الدولة” ومقارنتها بـ”فرنسية الدولة” مع وضوح إقصائية المصطلح الأول على خلاف المصطلح الثاني، هو أفضل دعم لما نقوله حول طبيعة النظام الإسرائيلي. وأضافت أن تحريض السفارة، إلى جانب كونه مليء بالغباء والهراء لشعب مناضل ضد العنصرية مثل الإيرلنيديين، أعطاها فرصة لعرض ادعاءاتها مرة أخرى، وبلسانها، وقد نشرته الصحيفة كاملا.
هذا وشملت محاضرات زعبي المدن الإيرلندية الرئيسية الأربع: بلفاست وديري في شمال ايرلندا، ودبلن وكورك في جنوبها، بالإضافة إلى سلسلة من اللقاءات الصحفية في الصحف والإذاعات، ولقاءات مع بعض نقابات العمال المركزية. ولم تنس السفارة الإسرائيلية أن ترسل أعوانها لكي “يستمعوا” لمحاضرات زعبي، التي أكدت لهم، أن “لا داعي لذلك، فما تقوله للشعب الإيرلندي سبق وقالته للمجتمع الإسرائيلي آلاف المرات ومن على منبر الكنيست وفي وسائل الإعلام الإسرائيلية، لكن يبدو أن ما يقال بالانجليزية حول إسرائيل أهم مما يقال لها بالعبرية”.