مجازر الاستعمار البريطاني في العالم
تاريخ النشر: 29/12/14 | 8:21ان صناعة الامبراطورية البريطانية قامت واستمرت لقرنين من الزمن او يزيد، عبر سلسلة من القمع الدموي والعنف والقسوة والغزو والحروب. ولم يمض عام من اعوامها المائتين بدون ان يعاني سكانها من ويلات المستعمر ومن اثار مشاركتهم الاجبارية في مشروع الامبراطورية من مجاعات وعبودية ومعارك واغتيال وابادة وكانت هذه ضرورية لمشروع الامبراطورية الذي لم يكن ليتحقق من دون استخدام تلك الاشكال ففي كل محاولة كان بناة الامبراطورية يحاولون زرع علم الملك او الملكة على ارض جديدة كانوا يواجهون بمقاومة شديدة من الوطنيين ولم يستطع الانكليز ملوك البحر الدخول من البحر الى اراضي كل مستعمرة بدون القتال او شراء ذمم من باعوا انفسهم من ابنائها لسحق المقاومة، وفي كل مرة فتحت لهم الطريق الى الاراضي كانوا يلقون مقاومة شديدة. قصة الامبراطورية هي حكاية التوسع الذي كان ينظر اليه دائما على انه عملية عسكرية دائمة، وفي داخل العملية هذه تم دفن قصص مقاومة السكان وقصة انتفاضاتهم التي ظلت متواصلة ولم تتوقف ابدا، مما حدا ببناة الامبراطورية لانشاء نظام دقيق لادارتها قام على عمليات نقل للسكان من بلد الى اخر، وبناء سجون للعصاة في بلدان ونقل المجرمين من عصاة لندن الى بلاد اخرى ليواصلوا جرائمهم ويحققوا حلم الامبراطورية بسحق الوطنيين، ومع العصاة نقل المستعمرون العبيد واستخدموا المتعاونين من ابناء البلاد الاصليين والذين دفعوا ثمن صلتهم بالامبراطورية عندما كانت تجندهم لخدمة أغراضها، وهؤلاء كانوا يموتون في أعالي البحار في قارات لم يعرفها ابناء لندن الا بخيالهم، اوعلى ايدي الوطنيين او كانت تقتلهم المجاعات والذباب والأمراض الاستوائية. يحكي احد مؤرخي الإمبراطورية ان الذباب قتل في افريقيا اكثر مما قتلت السيوف والبنادق . وربما اكبر جريمة ضد الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال هو قرارها في سنة 1917القاضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي عرف باسم تصريح بلفور وقامت بريطانيا المحتلة بوضع هذا التصريح موضع التنفيذ منذ اللحظة التي دخل فيها قائد القوات البريطانية الجنرال “اللنبي” القدس واحتلها، منهيا بذلك تبعية فلسطين للدولة العثمانية المهزومة في الحرب العالمية الأولى، وفاتحا الطريق أمام الحركة الصهيونية الممثلة آنذاك بما يسمى “الوكالة اليهودية” والتي تضم المنظمات والأحزاب اليهودية والصهيونية على حد سواء، وكان الطريق هو طريق فتح أبواب فلسطين أمام نشاط هذه الوكالة المحموم للاستيلاء على الأرض الفلسطينية بكل الوسائل وتنظيم هجرة اليهود الجماعية إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم، ومحاولة شراء أراض في فلسطين، وإعداد قوة عسكرية مدربة جيدا، وبناء مستعمرات مدنية – عسكرية في فلسطين ومع يقظة الفلسطينيين والعرب على ما يحدث في فلسطين، بدأت مواجهة مدّ الهجرة الصهيونية منذ البداية بانتفاضات متفرقة أهمها انتفاضة الشيخ عز الدين القسام من حيفا، ورغم استشهاد “القسام” الذي أطلق الرصاصة الأولى، إلا أن حركته فعلت فعلها في الأوساط الفلسطينية، والفلاحية بخاصة، فانطلقت ثورة العام 1936 المسلحة وكانت ثورة عامة أساسها أصحاب الأرض التي يستهدفها مشروع الاحتلال الصهيوني ولكن هذه الثورة انتهت بعد ثلاث سنوات، لأسباب عدة ومع نهاية الحرب العالمية الثانية التي أخرجت بريطانيا من عداد الدول العظمى، نقلت قضية الصراع في فلسطين الى الأمم المتحدة، بعد أن تهيأ الجو تماما تقريبا للوكالة اليهودية، عسكريا وسياسيا وماليا ومهاجرين، لحسم معركتها مع الفلسطينيين، والعرب عموما وطرح قرار تقسيم فلسطين في العام 1947 وتمت الموافقة عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ضغوط أمريكية هائلة على عدد من الدول، وصدر القرار رقم 171 الشهير، الذي منح “الوكالة اليهودية” حق إقامة “دولة” على أرض فلسطين. جاء على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شلومو بين – آمي الذي اعترف بأنه حين صدر قرار تقسيم فلسطين كان ما استطاعت المنظمات الصهيونية شراءه من أراضي فلسطين من أملاك الغائبين وبتسهيلات حكومة الاحتلال البريطاني يصل الى ما نسبته %6 من أرض فلسطين أي بالنتيجة “دولة إسرائيل” التي أطلق عليها هذا الاسم حال قيامها، تقوم على أراض مسروقة بالقوة من الفلسطينيين اقتراح بريطانيا لحدود اسرائيل عام 1919بعد صدور وعد بلفور عام 1917م تقدم حاييم وايزمان رئيس المؤتمر الصهيوني آنذاك إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا طالبا تحسين حدود إسرائيل حسب وعد بلفور، لتضم حوض الليطاني وجبل الشيخ وتضم أنهار الأردن وبانياس واليرموك. (الجزيرة نت: الصراع على المياه في الشرق الأوسط) في عام 1918 فرنسا برئاسة جورج كليمنصو كانت مهتمه بوضع حدودها مع المانيا بعد الحرب، فطلبت فرنسا دعم بريطانيا في هذا الامر الذي يقوي موقف فرنسا في ارض اوروبا، فكان على كليمنصو التنازل لبريطانيا عن مناطق اخرى في العالم، فطلبت بريطانيا السيطرة على ارض اسرائيل مقابل هذا. (جدعون بيغر) اقتراح الصهاينة لحدود ارض اسرائيل عام 1919 وضع وفد بريطانيا لمؤتمر الصلح اقتراح مفصل لاراضي اسرائيل على أن تضم الجزء الجنوبي من لبنان وجبل حرمون والعقبة ونهر الأردن لقد اهتم الصهاينة وبدعم من بريطانيا بان تشمل ارض اسرائيل الموارد التي تسمح بقيام دولة حديثة في ارض اسرائيل، فاهتموا بموارد المياه مثل نهر الليطاني ومنابع نهر الاردن و جبل الشيخ الذي اعتبروه خزان ماء ارض إسرائيل من هذه النقاط نستنتج ان بريطانيا كانت تبحث فقط عن مصالحها والتي توافقت في هذه الفترة مع الحركة الصهيونية وضربت بعرض الحائط اتفاقاتها مع الشريف حسين ووعودها له، وفي نفس الوقت لم تحدد حدودا معينة لهذا الوطن القومي لليهود بل جعلت الوعد عاما، لترسم هذه الحدود حسب ما يناسب مصالحها فيما بعد .
رئيس منظمة الدرع العالمية لحماية حقوق وحرية المواطن
د صالح محمد ظاهر