وَجَزاءُ الْـمُسْتَهْزِئينَ قَريبُ
تاريخ النشر: 15/09/12 | 9:42يَشْهَدُ الْـحَقُّ أَنَّكَ الطُّغْراءُ = وَسَماءٌ لَـها السَّما سيماءُ
يَشْهَدُ الشِّعْرُ سَيِّدي وَإِمامي = أَنَّكَ النُّورُ وَالدُّنى ظَلْماءُ
تَشْهَدُ الأَرْضُ وَالسَّما أَنْتَ أَعْلى = دونَكَ الفَخْرُ وَالنَّدى وَالثَّناءُ
يَشْهَدُ الْـخَلْقُ وَالشَّرائِعُ كُلًّا = يَشْهَدُ الْـمُرْسَلونَ وَالْأَنْبِياءُ
يَشْهَدُ الْعَقْلُ، يَشْهَدُ الْفِكْرُ بِدْءًا = أَنَّكَ الْـحَقُّ، هَدْيُكَ الْإِحْياءُ
أَنْتَ شَمْسُ الْوُجودِ أَنْتَ سَناهُ = أَيْنَ مِنْكَ الضِّياءُ وَالْأَضْواءُ
إِنْ نَظَرْتَ الْعُقولَ فاضَتْ صَفاءً = دونَ ذاكَ الصَّفاءُ وَالْأَصْفِياءُ
أَوْ نَطَقْتَ الْبَيانَ جَلَّ جَمالًا = وَجَلالُ الْـجَمالِ فيكَ ارْتِقاءُ
أَنْتْ لَفْظُ الْـحَقِّ الْبَليغُ بَيانًا = أَيْنَ مِنْكَ الْإِفْصاحُ وَالْفُصَحاءُ
أَيْنَ مِنْكَ الْعُروشُ وَالْأُمَراءُ = أَيْنَ مِنْكَ الْكِرامُ وَالْكُرَماءُ
أَيْنَ مِنْكَ السَّخاءُ وَالْأَسْخِياءُ = أَيْنَ مِنْكَ النَّقاءُ وَالْأَنْقِياءُ
لا يُدانيكَ سَيِّدي ذو عَلاءٍ = دونَ ذاكَ الْغَبْراءُ وَالْـخَضْراءُ
فَلَقَدْ أَلَّفْتَ الْبَيانَ رِجالًا = أَلَّفوا ما أَمْلَيْتَ كَيْفَ تَشاءُ
فَاسْتَدارَ الزَّمانُ وَارْتَدَّ أَمْنًا = لَـمْ يَكُنْ قَبْلُ، ما بِذاكَ مِراءُ
وَتَعَلَّى عُلاكَ كُلَّ ارْتِقاءٍ = وَتَسامَتْ بِكَ الذُّرى وَالْعَلاءُ
**** = ****
قَدْ طَغى الْـحِقْدُ أُمَّ – ريكا وَفاضَتْ = بِالصَّديدِ النُّفوسُ يا حِرْباءُ
أَوَ حُرِّيَّةٌ تُجيزُ ازْدِراءً؟ = طَفَحَ الْكَيْلُ، كَمْ بَدَتْ بَغْضاءُ
بَعْضُهُمْ مَجْنونٌ وَفي الْبَعْضِ مَسٌّ = بَعْضُهُمْ هُوجٌ ساقَهُمْ أَغْبِياءُ
أَنْفَقوا في النِّفاقِ قَصْد نَفاقٍ = كَتَموا الْـحِقْدَ، داهَنوا ثُمَّ قاؤوا
وَتَوَلَّـى كَبيرُهُمْ شَرَّ رُكْنٍ = بِخِطابٍ تَنوشُهُ الْأَهْواءُ
وَتَنادَوْا، حُرِّيَّةُ الرَّأْيِ حَقٌّ = صانَهُ دُسْتورٌ فَلا إِقْصاءُ
ثُمَّ لَـجُّوا، عَموا وَصَمُّوا عَماءً = وَمِنَ الْقاصِماتِ ما قَدْ جاؤوا
أَدَعِيٌّ؟ وَكُلُّكُم أَدْعِياءٌ = أَمْ سَفيهٌ؟ وَكُلُّكُمْ سُفَهاءُ
يَزْدَري الْـمُصْطَفى وَيَعْوي طَليقًا = وَتُحامي عَنِ الْوَبا أَوْباءُ
وَتَصيحونَ إِنْ تَعَرَّضَ فَرْدٌ = لِيَهودٍ وَشَكَّ، ذاكَ اعْتِداءُ!
فَالْـهُلوكُسْتُ فَوْقَ كُلِّ انْتِقادٍ = وَازْدِراكُمْ مُحَمَّدًا آراءُ؟
وَهُوَ الْـمُصْطَفى وَأَحْمَدُ، طٰهَ = وَهْوَ صُبْحُ الرَّشادِ يا أَشْقِياءُ
وَهْوَ حِبُّ الْإِلٰهِ خَيْرُ الْبَرايا = وَرَسولٌ يُجِلُّهُ الْأَسْوِياءُ
لَنْ يَضيرَ الشُّموسَ نَبْحُ كِلابٍ = لَيْسَ يُطْفي شَمْسَ الْـهُدى الْغَوْغاءُ
قَدْ كَفاهُ الرَّحْمٰنُ في الذِّكْرِ قِدْمًا = وَبِآياتِ اللهِ لا اسْتِثْناءُ
وَجَزاءُ الْـمُسْتَهْزِئينَ قَريبٌ = وَقَريبًا تَبُثُّهُ الْأَنْباءُ
أَرِنا فيهِمْ يا إِلٰـهي عَذابًا = مِثْلَ عادٍ وَمَنْ عَلاها الْماءُ
صَلِّ رَبِّـي عَلى النَّبِيِّ وَسَلِّمْ = وَاشْفِ رَبِّـي الصُّدورَ مِـمَّنْ باؤوا
ثُمَّ نَضِّرْ لِأَجْلِ أَحْمَدَ وَجْهي = وَاغْفِرِ الذَّنْبَ رَبِّ أَنْتَ الرَّجاءُ
بقلم الشاعر العَروضي محمود مرعي