بناء جسور تربط بين المنشآت الاستيطانية في سلوان وبين منطقة البراق
تاريخ النشر: 27/09/12 | 7:04في زيارة قام بها طاقم “مؤسسة الاقصى للوقف والتراث” قبل يومين لبلدة سلوان وتحديدا الى حي وادي حلوة اطلع على القلق الذي يعيشه اهالي بلدة سلوان عموما واهالي حي وادي حلوة خصوصاً من محاولة اذرع الاحتلال الاسرائيلي البدء بتنفيذ حفر نفق أرضي يصل بين طرفي بؤرتين استيطانيتين في مدخل حي وادي حلوة وهما “مركز الزوار- مدينة داوود” و”موقف جبعاتي” وكلاهما بالأصل أراضٍ فلسطينية قام الاحتلال بمصادرتهما وتحويلهما الى بؤر استيطانية تشهد اليوم أكبر علميات حفريات وأنفاق متشعبة، ويرتبط هذا المشروع بمشروع اشمل لتهويد المنطقة المذكورة، في هذا التقرير تعرض “مؤسسة الاقصى” جوانب من تفاصيل مخطط الاحتلال لاقامة جسور ضخمة تربط بين البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان وبين منطقة البراق ، تتضمن الربط بين شبكة “انفاق سلوان” وشبكة الانفاق اسفل وفي محيط المسجد الاقصى المبارك، وتهدف الى تسهيل وصول ودخول ملايين الزوار الاسرائيلين والمستوطنين والسياح الاجانب الى منطقة البراق والمسجد الاقصى.
عند مدخل حي وادي حلوة التقينا السيد احمد قراعين – مدير مركز معلومات وادي حلوة- الذي تحدث الينا عن قلقه وقلق اهالي حي وادي حلوة وعموم اهل سلوان من أبعاد محاولة الاحتلال وأذرعه التنفيذية ومنها “جمعية العاد” الاستيطانية البدء بالتحضير لحفر نفق يصل بين طرفي الشارع عند مدخل وادي حلوة، حيث أحضر الاحتلال ليلة الخميس/الجمعة الماضية (20-21/9/2012) حفاراً كبيراً للبدء بعلميات الحفر، لكن تواجد واصرار اهالي الحي منع الحفر ولو مؤقتا، علما ان السيد احمد قراعين يرجح ان توقيف العمل من جانب الاحتلال جاء تخوفا من ردة فعل المقدسيين واهالي سلوان، خلال ما يسمى “بالاعياد اليهودية”، ويعتقد ان الاحتلال سيعاود في الايام القريبة محاولته للبدء بتنفيذ مشروع حفر النفق بين طرفي الشارع.
بحسب ما فهمنا من السيد احمد قراعين فان الحفار الكبير كان من المخطط ان يقوم بحفر ثمانية حفر عامودية عميقة ، اربعة عند طرف الشارع الايمن من جهة مدخل ” مركز الزاور مدينة داوود” واربعة أخرى من طرف الشارع الايسر من جهة “موقف حفريات جفعاتي”، وذلك تمهيدا لتنفيذ اعمال تقوية لاطراف الشارع، كمقدمة لحفر نفق يربط طرفيه ، وذلك ضمن مخطط الاحتلال لربط البؤرة الاستيطانية ” مدينة داوود” بمشروع تهويدي كبير سيقام في موقع “موقف جفعاتي” تحت مسمى “مركز قيدم- الهيكل التوراتي” .
الى ذلك فقد أكدت “مؤسسة الاقصى” ومن خلال وثائق وخرائط حصلت عليها فان حفر هذا النفق هو جزء من مخطط شامل لتهويد منطقة سلوان ومنطقة البراق ، تتضمن ربط هذه البؤر الاستيطانية بالمنشآت التهويدية التي يخطط الاحتلال اقامتها في منطقة سلوان ومنطقة البراق، كما ويخطط الاحتلال الى ربط شبكة الانفاق التي يحفرها في بلدة سلوان مع شبكة الانفاق التي يحفرها اسفل وفي محيط المسجد الاقصى، حيث يواصل الاحتلال حفرياته في عمق الارض وعند اساسات المسجد الاقصى، خاصة في الزاوية الجنوبية الغربية وعلى امتداد الجدار الغربي أسفل باب المغاربة وحائط البراق.
وبحسب الخرائط التي بحوزة “مؤسسة الاقصى” فإن الاحتلال عمليا ينفذ في هذه الايام المخطط الشامل المسمى بمخطط ” قيدم يروشالايم- اورشاليم اولا”، او ما اشتهر باسم “مخطط زاموش”، والذي كشف عن تفاصيله الدقيقة الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني- قبل عدة سنوات، واليوم يقوم الاحتلال بتنفيذ المخطط مع تغييرات طفيفة، وبحسب الخارطة التي تعرضها “مؤسسة الاقصى” في هذا التقرير فإن الاحتلال يخطط الى اقامة جسور ضخمة للمركبات، اما الجسر الرئيسي فيمتد ما بين باب النبي داوود– احد ابواب البلدة القديمة بالقدس من الجهة الجنوبية الغربية-، – يتجه شرقا مرورا بباب المغاربة – باب السور التاريخي للقدس من الجهة الجنوبية- عند نقطة الالقتاء مع مدخل حي وادي حلوة- سلوان، ويستمر شرقا حتى يصل الى منطقة القصور الأموية- شرق جنوب المسجد الاقصى- . ويتفرع عن هذا الجسر الرئيسي جسر فرعي يربط ما بين ساحة البراق-باب المغاربة الخارجي-، وبين الجسر الرئيسي.
هذه الجسور عمليا تبطل عملياً المدخل الرئيسي لحي وادي حلوة وبلدة سلوان من الناحية الشمالية، وبدلاً عنها سيتحول الشارع الرئيسي في سلوان ووادي حلوة الى طريق مرصوف للمشاة فقط، وفي نفس الوقت فان البؤر والمنشآت التهويدية الموجود في سلوان واودي حلوة سترتبط فيما بينها بنفق تحت الأرض، تخترق سور القدس وباب المغاربة الخارجي وتصل الى أسفل منطقة البراق، وترتبط بالأنفاق والمنشآت التهويدية أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، وتلتقي فيما بينها عند باب المغاربة – احد ابواب المسجد الأقصى-، في نفس الوقت سيتم إنشاء مركز استيطاني كبير في الجهة الجنوبية للجسر مقابل القصور الأموية يرتبط بالجسر الرئيسي الضخم المنوي إقامته ، يضاف اليه مصادرة وهدم عشرات البيوت من بلدة سلوان وتحويل المنطقة الى حدائق توراتية .
وبحسب مخطط الاحتلال فان الهدف من هذا المخطط هو تسهيل وصول ملايين الزوار الإسرائيليين والمستوطنين والسياح الأجانب الى منطقة البراق والمسجد الأقصى ومحيطه، وخطوة من خطوات تكثيف التواجد ألاحتلالي التهويدي في المسجد الأقصى ومحيطه القريب.
ووصفت “مؤسسة الأقصى” هذا المخطط بالمخطط الخطير الذي يستهدف المسجد الأقصى ومحيطه وخاصة البلدة القديمة بالقدس وما حولها، وكجزء من مخطط تهويد كامل مدينة القدس، وقالت “مؤسسة الأقصى”:” ان ما ورد في التقرير هو جزء من مخطط شامل وخطير بدأ الاحتلال بتنفيذه تدريجياً، وقادمات الايام تحل مخاطر ومخططات أكبر، ولذا ونحن نضع الامة ونطلعها على حقيقة وتفاصيل ما يتعرض له الأقصى والقدس الشريف من مخاطر، وفي نفس الوقت فاننا نطمع من الامة ان تخرج بمخططات لتحرير المسجد الاقصى والقدس من براثن الاحتلال، وهو واجب الامة في هذا الوقت ، شعوبا وحكاماً ، علماء وأمراء، مؤسسات وحكومات” .
محمود ابو عطا