قرية الدّامون المهجّرة
تاريخ النشر: 03/09/12 | 3:24زرنا يوم السبت قريتي الدّامون والرّويس المهجّرتين في منطقة الشّمال(بين حيفا وعكّا ) ،وكان في استقبالنا أخوتنا وأخواتنا من الشّمال ,وعلى رأسهم الأستاذ الرّائع صلاح عبّاس , وقد التقينا بعض الأهل المهجّرين الّذين رافقوننا رغم الحرّ الشّديد وجيلهم الكبير , وشرحوا لنا ما حلّ بالقريتين من مأساة يندى لها الضّمير الإنسانيّ , وقد قمنا بفعاليات مختلفة من أناشيد وطنيّة وتمثيل دور المُهجّر الّذي يروي لابنته عناء التّهجير , ثمّ ذلك الإصرار الّذي أبدته الابنة من التشبّث بحقّ العودة الّذي يأبى النّسيان, ثم ألقيت قصائد شعريّة لمجموعة من شعراء رابطة وادي عارة وشواعرها …وكنت من بين هؤلاء …فألقيت هذه القصيدة :
قرية الدّامون المهجّرة (قضاء عكّا)
في حُضْنِ عكّا وجَفْنِ السّاحلِ الأسِلِ …دامونُ روحُ صِبا يزدانُ من دلَلِ
قد فاض سهلُهُمُ رزقًا لآهلِهِ………..نهرُ النّعامين روّى دونَ ما مَلَلِ
في كلّ يوم ٍ نرى الفلّاحَ مصبَحَهُ …يَغْدو إلى الحقلِ مزهُوًّا على عَجَلِ
زيتونُ أهلي كرومُ العِنْبِ يحْضُنُها…سهلٌ خصيبٌ ينابيعٌ من الجَبَلِ
بينَ الكرومِ نرى البطّيخَ في ثِقَلٍ..من خِصْبِ أرضِكَ شَمَّامًا كما العسلِ
لم يترُكوا القمحَ أنواعَ الحبوبِ رَبَتْ…هذا الجمالُ له الصُّبّارُ كالمُقَلِ
قد عاش أهلي مكانًا طابَ مسكَنُه..لم يعرِفوا الهمَّ أو عانوا من الكَسلِ
أتى فلسطينَ في أيّامِ عزَّتِهم ……..من الحجازِ بنو الزّيدانِ كالشُّعَلِ
قد كان منبَتُهُم عِزًّا لنا شرفًا…… فظاهرُ العُمرِ منهم طابَ من رَجُلِ
هذي بلادي جمال ٌ أينما وطِئَت…أقدامُ أبناءِ شعبي ازدانَ من عَمَلِ
كنّا نعيشُ حياةً ملؤُها أملٌ ………..نبني نعمّرُ في يومٍ وفي لَيَلِ
ويحملُ الحُلمَ أبناءٌ لنا وَرِثوا ………حبَّ البلادِ لسهلٍ كان أو جَبَلِ
لكنّ شؤْمًا رمى الأحلامَ موطنَها……حلّ البلاءُ من الأعداءِ والخَذَلِ
قد دمّروا الأرضَ والإنسانَ وانتهَجُوا …مسالكَ الغدرِ والطُّغيانِ والخَتَلِ
لم يُبقِ فيك ذوو الأحقادِ مدرسةً …..أو بيتَ سُكنى بلا هدمٍ ولا عَطَلِ
فخرّبوا كلَّ ما عمّرتم زمنًا … لم يَبْقَ من عهد ماضيكم سوى طَلَلِ
لم يَشْهَدِ النّاسُ ظُلْمًا كالّذي بِكُمُ… حالوا الحياةَ إلى موتٍ بلا خجل
وفرّقوا الجمْعَ والأحبابَ من بلدٍ…… إلى لجوءٍ بأرضي أو إلى دُوَلِ
وحوّلوا العيشَ من عزٍّ ومَفْخَرَةٍ …….إلى خريفٍ بلا لَوْنٍ ولا أمَلِ
كانت ديارُكِ يا دامونُ عامرةً ……والآن نرثيكِ في شعرٍ وفي زَجَلِ
لكنّ شعبيَ لن ينساكِ يا بلدي …ولن تطولَ حياةُ الذُلِّ والشّلَلِ
ما هان يومًا برغمِ الحالِ موقفُنا…ولا استكَنّا ولن نرضى بذا الفشلِ
فينا رجالٌ مدى الآفاقِ قامَتُهم….تهوى النّزالَ بلا خوفٍ ولا وجَلِ
تصطفُّ حشدُ جيوشِ العزِّ مقبلةً…ورايةُ النّصرِ من أرضي إلى زُحَلِ
كان حضورك مميزا وقصيدتك رائعة..
وشكرا للرابطة على هذه الفعاليات
شكرًا أخ محمّد على كلماتك الطّيّبة …دمت بكلّ الخير.
قصيدتك أستاذي تجمع سيرة حياة بلد بكلّ معنى الكلمة ..فهي قصيدة تعليميّة بامتياز , إضافة إلى كونها سياسيّة وتربوية ..وتشحذ الهمم…بارك الله فيك على هذا النَفَس الشّعريّ الهائل.
تحيّاتي الورديّة
أستاذي الرائِع شَريف شَرقيّة
كُلّما قرأتُ كَلِماتكَ المُخَضّبة بالنُور والسَّناء الّتي تُتَوِّجها نَفَحاتُ مِدادكَ العُطْريّة
تَنْتَعِشُ قَريحَتِي ويَسْمو ذَوقي ..!! بالله عليكَ جُد عَلينا بجميلِ أشعارك ..
هذي بلادي جمال ٌ أينما وطِئَت…أقدامُ أبناءِ شعبي ازدانَ من عَمَلِ ,سلِمتْ يُمناك
شكرًا للأخت نادية على كلماتها الأنيقة وتعليقها المثري …وفعلًا حاولت أن أعيد ذكريات بلد وأهل …دمت بخير.
ابنتي صفاء المبدعة !
أشكرك على هذا الرّقيّ الّذي يميّز روح عطائك …ويسعدني مرورك واهتمامك وجمال حروفك …دمت بهذا الإخلاص والوفاء.
هُناكَ كُنا على أرضِ الدامُون
فقد امتَزَجت كلماتكَ مع ما تبقَّى من أشجارِ الزيتُون
هناكَ ارتشَفنا رِيقِ كلماتكَ المُغلفِ بالإنتماء وديمُومةِ البقاءِ المرهُون
هُناك كُنا حيثُ بكى القلبُ قبلَ العيُون
صرختكَ للوطنِ أبت وتمردتْ على كل مُتحلٍ ملعُون
لكَ أستاذِي الفاضِل كل محبةٍ واحتِرام
طالبتي العزيزة شاعرة الوادي المبدعة المتألّقة !
لك جزيل الشّكر على جميل كلماتك وحسن بيانك …وأرى أنّ هذه الكلمات وما أبدعتِ أنتِ
فيه تستحقّه منّا أرض الدّامون والرّويس وغيرهما من قرانا المهجّرة والقائمة ….وسنبقى
نغني لأغلى وطن ما شاء الله لنا أن نعيش….دمت بخير.